19‏/04‏/2009

تحول السطة - جزء 1 - جمل مختارة 4


حروب المعلومات:

كان المنتجين يقفون بين تاجر التجزئة والمستهلك ويتحكمون تماما في المعلومات التي يقدمونها لكل منهما ، وبالرغم من عدم تقدير أهمية المعلومات حق قدرها ، فإن السيطرة عليها لعبت دوراً أساسيا في الحفاظ علي التفوق التقليدي للمصنع علي الدكان ، وهذه الممارسة كانت تدر أرباحاً كبيرة علي الشركات الصناعية

ولكن عند ظهور البار كود وانتشار استخدامه ، لم يقتصر تأثير هذا الكود علي زيادة سرعة عمليات الدفع عند خزينة التحصيل ولا علي تحسين عمليات المحاسبة ، لقد تجاوز ذلك وأدي إلي انتقال السلطة

فالسلطة انتقلت إلي تاجر التجزئة الذي يستطيع الآن تتبع كل سلعة ، ومعرفة حجم المبيعات والأرباح لكل منها ، وكذلك توقع برمجة الدعاية لها والتكاليف والاسعار والخصومات وأماكن عرضها فضلا عن عمليات الترويج الخاصة ومعدل دوران المخازن

وتصبح البيانات التي يقوم تجار التجزئة بتجميعها سلاحاً أكثر تهديداً ، عندما يتم تحليلها بواسطة الكمبيوتر

وكلما انتقلت السلطة ، يقدم تجار التجزئة شروطاً أكثر تشددا لقد تخطوا مندوبي الشركات الصناعية المستقلين ويتعاملون الآن مع الموردين مباشرة


إذا اشتري زبون مجموعة من السلع من أي سوبر ماركت يستعمل الباركود ، فإن هذا يعني أن المتجر لديه هذه المعلومات :
1- نوع المنتجات التي اشتراها الزبون
2- الماركة المختارة
3- الكمية المشتراة
4- ساعة الشراء
5- باقي أنواع السلع
6- إجمالي ما أنفقه الزبون
7- معلومات عن حيز العرض الذي أصبح خالياً بعد أن أُخذت هذه السلع من الرف

وإذا تم الدفع عن طريق بطاقة ائتمان فإن حصيلة المعلومات ستكون أوفر ففي هذه الحالة يكشف المشتري عن :

1- اسمه
2- عنوانه وكوده البريدي ( مفيد جداً للتحديد الجغرافي للأسواق)
3- معلومات عن إمكانية ائتمانه
4- قاعدة لتقدير دخله العائلي

وباقتران كل هذه العناصر ، سيصبح من الممكن بناء صورة مفصلة تفصيلاً مدهشاً عن أسلوب حياته ، تتضمن سلوكياته المعتادة ، التي يتناول فيها وجباته خارج المنزل ، ومشترياته ، والاعمال الخيرية التي يهتم بها

كل هذه البيانات أصبح لها سوق تباع فيها مثل هذه المعلومات ، وسوق هذه المعلومات أصبح ضخم وبنوك المعلومات تمتلئ وترتفع قيمتها الاقتصادية بشكل جنوني

0 التعليقات: