13‏/04‏/2009

تحول السطة - جزء 1 - جمل مختارة 3


المعرفة : ثروة مصنوعة من الرموز

إن رأس المال في طريقه إلي أن يصبح وبسرعة " فوق رمزي"

حالياً، وفي اللحظة التي يتأكد فيها اقتصاد الموجة الثالثة الاكثر تقدما ، تجد النقود الورقية نفسها مهددة بالبطلان شبه الكامل ، فهي تبدو الآن مثلها مثل مداخن المصانع وخطوط التجميع ، كمنتج من منتجات العصر الصناعي الذي يوشك علي نهايته، وباستبعاد الدول المتخلفة إقتصاديا وبعض الاستخدامات الثانوية تماما فإن النقود الورقية ستلحق قريبا بالمصير ذاته الذي آلت إليه الأساور النحاسية

وسيكون لدينا قريباً " البطاقة الفائقة الذكاء" المسماة " بنك الكتروني للجيب" التي اعدتها شركة توشيبا بشكل تجريبي لحساب فيزا انترناشيونال .
وتتيح الرقيقة الميكروسكوبية التي تحتويها هذه البطاقة لمستخدمها مراجعة حساباته المصرفيه وشراء وبيع أوراق مالية وحجز مكان الطائرة وإنجاز مجموعة من المهام الاخري .

البطاقات المغناطيسية السابقة الدفع التي تتناقص قيمتها كلما استخدمت هذه نوع من النقود الموازية ، وهذه النقود الموازية بدأت تسود في بلدان كثيرة ، وشركات الاتصالات سعيدة جداً بهذا النظام لأنها عندما تقوم بتحصيل النقود مقدماً فإنها تستفيد بتعويم مماثل لما كانت تتمتع به البنوك قبل زيادة سرعة مقاصات الشيكات

الايديولوجيه الراقية:

بدأت الوثائق الاولي المتناثرة للاقتصاد الجديد تظهر في أعمال لازالت مجهولة بدرجة كبيرة ، لكتاب من أمثال أوجين لويبل ، الذي توفي مؤخراً ، والذي قضي 11 عاما في أحد سجون تشيكوسلوفاكيا يعيد التفكير بعمق في التأكيدات الرئيسية وادعاءات كل من الاقتصاد الماركسي والاقتصاد ذي النزعة الغربية ،
وهنري .كيه. اتش.فوو من هونج كونج الذي حلل " الأبعاد غير المنظورة للثروة " وأوريو جياريني من جنيف الذي طبق مفاهيم المخاطرة وعدم اليقين علي تحليل مستقبل أنشطة الخدمات ، والامريكي ولتر ويسكوف الذي بحث دور شروط عدم التوازن في التنمية الاقتصادية

ويعيد علماء الاقتصاد اكتشاف أعمال جوزيف شومبيتر الذي كان يعتبر " الهدم والبناء" ضرورياً للتقدم .


إن ما نشهده الآن هو التقاء عظيم وتضافر لعدة تحولات يتم رصدها في كل من الانتاج وتكوين رأس المال ، بل وفي طبيعة النقود ، ومجموع هذه المتغيرات التي تحدث في آن واحد ، في طريقه لإقامة نظام ثوري لخلق الثروة علي ظهر الكوكب.


إننا نعيش حالياً لحظة من لحظات التاريخ ، تختفي فيها الحواجز القديمة ويهتز البناء الكامل للمعرفة الانسانية علي قواعده ، لم نعد نكتفي بتجميع مزيد من الوقائع والحقائق أيا كانت طبيعتها ، ففي الوقت الذي نعيد فيه بناء هياكل الشركات والاقتصاد بكامله ، فإننا نعيد تنظيم انتاج وتوزيع المعرفة ، ونبدل كذلك الرموز التي تستخدم في توصيلها
ماذا يعني ذلك ؟
إنع يعني أننا نخلق شبكات معرفة جديدة ونربط المفاهيم مع بعضها البعض بروابط مدهشة ، ونشيد تدرجات وتسلسلات مذهلة من الاستدلالات ، ونعد نظريات جديدة وافتراضات وصورا تعتمد علي مسلمات مبتكرة وعلي لغات وشفرات ونظم منطقية جديدة

إن المعرفة ، وهي مبدئياً لاتنضب تمثل البديل النهائي

إن التقنيات الاعلاماتيه الجديدة ، والتي قلبت اقتصاد الانتاج بالجملة رأساً علي عقب ، تنزع إلي جعل تكلفة التنوع صفراً تقريبا ، وهكذا ألغي تدخل المعرفة التكلفة المرتفعة التي كانت تنجم في الماضي عن إدخال تغيير علي عملية الانتاج

مثال ظاهرة فوق التوصيل:

هي اكتشافات ستقلل علي الاقل كمية الطاقة المطلوب نقلها للحصول علي نتيجة معينة ، فطبقا لبيانات الرابطة الامريكية العامة للطاقة ، يضيع 15 % من الكهرباء المنتجة محلياً في الولايات المتحدة بين مصدر انتاج الطاقة وأماكن استخدامها ، نظرا لأن أسلاك النحاس ليست موصلا عالي الكفاءة ، هذا الفاقد في الاسلاك يوازي إسهام خمسين محطة طاقة ، في حين تسمح ظاهرة فوق التوصيل بتحويل هذا الفاقد إلي صفر تقريباً

المعرفة مقابل رأس المال :

من منظور معين قد تمثل المعرفة علي المدي الطويل تهديداً للسلطة المالية ، أكثر خطورة بكثير من النقابات العمالية أو الأحزاب السياسية المناهضة للرأسمالية .

0 التعليقات: