الحياة في الاقتصاد فوق الرمزي
ما بعد عصر البريق الخادع
من الانتاج بالجملة إلي مزيد من الانتاج حسب متطلبات كل عميل ، ومن التسويق والتوزيع بالجملة إلي منافذ التوزيع المتخصصة وإلي التسويق الفردي ، ومن الشركة الكبيرة المساهمة إلي أشكال تنظيمية جديدة ،، ومن الدولة – الأمة إلي صيغ تنظيمية محلية وعالمية في آن واحد ، ومن طبقة البروليتاريا – أي طبقة العمال الصناعيين – إلي الكوجنيتاريا – أي طبقة أولئك الذين يتعاملون بالمعرفة .
قد يكون صحيحاً أن كل مرحلة ثورية تولد طغمة من أنواع متعددة من البشر وصوليين وغريبي الاطوار ومغرورين ومتعطشين إلي الدعاية وقديسين ومحتالين – كما تولد في الوقت نفسه أصحاب رؤية مستقبلية ومجددين حقيقين
السلطة في طريقها للتحول علي مئات الجبهات في وقت واحد
فلا عجب أن يجد مديرو الشركات اللامعون أنفسهم في ضيق وارتباك ، فيقبل بعضهم علي قراءة كتيبات تحمل عناوين بهاء مثل " أسرار آتيلا وقبائل الهون ويدرس آخرون نصوصاً صوفية أو يتابعون محاضرات في معهد ديل كارينجي عن طرق التأثير علي الآخرين أو يشاركون أيضاً في ندوات عن استراتيجية التفاوض- وكأن السلطة ليست سوي مسألة علم نفس أو مناورة تكتيكية
كل من سوف يعجز عن فهم وإدراك التعديلات التي تطرأ علي هذه الأدوات سيكون حصل علي جواز مرور إلي عالم النسيان
الثروة الملطخة بالدماء الثروة النظيفة :
قبل الثورة الصناعية ، حين كان أجداد أجدادنا يكدون في فلاحة الأرض ، كان العالم كله لا يقل تخلفا من الناحية الاقتصادية عن الدول الأكثر فقراً حالياً والأكثر تجرداً من رؤوس الأموال ، وبالتالي لم يكن هناك اقتصاديات متقدمة لكي يطلب منها بضعة مليارات من الدولارات في شكل قروض أو أشكال أخري من المساعدة الخارجية ، إذن من أين أمكن أن تتولد الثروات التي مولت الثورة الصناعية في بدايتها ؟
نتج الكثير من هذه الثروات بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق السلب والنهب وقطع الطريق والقرصنة والسوط المسلط علي العبيد والاستيلاء علي أراضي الغر والأعمال الإجرامية المنظمة ، ومن مختلف عمليات الاغتصاب والابتزاز ، ومن الرعب الذي يمارسه السيد علي الفلاح ومن الهنود المستعبدين في مناجم الذهب والفضة ، ومن الممتلكات الشاسعة التي منحها الملك أو السلطان لمقاتليه وقادة جيوشه امتناناً لهم عما قدموه في الحروب أو من ممارسات من النوع نفسه
وحتي نهاية الثلاثينات من هذا القرن ظلت الشركات الكبيرة في الولايات المتحدة تستخدم فتوات لتحطيم الاضرابات أو إرهاب المناضلين النقابيين وأتباعهم ،
وكان من عادة شركة فورد موتورز أن تستدعي هاري بينيت وعصابته ذات السمعة المخيفة كلما طالب العاملون بزيادة في الأجور أو أبدوا رغبة في تكوين نقابة لهم
.......
......
لقد تم في الواقع السيطرة علي العنف ثم تحويله بحيث تم أخيراً أخفاؤه
أحد الاسباب التي جعلت ظهور العنف المباشر نادراً جداً في اللعبة الاقتتصادية يرجع إلي أنه بمرور الزمن أصبح العنف يعالج بشكل متزايد " من الباطن " فبدلاً من انتاج العنف واستخدامه صراحة ، اشتري سادة الأعمال خدمات الدولة : ففي كل الدول الصناعية حل العنف الرسمي محل العنف الخاص
إن الهم الأول لسلطة كل دولة ، منذ لحظة انشائها ، هو تأمين احتكارها للعنف : بحيث لا يمارسه إلا جنودها ورجال الشرطة فيها فقط .
البندقية المستترة :
إذا كان الاعتداء البدني المباشر يبدو وقد اختفي تقريباً من الحياة الاقتصادية فإن ذلك يرجع إلي أن العنف قد تسامي تحت شكل القانون
وإذا كان المال لم يصبح قبل ذلك الوسيلة الرئيسية للسيطرة الاجتماعية ، فإن السبب ببساطة هو أن الجزء الأكبر من المجتمعات البشرية كان لايزال خارج الاقتصاد النقدي ، ولكن منذ أن حلت المصانع محل المزارع ، توقف الناس عن إطعام أنفسهم بأيديهم وباتوا يعتمدون علي المال من أجل البقاء
إن الاعتماد الكامل علي النظام النقدي ، في مواجهة نظام الاعاشة الذاتية القديم ، بدل كل علاقات السلطة
ما بعد عصر البريق الخادع
من الانتاج بالجملة إلي مزيد من الانتاج حسب متطلبات كل عميل ، ومن التسويق والتوزيع بالجملة إلي منافذ التوزيع المتخصصة وإلي التسويق الفردي ، ومن الشركة الكبيرة المساهمة إلي أشكال تنظيمية جديدة ،، ومن الدولة – الأمة إلي صيغ تنظيمية محلية وعالمية في آن واحد ، ومن طبقة البروليتاريا – أي طبقة العمال الصناعيين – إلي الكوجنيتاريا – أي طبقة أولئك الذين يتعاملون بالمعرفة .
قد يكون صحيحاً أن كل مرحلة ثورية تولد طغمة من أنواع متعددة من البشر وصوليين وغريبي الاطوار ومغرورين ومتعطشين إلي الدعاية وقديسين ومحتالين – كما تولد في الوقت نفسه أصحاب رؤية مستقبلية ومجددين حقيقين
السلطة في طريقها للتحول علي مئات الجبهات في وقت واحد
فلا عجب أن يجد مديرو الشركات اللامعون أنفسهم في ضيق وارتباك ، فيقبل بعضهم علي قراءة كتيبات تحمل عناوين بهاء مثل " أسرار آتيلا وقبائل الهون ويدرس آخرون نصوصاً صوفية أو يتابعون محاضرات في معهد ديل كارينجي عن طرق التأثير علي الآخرين أو يشاركون أيضاً في ندوات عن استراتيجية التفاوض- وكأن السلطة ليست سوي مسألة علم نفس أو مناورة تكتيكية
كل من سوف يعجز عن فهم وإدراك التعديلات التي تطرأ علي هذه الأدوات سيكون حصل علي جواز مرور إلي عالم النسيان
الثروة الملطخة بالدماء الثروة النظيفة :
قبل الثورة الصناعية ، حين كان أجداد أجدادنا يكدون في فلاحة الأرض ، كان العالم كله لا يقل تخلفا من الناحية الاقتصادية عن الدول الأكثر فقراً حالياً والأكثر تجرداً من رؤوس الأموال ، وبالتالي لم يكن هناك اقتصاديات متقدمة لكي يطلب منها بضعة مليارات من الدولارات في شكل قروض أو أشكال أخري من المساعدة الخارجية ، إذن من أين أمكن أن تتولد الثروات التي مولت الثورة الصناعية في بدايتها ؟
نتج الكثير من هذه الثروات بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق السلب والنهب وقطع الطريق والقرصنة والسوط المسلط علي العبيد والاستيلاء علي أراضي الغر والأعمال الإجرامية المنظمة ، ومن مختلف عمليات الاغتصاب والابتزاز ، ومن الرعب الذي يمارسه السيد علي الفلاح ومن الهنود المستعبدين في مناجم الذهب والفضة ، ومن الممتلكات الشاسعة التي منحها الملك أو السلطان لمقاتليه وقادة جيوشه امتناناً لهم عما قدموه في الحروب أو من ممارسات من النوع نفسه
وحتي نهاية الثلاثينات من هذا القرن ظلت الشركات الكبيرة في الولايات المتحدة تستخدم فتوات لتحطيم الاضرابات أو إرهاب المناضلين النقابيين وأتباعهم ،
وكان من عادة شركة فورد موتورز أن تستدعي هاري بينيت وعصابته ذات السمعة المخيفة كلما طالب العاملون بزيادة في الأجور أو أبدوا رغبة في تكوين نقابة لهم
.......
......
لقد تم في الواقع السيطرة علي العنف ثم تحويله بحيث تم أخيراً أخفاؤه
أحد الاسباب التي جعلت ظهور العنف المباشر نادراً جداً في اللعبة الاقتتصادية يرجع إلي أنه بمرور الزمن أصبح العنف يعالج بشكل متزايد " من الباطن " فبدلاً من انتاج العنف واستخدامه صراحة ، اشتري سادة الأعمال خدمات الدولة : ففي كل الدول الصناعية حل العنف الرسمي محل العنف الخاص
إن الهم الأول لسلطة كل دولة ، منذ لحظة انشائها ، هو تأمين احتكارها للعنف : بحيث لا يمارسه إلا جنودها ورجال الشرطة فيها فقط .
البندقية المستترة :
إذا كان الاعتداء البدني المباشر يبدو وقد اختفي تقريباً من الحياة الاقتصادية فإن ذلك يرجع إلي أن العنف قد تسامي تحت شكل القانون
وإذا كان المال لم يصبح قبل ذلك الوسيلة الرئيسية للسيطرة الاجتماعية ، فإن السبب ببساطة هو أن الجزء الأكبر من المجتمعات البشرية كان لايزال خارج الاقتصاد النقدي ، ولكن منذ أن حلت المصانع محل المزارع ، توقف الناس عن إطعام أنفسهم بأيديهم وباتوا يعتمدون علي المال من أجل البقاء
إن الاعتماد الكامل علي النظام النقدي ، في مواجهة نظام الاعاشة الذاتية القديم ، بدل كل علاقات السلطة
0 التعليقات:
إرسال تعليق