13‏/04‏/2009

تحول السطة - جزء 1 - جمل مختارة 1

عندما تذكر وسائل الاعلام التحولات و التبدلات المتسارعة للحقبة التي نعيش فيها ، فإنها تنقل لنا أجزاء صغيرة من المعلومات دون أي رابط بينها ، في حين يرهقنا الخبراء بدراسات وافية شديدة التخصص ويخرج علينا أصحاب النبؤات الشعبيون باتجاهات متباينة ، دون تقديم نموذج عام يحقق لها الترابط أو رؤية ماهي القوي الأخري التي قد تجسد اتجاه التطور المفترض، وبالتالي ينتهي التغيير ذاته بأن يظهر وكأنه عملية فوضوية ، بل وعبثية تماماً


الاشخاص والمنظمات وحتي الأمم ، يمكن ان تنحني تحت ثقل تغيير مفرط الضخامة يحدث قبل أوانه حتي يفقدوا التوجه الصحيح ، ويصبحوا غير قادرين علي الرد بقرارات ذكية ، باختصار يعانون من " صدمة المستقبل "



" السلطة في فوهة البندقية " ماوتسي تونج

" النقود تتكلم " مجهول

" المعرفة هي في ذاتها سلطة " فرنسيس بيكون


إن إعادة توزيع المعرفة تؤدي إلي إعادة توزيع السلطة التي تنبني عليها

لقد تنبأ ونستون تشرشل بهذا التحول عندما قال " إن امبراطوريات المستقبل هي امبراطوريات ذهنية " وتحققت هذه النبؤة الآن


تآكل ثروات الأسر العريقة :

لا يمكن لنظام ثوري لخلق الثروة أن يفرض نفسه دون أن يسبب صراعات ومنازعات شخصية وسياسية ودولية ، فكل تغيير في طرق انتاج الثروة يصطدم مباشرة بمجموع المصالح القائمة التي تدين بسلطتها إلي نظام الاثراء القديم ، ويناضل كل معسكر من أجل السيطرة علي المستقبل مما يؤدي إلي نشوب عداوات عنيفة .

السلطة في حد ذاتها ليست طيبة ولا سيئة ، إنها بعد موجود عملياً في كل العلاقات الانسانية ، وهو في الحقيقة المكمل المقابل للرغبة ، وطالما أن الرغبات الانسانية ذات تنوع لا نهائي فإنه من المفترض أن كل ما يمكن أن يشبع رغبة الغير هو مصدر سلطة

" القوة - المال - المعرفة " أهم أنواع السلطة

القوة – العنف :

نقطة الضعف الرئيسية للقوة الغاشمة أو العنف هي انعدام مرونته المطلق ، فهو لا يستخدم إلا للعقاب

أعلي انواع السلطة المعرفة فالعقل المفكر هو أفضل سلاح علي الاطلاق ، وتكمن فاعليتها في الحصول علي النتيجة المرجوة باستخدام الحد الأدني من السلطة

يقول قادة البنتاجون ، إن المعرفة هي أهم مصدر من مصادر السلطة الاجتماعية الأساسية الثلاثة التي تعطي الدولار قوته

فا للقوة حد لا يجب تجاوزه وإلا فإن استخدامها سيدمر ما نريد الفوز به أو الدفاع عنه ، وينطبق الشيئ نفسه علي الثروة ، إذ لا يستطيع المال شراء كل شيئ وستأتي اللحظة التي ستفرغ فيها أكثر الخزائن امتلاء ، أما المعرفة فإنها لا تنضب أبداً

هناك اختلاف جوهري وذاتي يفرق المعرفة عن القوة المادية والمال ،كقاعدة عامة ، إذا ما ستخدمت أنا مسدسا فلن يكون بإمكانك أن تستخدم نفس المسدس في الوقت نفسه ، وإذا ما استخدمت أنت دولاراً لا أستطيع أنا أن أستخدم نفس الدولار في الوقت نفسه ، في حين يمكن لكلينا أن يستخدم نفس المعرفة سواء لكي نتعاون أو لكي نتقاتل ، وفي أثناء ذلك ستتاح لنا أيضاً فرصة انتاج فائض معرفة ، هذا الأمر وحده يكفي لتوضيح أن قواعد لعبة السلطة التي تدار علي أساس المعرفة مختلفة اختلافاً عميقاً عن الأسس التي يعتمد عليها أولئك الذين يدعون الوصول إلي غايتهم بالقوة أو المال

المعرفة لها هذه الخاصية الثورية تماماً وهي أن الأكثر ضعفاً والأكثر فقراً يستطيعون الحصول عليها أيضاً
هي إذن الأكثر ديمقراطية من بين مصادر السلطة

وهو ما يجعل من المعرفة تهديداً دائماً بالنسبة للأقوياء

السيطرة علي المعرفة ستصبح العنصر الحاسم في الصراع علي السلطة علي الصعيد العالمي وفي داخل كل المؤسسات البشرية

0 التعليقات: