22‏/04‏/2010

الشخصية جمل مختارة 5

5- الحكمة

الحكمة هي وضع الأشياء في مواضعها ، والرجل الحكيم هو السديد الرأي ، البعيد النظر ، الحسن التقدير ، الذي يعرف الحق فيتمسك به ، ويفعل ما يجب أن يُفعل ، ويترك ما ينبغي أن يُترك ، ويقول ما يجب أن يُقال ، يري الفرصة فينتهزها ، ويشعر بالطريق المستقيم فيسلكه ، يُحس نتيجة الشئ حتي قبل حدوثها ، ويعامل غيره بما يحب أن يعامل به ، يحب لأخيه ما يحب لنفسه ،وإذا حكم علي غيره كان حكمه بعيداً عن الأهواء والاغراض ، تتمثل فيه النزاهة والعدالة كل هذه الصفات نتيجة الحكمة وحسن التقدير
قال الله تعالي : " ومن يؤتي الحكمة فقد أُوتي خيرا كثيرا"
وقال صلي الله عليه وسلم : " الحكمة ضالة المؤمن"
قيل لرجل من بني عبس : ما أكثر صوابكم ! قال : نحن ألف رجل وفينا حازم ، ونحن نطيعه فكأننا ألف حازم

ومن الحكمة ألا يحتقر الرجل عدوه وإن كان ذليلاً ، ولا يغفل عنه وإن كان حقيراً ، فكم برغوث أسهر فيلا ، ومنع من الرقاد ملكلاً جليلاً


وكثيراً ما تفسد الحكمة وتشوه بالفخر ، أو التكبر ، أو الحقد ، أو الغيرة ، أو الغش ،


قيل لعنترة العبسي : أأنت أشجع العرب وأشدهم بطشاً ؟
فقال لا : . فقيل له : كيف شاع لك هذا الاسم بين الناس ؟
فقال : إنني أُقدم إذا رأيت الإقدام عزما ، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزما ، ولا أدخل مدخلا إلا إذا رأيت لي منه مخرجاً ، وأعمد إلي الضعيف الساقط فأضربه ضربة يطير بها قلب الشجاع ،


وقيل لعربي: من أحزم الناس ؟ قال : من أخذ رقاب الأمور بين يديه ، وجعل العواقب نصب عينيه ، ونبذ التهيب دبر أذنيه
وقيل له : ومن أخرق الناس ؟ فقال : من ركب الخطار (الأمور التي لاؤمن عاقبتها ) واعتسف (ركب الطريق علي غير هداية ) العثار (ما يوقع في السقوط) وأسرع البدار قبل الاقتدار

وتتطلب الحكمة قبل الشروع في الفعل :
1- التروي في الأمور
2- وفرة العلم والتجربة فإنها سبيل الحكمة
3- توافر الفطنة إذ لاسبيل لصحة الفكر بغيرها
4- توافر الثبات وكبح النفس

ومما يحول دون الحكمة:
1- العجلة في الفعل
2- الإغراق في التروي
3- قلة التجربة والعرفان
4- سقم الفكر أو خطؤه
5- التشبث والجمود

وتتضمن الحكمة حسن التدبير وجودة الذهن وثقابة الرأي وصواب الظن
قال معاوية بن أبي سفيان :" إني لا أضع سيفي حيث يكفيني لساني ، ولو أن بيني وبين العامة شعرة ما انقطعت أبداً ،قيل له : وكيف ذلك ؟ قال : كنت إذا جذبوها أرخيتها ، وإذا أرخوها جذبتها.

0 التعليقات: