22‏/04‏/2010

الشخصية جمل مختارة 4

4- الشجاعة

الشجاعة قوة بها يتمكن الإنسان من السيطرة علي قواه مع ضبط نفسه وقت الخطر الذي يهدده ، وهي خير مقياس يقاس به الإنسان في أوقات الشدة ، حيث يُتطلب الثبات أوالإقدام وبهذا المقياس يمكن وضع الشخص في مرتبته الخاصة بين الشجعان أو الجبناء ، وبين العظماء أو العاديين


والشجاعة عماد الفضائل ، وتبدو في ثبات القلب ، ورباطة الجأش ، وحضور اللب ، والشجاع رجل ذو بسالة وجدة ، صادق البأس ،ثابت الفؤاد ، ينازل الرجال ، ويقارع الأبطال ، والجبان إن أحس بعصفور طار فؤاده وإن طنت بعوضة طال سهاده ، يفزع من صرير الباب ويقلق من طنين الذباب

رأي الاسكندر سمياً له لا يزال ينهزم ، فقال له : يارجل ، إما أن تغير فعلك ، وإما أن تغير اسمك


وقيل إن الشجاعة تتوقف علي القوة الجسمية والعصبية والعقلية والخلقية التي لدي الإنسان ، وأن المدنية الحاضرة قد قللت من الشجاعة بين الأفراد


وعلي الآباء والأمهات أن يغرسوا الشجاعة وخُلق الرجولة في نفوس أبنائهم من الصغر ، ويعودونهم الصبر وضبط النفس ، وكتمان الشعور ، وتحمل الألم من الطفولة الأولي ، وإن من يستطيع أن يحتمل دقائق أكثر من غيره يمكنه أن يفوز بالنجاح والنصر ، سواء أكان جندياً أم قائداً ، متعلما أم معلماً ، غنيا أم فقيراً

مظاهر الشجاعة :


1- الشجاعة في ضبط النفس عند مقابلة الرؤساء أو عند الظهور أمام مجتمع لإلقاء محاضرة ، أو الاشتراك في مناظرة ، أو التعبير عن رأي ، أو الدفاع عن مبدإ أو عقيدة

قيل مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيان يلعبون ، وفيهم عبد الله بن الزبير ففروا حين رأوه ، وثبت عبد الله ، فقال عمر : مالك لا تفر مع أصحابك ؟ قال : لم أجرم فأخافك ، ولم يكن الطريق ضيق فأوسع لك .

ولاشئ يقضي علي الشجاعة ويخضد شوكتها أكثر من الهلع ، فحيثما وُجد وُجد الألم ، والقلق النفسي ، وتعب الضمير ، واضطراب العقل فتضطرب شخصية الإنسان


الحياة مملوءة بالحوادث والمصائب وبالصبر علي الشدائد تختبر رجولتنا ، ويعرف معدن الرجولة فينا وبالروح الذي نقابل به هذه الحوادث تظهر شخصيتنا أو تستتر ، ولا يظهر الرجال إلا عند الشدائد والمصاعب


وليس من الشجاعة أن تكثر شكوي الحياة والظروف والأيام ، فشكوي سوء الحال لن تغير ما حدث بل تذهب بنضرة العقل وقوة القلب ، وإن الخوف من الخذلان والهزيمة يؤدي إلي الهزيمة ، وقوة الأمل في النجاح مع التشجيع والمثابرة تحفظ روح الإنسان وهمته


إن أعظم انتصار في الحياة هو الانتصار علي النفس بضبطها وكبح جماحها والتغلب عليها وأرقي مظاهر الشجاعة الصبر والتحمل عند المقدرة قال صلي الله عليه وسلم :" ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " فيقهرها بحلمه ويتغلب عليها بثباته

يقول هربرت سبنسر إن ضبط النفس أساس الكمال الإنساني ، وأنه الغرض من التربية



2- التغلب علي الصعاب التي تعترض الإنسان في حياته ، وإصلاح الأخطاء التي تمر بنا ، وكما تكون الشجاعة في الاقدام علي الشئ تكون في الإحجام عنه عند تحقق التهلكة


وتقول العرب : الشجاعة وقاية والجبن مقتلة


وقال أبو بكر رضي الله عنه لخالد بن الوليد : احرص علي الموت تُوهب لك الحياة.

3- الإجابة عن السؤال وفي إبداء الرأي

0 التعليقات: