12‏/04‏/2010

أصول النظام الاجتماعي في الإسلام 3

أصول إصلاح الأفراد


قال الحكيم : الإنسان عقل تخدمه أعضاء " فإصلاح المخدوم هو ملاك إصلاح خادمه
فإصلاح عقل الإنسان هو أساس إصلاح جميع خصاله ، ويجيئ بعده الاشتغال بإصلاح أعماله ، وعلي هذين الإصلاحين مدار قوانين المجتمع الإسلامي


وفي صحيح مسلم عن أبي عمرة الثقفي أنه قال : قلت : يارسول الله ، قل لي في الاسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك ، قال : " قل آمنت بالله ثم استقم " فجمع له في قوله : " قل آمنت بالله " معاني صلاح الاعتقاد ، وفي قوله :"استقم" معاني صلاح العمل

1- إصلاح الاعتقاد

قد أحاط الإسلام إصلاح العقيدة ودوام إصلاحها بأمرين عظيمين هما :
التفصيل والتعليل
والتفصيل كان بثلاث أمور أولها تمام الإيضاح لسائر المسلمين وبإعلان فضائح الضالين في العقيدة علي اختلاف ضلالهم والإغلاظ عليهم وبسد ذرائع الشرك واجتثاث عروقه ، ولذلك نهي عن اتخاذ التماثيل في البيوت وأكد النهي عن اتخاذ القبور مساجد

والتعليل باستدعاء العقول إلي الاستدلال علي وجود الله وعلي صفاته التي دل عليها تنزيهه ، وأعظم ذلك الاستدعاء إلي النظر في النفس وهو أصل الحكمة
" قل انظروا ماذا في السموات والأرض" يونس - 101
" وفي أنفسكم أفلا تبصرون " الذاريات-21

2- إصلاح التفكير


وإصلاح التفكير المراد هنا هو التفكير فيما يرجع إلي الشؤون في الحياة العاجلة والآجلة لتحصيل العلم بما يجب سلوكه للنجاح في الحياتين فأعمال الإنسان جارية في الصلاح والفساد علي حسب تفكيره ، فالعقل للأعمال كمثابة قائد الجيش تجري أعمال جيشه علي مايريده ، فإن أصاب انتصروا وإن أخطأ انهزموا


وبهذا نستدل علي أن إصلاح التفكير من أهم ما قصدته الشريعة الإسلامية في إقامة نظام الاجتماع من طريق صلاح الأفراد ، وبهذا نفهم وجه اهتمام القرآن باستدعاء العقول للنظر والتذكر والتعقل والعلم والاعتبار وإن ذلك جري علي هذا المقصد


فإن الذهول عن الحقائق والخطأ في إدراكها من أكبر المصائب في العاجل والآجل ، لأنه يوقع صاحبه في مهواة الضلالة من حيث يتطلب الهدي والنجاة ، أو يضيع عليه مدة من نفيس عمره حتي يفيق من ضلاله

0 التعليقات: