23‏/12‏/2015

وثيقة المدينة 6

وثيقة المدينة 6

الفصل الثاني: البعد الاجتماعي
المبحث الأول: مفهوم الأمة في الإسلام

الرسـول  صلي الله عليه وسلم
 أرسـل للناس كافة، فالعالم إذا كله هـو أمته، بالمعـنى الواسـع للكلمة.
العالـم كله هـو مجـال الدعوة، والناس في العالم هـم بالتالي أمة محمد صلي الله عليه وسلم ،
قال تعالى﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ...   (سبأ:28،
وقـال تعالى﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ   (الأنبياء:107
وفي ضوء هـذه الشواهد، يتأكد لنا أن كلمة (الأمة) في القرآن الكريم واضحة في معناها كوضوح الشمس في رابعة النهار.

التعريف الاصطلاحي للأمة
الأمة مجموعة من الأفراد، يشعرون أنهم متحدون تربطهم صلات مادية ومعنوية وتجمع بينهم الرغبة المشتركة في العيش معا. فالرابطة بين الفرد والأمة رابطة نفسية تنشأ نتيجة العديد من العناصر المتداخلة المعقدة مثل الجنس، واللغـة، والدين، والتاريخ، والمصالح المشتركة التي تؤدي إلى زيادة الروابط بينهم .

الأمة من خلال بنود الوثيقـة
هـي كيان اجتماعي سياسي، تقوم على أساس الفكر والعقيدة لا على أساس الدم أو على أسس بيولوجية، لا تحدها لغة أو جـنس أو وطن، ولا تصادر الأفكار والعقائد الأخرى، 
بل لها من الرحابة ما تستوعب بـه العناصر الأخرى دون صهر أو تذويب، قابلة للتوسع والتقلص تبعا لعدد من ينضم إليها أو يتركها باختياره 
 ويتضح لنا الفرق بين الإسلام والإيمان في قوله تعالى
(الحجرات:14)،  ) (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ  
ويتميز الصنفان في أهل يثرب فقط لظهور النفاق فيهم، أما المهاجرون فليس فيهم مسلم إلا وهو مؤمن مصدق بقلبه
، وهذا التمايز هـو ما قصدته «الوثيقة» في البند رقم (1)
ولقد بينت «الوثيقة» -البند رقم (2)- الانتظام الاجتماعي الجديد للمؤمنين والمسلمين: «أنهم أمة واحـدة من دون الناس»
 لا تتلفع بالعصبية ولا تتسم بالعنصرية ولا تأخذ من الطبقية  
  فالمؤمنون والمسلمون من قريش وأهل يثرب ومن تبعهم فلحق بـهم وجاهد معهم «أمة واحدة»،

مفهوم «الأمة» من وجهة نظر المستشرق ( مونتجومري واط) 
إن فكرة «الأمة» كما جاء بها الإسلام هـي الفكرة البديعة التي لم يُسبق إليها، ولم تزل إلى هـذا الزمن ينبوعا لكل فيض من فيوض الإيمان يدفع المسلمين إلى «الوحدة» في «أمة» واحدة تختفي فيها حواجز الأجناس واللغات، وعصبيات النسب والسلالة،
 وقد تفرد الإسلام بخلق هـذه الوحدة بين أتباعه فاشتملت أمته على أقوام من العرب والفرس والهنود والمغول 
والصينيين والبربر والسود والبيض على تباعد الأقطار، وتفاوت المصالح، ولم يخرج من حضرة هـذه «الأمة» أحد لينشق عليها، ويقطع الصلة بينه وبينها» 
لأنها قائمة على أساس أيديولوجي عالمي جديد


0 التعليقات: