11‏/09‏/2013

33 استراتيجية للحرب - 39

33 استراتيجية للحرب - 39
اخترق عقولهم
استراتيجية التواصل

515- اجعل كلماتك شرارة للفعل، لا تأملا سلبيا في الامور.

516- لكي تلقن الآخرين درسا، ولكي تغير سلوكهم حقا ، عليك أن تغير تجربتهم، وأن تستهدف مشاعرهم، وأن تبث صورا لا تنسي في عقولهم وبصورة عامة تهزهم  .. قصة حبس هتشكوك وهو ابن 6 سنين بطلب من والده لمدة دقائق كمثال لمعاقبة الاشرار  واثرها علي حياته كلها فيما بعد.

517- كان هتشكوك يدفهم إلي الاحساس بالعواطف التي يريدها في الفيلم: الإحباط، العزلة، فقدان القدرة علي الحركة ، وكان بدلا من حث الممثلين بالكلمات المستفزة التي تأتي من الخارج وتتم مقاومتها ، كان يجعل تلك المشاعر جزءا من تجربتهم الداخلية.

ميكافيلي
518- ميكافيلي: كان يغلق علي نفسه ليلا باب مكتبه، ويروح يتأمل عقول الشخصيات العظيمة التاريخية ، محاولا الكشف عن أسرار قوتهم.

519- ميكافيلي: فكر بعناية في استراتيجية الكتابة نفسها ، وفي القوة التي يمكنه الحصول عليها بعد موته ، عبر تهريب أفكاره بطريقة غير مباشرة وبعمق إلي رؤوس قرائه.

520- ميكافيلي: شكل تكتيكات تعبيرية غير تقليدية لكي ينفذ عميقاً وراء دفاعات القراء.
أولاً، حشد كتبه بالنصائح التي لا غني عنها – أفكار عملية حول كيفية الوصول إلي السلطة، والاستمرار فيها وحمايتها ، وهذا جذب القراء من كل الأنواع ، لأن جميع البشر يفكرون أولاً بمصالحهم الذاتية . أيضاً، مهما بلغت مقاومة القارئ فإنه يدرك أن تجاهله هذا الكتاب وما يحتويه من أفكار قد يكون خطراً عليه.
بعد ذلك عرض في كتاباته الكثير من النوادر والقصص التاريخية التي توضح أفكاره. يحب الناس الطرق التي تجعلهم يتخيلون أنفسهم قياصرة معاصرين أو حكاما من آل مديشي ، كما تسليهم القصص الجيدة، والعقول المنفتحة علي القصص تقل دفاعتها وتكون أكثر تقبلا للأفكار.
أخيرا استعمل ميكافيلي لغة بسيطة وصريحة ليضفي حيوية علي كتاباته. فبدلا من أن تتباطأ وتتوقف عقول القراء تحدوهم الرغبة في الذهاب أبعد من الفكر والقيام بأفعال حقيقية . غالبا ما تأتي نصائحه في تعبيرات عنيفة لكنها تساعد في إيقاظ القراء من جمودهم وغفلتهم. كما أن هذه اللغة تعجب الشباب، أي الارضية الأخصب التي ينشأ منها الأمراء.  وقد ترك مكيافيلي كتاباته مفتوحة النهايات ، من دون أن يقول للقراء ما يجدر بهم فعله بالضبط.


521- الشر الأكبر فيكمن في الجمود والرضي عن الأوضاع القائمة

522-  قد تمتلك أفكارا رائعة، من النوع الذي يقلب العالم رأساً علي عقب، لكن ما لم تعبر عنها بفاعلية فإنه تبقي ضعيفة ، ولا تملك القدرة علي الدخول إلي عقول الناس بطريقة عميقة ودائمة .... عليك أن تركز علي قرائك وجمهورك لا علي نفسك أو عما تحتاج إلي التعبير عنه
ركز عليهم كما يركز جنرال عسكري علي العدو الذي يضع الاستراتيجيات لإلحاق الهزيمة به.

523- حين تتعامل مع أناس ضجرين وقدرتهم علي الانتباه قليلة، فعليك أن تسليهم ، وأن تهرب أفكارك من الباب الخلفي.

524- أما مع القادة فعليك أن تكون حذرا وغير مباشر، ربما عبر استعمال طرف ثالث لإخفاء مصدر الأفكار التي تحاول نشرها.

525- مع الشباب ينبغي أن يكون تعبيرك أكثر عنفا. وبصورة عامة ينبغي أن تحتوي كلماتك علي الحركة لكي تشد القراء إليها، من دون أن توقظ ذكاءهم الخاص.

526- أنت لا تسعي إلي التعبير الشخصي، بل إلي القوة والتأثير.

527- كلما قل وعي الناس وتركيزهم علي الشكل الذي تختاره لإيصال أفكارك، قل إدراكهم لمدي خطورة الأفكار التي تدخلها إلي رؤوسهم.

528- بحث الناس لقرون عن المعادلة السحرية التي يمكن أن تمنحهم قوة التأثير  علي الآخرين بالكلمات . وقد كان هذا البحث صعب الادراك معظم الاحيان. فالكلمات تحتوي علي صفات غريبة ومتناقضة: قدم لأحدهم نصيحة، مهما كانت صائبة ، فإنك تلمح إلي أنك تعرف أكثر منه. وبالتالي فإن كلماتك الحكيمة، تجعلهم أكثر التصاقا بالعادات عينها التي تسعي إلي تغييرها.

529- حين تخرج كلماتك إلي العلن ، فإن الآخرين يتصرفون بها علي هواهم ويفسرونها وفقا لمفاهيمهم الخاصة.

530- ما يغيرنا ويغير تصرفاتنا حقاً ليس الكلمات التي نسمعها من شخص آخر لكن تجربتنا الخاصة ، أي شئ ينبثق من داخلنا .

531-  حين يهزنا حدث ما عاطفيا ، فإنه يكسر المعايير المعتادة التي نري العالم من خلالها ، ويكون له أثر دائم علينا. اما الكلام الذي نقرأه أو نسمعه من أستاذ عظيم فإنه يحملنا إلي التساؤل عما نعرفه ، ويدفعنا إلي تأمل الموضوع المطروح، وفي سياق ذلك يغير طريقة تفكيرنا.




سقراط
532- سقراط: كان هدفه بسيطا فلقد أراد أن يدفع الناس إلي إدراك أن معرفتهم بالعالم سطحية  إن لم تكن خاطئة كلياً.وكان منهجه في ذلك أولا يظهر نفسه بمظهر الجاهل ، ويخبر جمهوره ومعظمه من الشباب أنه هو نفسه يعرف القليل وأن الحكمة التي اشتهر بها  هي مجرد كلام . وفي الأثناء يجامل المستمعين، ويغذي غرورهم عبر امتداح أفكارهم بطريقة مرتجلة . ثم عبر سلسلة من الأسئلة التي تكون حوارا مع أحد المستمعين، يقوم بتمزيق الأفكار نفسها التي قد امتدحها قبل قليل . لم يكن يقول شئ سلبي ، لكن عبر الأسئلة يجعل الشخص الآخر يري بنفسه نقص أو خطأ أفكاره.
وكان هذا يحدث إرباكا، فهو أعلن عن جهله، وامتدح بصدق أفكار محاوريه، ومع ذلك فقد آثار الكثير من الشكوك حول معارفهم المزعومة.
كان الحوار يبقي في عقول محاوري سقراط أياماً عدة ، ويقودهم إلي التشكيك بأنفسهم بأفكارهم حول العالم.

تحليل استراتيجية سقراط: بدأ بالخفض من قيمته وإعلاء قيمة الآخرين ، مزيلاً بذلك دفاعاتهم الذاتية الطبيعية. ثم يستدرجهم إلي متاهة من النقاشات التي لايجدون مخرجاً منها والتي يتم التشكيك خلالها بكل معتقداتهم السابقة.

533- إن ما يحتاج إلي اهتمام خاص منك ليس مضمون ما تريد إيصاله بل شكله، الطريقة التي تأخذ بها الناس إلي الاستنتاجات التي تريدها، بدلاً من أن تخبرهم برسالتك بالكثير من الكلمات.

534- ما عليك فعله هو أن تستحثهم علي فعل شئ ملموس، أن تمنحهم تجربة حقيقية ، وهذا سيترجم إلي إحساس أعمق بالثقة بالنفس.

شيشرون
535- شيشرون: كان إذا أراد شيشرون تشويه سمعة متهم ينوي إدانته لم يكن يوجه له التهم بل يسرد تفاصيل حياته، البذخ الهائل في منزله( هل حصل عليه بطرق غير قانونية)، الإسراف في حفلاته، فخامة ثوبه،  الإشارات الصغيرة التي تدل علي أنه يعتبر نفسه متفوقاً علي الروماني العادي . كان شيشرون يعدد هذه الأشياء بطريقة عرضية ، ومن دون أن يضرب بها مستمعيه مباشرة فإنه يوجههم من خلالها إلي الخروج باستنتاج محدد.

536- كلما شارك الناس في عملية الاتصال، أدخلوا أكثر الأفكار التي تتضمنها إلي أعماقهم.

537- إذا قاد الجنرال جيشه إلي الهزيمة فإن نواياه النبيلة لا تعود مهمة، ولا تلك العوامل الطارئة التي حرفته عن مساره. لقد خسر ، ولن تنفع الأعذار.


538- الفشل في التواصل ليس خطأ الجمهور البليد، بل الشخص غير الاستراتيجي الذي حاول التواصل معه.

0 التعليقات: