24‏/09‏/2013

تحول السلطة - 11

تحول السلطة - 11

الثروة الملطخة بالدماء والثروة النظيفة:

منذ اليوم الذي قتل فيه أول صياد في العصر الحجري حيوانا صغيرا بضربة حجر استخدم العنف من أجل انتاج الثروة.
لقد جاء فعل أخذ قبل فعل أنتج.
قبل الثورة الصناعية ، حين كان أجداد أجدادنا يكدون في فلاحة الأرض، كان العالم كله لا يقل تخلفاً من الناحية الاقتصادية عن الدول الاكثر فقرا حاليا والاكثر تجردا من رؤوس الاموال . وبالتالي لم يكن هناك اقتصاديات  متقدمة لكي يطلب منها بضعة مليارات من الدولارات في شكل قروض أو أشكال أخري من المساعدات الخارجية . 

إذن من أين أمكن أن تتولد الثلاوات التي مولت الثورة الصناعية في بداياتها ؟
نتج الكثير منها بشكل مباشر أو غير مباشر ، عن طريق السلب والنهب وقطع الطرق والقرصنة والسوط المسلط علي العبيد والاستيلاء علي أراض الغير والاعمال الاجرامية المنظمة. ومن مختلف عمليات الاغتصاب والابتزاز  ومن الرعب الذي يمارسه السيد علي الفلاح ومن الهنود المستعبدين في مناجم الذهب والفضة، ومن الممتلكات الشاسعة التي منحها الملك أو السلطان لمقاتليه وقادة جيوشه امتنانا لهم عما قدموه في الحروب أو من ممارسات من النوع نفسه.

تلك الثروة المكتسبة والملطخة في البداية ببقع الدم انتقلت من الأب الي الابن ثم الحفيد ، وبهت لون الدم تدريجيا وأصبح ورديا ومن توالي الاجيال اصبحت الثروة ناصعة البياض، وتحت هذا اللون الابيض قامت في اواخر القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر بتمويل أولي المنشآت الخاصة بصناعة الحديد ومصانع النسيج وشركات الملاحة ومصانع الساعات.


وحتي نهاية الثلاثينات من هذا القرن ظلت الشركات الكبيرة في الولايات المتحدة تستخدم  فتوات لتحطيم الاضرابات أو إرهاب المناضلين النقابيين وأتباعهم . وكان من عادة شركة فورد موتورز  أن تستدعي هاري بينيت وعصابته ذات السمعة المخيفة كلما طالب العاملون بزيادة في الأجور أو أبدوا رغبة في تكوين نقابة لهم .

0 التعليقات: