روح السياسة 9
ضعف الحكومة هو سبب زيادة الفوضى بين الجموع .
شبح الخوف رهيب إلى الغاية ،
ويشتد رهبة عندما ينضم إليه شبح الحقد وشبح الحسد وهذه الأشباح الثلاثة هى التى
تدير سياستنا فى الوقت الحاضر .
الجماعات لا تشكر من تنال منه
شيئا بقوة الوعيد والتهديد .
الحكومية – ومنها تنبت
الاشتراكية بحكم الطبيعة – دين الشعوب اللاتينية القومى . فمع أن لويس الرابع عشر
مات منذ عهد طويل حافظت الحكومة على أساليبه ومبادئه، وأفرطوا فى تطبيق طريقته فى
المركزية ونهجه فى الحكم المطلق
يثبت ما دلت عليه اللجنة من
الأمور نقادرعدم اللامبلاة التى بها يدير الموظفون مشروعات الدولة ، فلو أن
المشاريع الخاصة أديرت بمثل ذلك الإهمال لأصابها الإفلاس فى وقت قصير ،
فلما انشئت
درج لبناء المطبعة ظهر أنها قليلة التزويق فهدمت لإعادة إنشائها ، ولما بلطت أرضية
البناء ووصل بين أجزائها بملاط محكم قال مدير ديوان المطبعة – وهو مبتلى بالرثية -
: إن ذلك الملاط يقرس الأرجل ويوجب التهابا فى قصبة الرئة ، فنقضت الأرضية على
الفور ، وفرشت بخشب لم يلبث أن ظهر أنه من جنس ردئ فبدل به غيره ،
ثم لما ابتيعت
آلات بثمن غال وغاب عن الفكر إحداث خنادق لها هدم قسم من البناء ، وهكذا خسر بيت
المال ملايين كثيرة من الفرنكات على مرأى فريق من الموظفين من غير أن يحرك ذلك
ساكنهم .
عدم الاكتراث هو المبدأ الحقيقى لكل دائرة
حكومية .
الإنسان إذا أعفى من التبعية
ولم يكلف الاستنباط لا تلبث قيمته الذهنية وقدرته على الإنتاج أن تهبطا هبوطا
عظيما .
ملكة الاستنباط التى هى مصدر
القوة فى الأمة ، التوظيف عنوان الحكومية ودعامتها .
وما يجب أن يعمل لتحسين الحالة
هو أن تسير الحكومة على عكس ما تقاد إله الآن ، فنحجم عن سن نظام يجعل الموظفين
دائمين لا يعزلون .
فهل من مخزن كبير أو مصنع عظيم
يمنح مستخدميه نظاما يضمن لهم بعض
الامتيازات ؟
أنه يحافظ عليهم ما داموا أكفاء وإلا فإنه يقصيهم عن العمل ، وعلى الحكومة
أن تعاقد المستخدمين إلى مدد لا تزيد على بضع سنوات فى الأمور الفنية وحدها كمسائل
الهندسة والبرق ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق