روح السياسة 10
العوامل النفسية فى المعارك الحربية
والحادثة إذا ما تكرر ظهورها
بانتظام مستمر تكون بنت ضرورات مهيمنة ، تنازع الشعوب أكثر مصادر الرقى أهمية ،
وأية حضارة كبيرة لم تكن مشبعة من الروح الحربية ؟
وأى شعب سلمى مثل دورا فى التاريخ ؟
أهمها الغريزة الطبيعية التى
تقود الأقوياء إلى القضاء على الضعفاء ، أجل تخفف الحضارة شيئا من صولة تلك
الغريزة .
مساوئ الحرب ثلاث : ضياع المال وفقد الرجال وضعف
الشعب ،
وكل يعلم أنه متى يظهر ضعف أمة تصبح فريسة الأمم القوية المجاورة لها .
لا تخلو الحروب أيضا من منافع ، ومن المنافع
التى تمن بها الحروب هو منحها الشعوب روحا قومية ، فبالحروب تتكون تلك الروح
وتستقر ، ومن الأمور المعلومة أنه لا حضارة للشعوب بدونها .
والحروب توطد دعائم الروح
القومية عند النصر وتزيدها قوة عند الهزيمة ، فالروح الحربية هى الدعامة الأخيرة التى
تستند إليها مجتمعات الزمن الحاضر .
البحث فى منافع الحروب ومساوئها ليس له سوى فائدة نظرية ، فأمر اخيارها لا
يقع تحت قدرتنا ، ونحن نكابدها من غير أن يكون لنا تأثير فى ذلك ، وأحسن وسيلة
للاستعداد لما قد يحدث من منازعات وحروب هو تعميم الروح العسكرية بين أفراد هذه
الأمة فهذه الروح هى سر القوة فى الجيوش .
والحرب هى أمر نفسى ، قال
نابليون : " يتوقف مصير الحرب على مقدار قوة الجيش المعنوية ، فالقوة
المعنوية نصف الحقيقة " .
أجمع الكتاب الحربيون على أن
هنالك حدا لما يتحمله الجيش من خسارة ، فقد أثبتت التحارب منذ قرون أن الجيش متى
يفقد عشرين فى المائة من أفراده يعد نفسه مغلوبا ، وهذه النسبة هى ما نسميها الحد
المخل بالقوة المعنوية .
روح الجيش والقيادة الذى ألفه
القائد " غوشيه " .
0 التعليقات:
إرسال تعليق