12‏/05‏/2016

روح السياسة 10

روح السياسة 10

العوامل النفسية فى المعارك الحربية

   والحادثة إذا ما تكرر ظهورها بانتظام مستمر تكون بنت ضرورات مهيمنة ، تنازع الشعوب أكثر مصادر الرقى أهمية ، وأية حضارة كبيرة لم تكن مشبعة من الروح الحربية ؟ 
وأى شعب سلمى مثل دورا فى التاريخ ؟

   أهمها الغريزة الطبيعية التى تقود الأقوياء إلى القضاء على الضعفاء ، أجل تخفف الحضارة شيئا من صولة تلك الغريزة .

   مساوئ الحرب ثلاث : ضياع المال وفقد الرجال وضعف الشعب ،

 وكل يعلم أنه متى يظهر ضعف أمة تصبح فريسة الأمم القوية المجاورة لها .

   لا تخلو الحروب أيضا من منافع ، ومن المنافع التى تمن بها الحروب هو منحها الشعوب روحا قومية ، فبالحروب تتكون تلك الروح وتستقر ، ومن الأمور المعلومة أنه لا حضارة للشعوب بدونها .

   والحروب توطد دعائم الروح القومية عند النصر وتزيدها قوة عند الهزيمة ، فالروح الحربية هى الدعامة الأخيرة التى تستند إليها مجتمعات الزمن الحاضر .

   البحث فى منافع الحروب ومساوئها ليس له سوى فائدة نظرية ، فأمر اخيارها لا يقع تحت قدرتنا ، ونحن نكابدها من غير أن يكون لنا تأثير فى ذلك ، وأحسن وسيلة للاستعداد لما قد يحدث من منازعات وحروب هو تعميم الروح العسكرية بين أفراد هذه الأمة فهذه الروح هى سر القوة فى الجيوش .

    والحرب هى أمر نفسى ، قال نابليون : " يتوقف مصير الحرب على مقدار قوة الجيش المعنوية ، فالقوة المعنوية نصف الحقيقة " .

   أجمع الكتاب الحربيون على أن هنالك حدا لما يتحمله الجيش من خسارة ، فقد أثبتت التحارب منذ قرون أن الجيش متى يفقد عشرين فى المائة من أفراده يعد نفسه مغلوبا ، وهذه النسبة هى ما نسميها الحد المخل بالقوة المعنوية .


   روح الجيش والقيادة الذى ألفه القائد " غوشيه " . 

0 التعليقات: