30‏/11‏/2010

الطبيعة البشرية 12

الطبيعة البشرية 12

" إن مصير الإنسان يكمن في روحه" هيرودوت

إن الأخطاء التي نتركبها في حياتنا اليومية في حكمنا علي الآخرين لا تتسبب بالضرورة في نتائج خطيرة ، وهذا لأن بعض هذه النتائج لا يحدث إلا بعد مرور فترة زمنية طويلة علي ارتكاب الخطأ حتي إن الصلة بينهما تصبح غير واضحة ، وكثيراً ما نصاب بالدهشة عندما يحدث شئ فظيع بعد مرور سنوات طويلة علي حدوث سوء تفاهم بسيط مع شخص آخر ، إن مثل هذه الأحداث غير السعيدة تعلمنا أنه من واجب كل إنسان الحصول علي معلومات عملية عن الطبيعة البشرية
والطريقة الأساسية يجب أن تبدأ بأن نصبح علي معرفة كاملة بكل تعبيرات الفرد النفسية

علم الطبيعة البشرية يفرض علينا أن نكون متواضعين


أسلوب الفرد في الحياة يبقي ثابتا بلا تغيير فقد تبدو هذه الحقيقة عصية علي الفهم للكثيرين ، وقد يقول الواحد منهم إن الفرد يمر بالكثير من الخبرات في خلال حياته ، والتي لابد من أن تعمل علي تغيير موقفه من الحياة ولكن علينا أن نتذكر أن كل خبرة يمكن فهمها بطرق مختلفة ومتعددة ، وأنه لا يوجد فردان يخرجان بالاستنتاج نفسه إذا ما حدثت لهم الخبرة نفسها ، ولعل هذا يفسر الحقيقة القائلة بأننا لا نتعلم دائما من الخبرات التي تمر بنا ، وكلنا يعلم أن الأكبر سنا لا يعني بالضرورة أن يكون الأكثر حكمة

عندما نذكر أن أي خبرة يمكن فهمها بطرق مختلفة ، وأنه يمكن الخروج باستنتاجات مختلفة – إلي حد التناقض – من الخبرة نفسها ، ولهذا فإنه يمكننا تفهم السبب الذي يجعل الفرد يتشبث بإصرار بنمط سلوكه ويحافظ عليه بلا تغيير ، فإنه من أصعب الأشياء علي الإنسان أن يتعرف علي نفسه وأن يعمل علي تغييرها

تغيير مظاهر الأشياء ما هو إلا واجهة عديمة القيمة طالما ظلت الدوافع الأساسية للفرد دون تغيير


إن مهمة مساعدة البشر علي تغيير أنفسهم ليست بالمهمة السهلة ، لأنها تتطلب نوعا محدداً من التفاؤل والصبر كما أنها تتطلب الكثير من التواضع

أحسن طريقة لفهم النفس البشرية هي أن يحيا الفرد في خلال كل انفعالات وآلام الحياة بنفسه ، ولهذا فإن الخطاة التائبين ذوي قيمة عظمي في أيامنا هذه مثلما كانوا في الأيام الأولي لنزول الديانات العظمي ، فهم أعلي قامة من آلاف الرجال الصالحين

إن قدرتنا علي فهم أنفسنا تزداد مع ازدياد قدراتنا علي تحديد مصدر أفعالنا والآليات التي تعمل بها عقولنا ، وإذا تفهمنا هذا فإن الواحد منا يصبح فرداً مختلفا تمام ، ولا يستطيع الهرب من النتائج الحتمية لمعرفته بهذا .

0 التعليقات: