مختصر شعب الإيمان 14
53- التعاون على البر والتقوى
لقوله تعالى:" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"المائدة ٢
ولحديث أنس بن مالك رضي الله عنه في الصحيحين :"أنصر أخاك ظالما أو مظلوما فقال رجل يا رسول الله انصره مظلوما فكيف أنصره ظالما فقال تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه".
54- الحياء
لحديث سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين عن أبيه عن النبي صلي الله عليه وسلم:" أنه سمع رجلا يعظ أخاه في الحياء
فقال دعه فإن الحياء من الإيمان".
ولحديث عمران بن حصين رضي الله عنه فيهما :"أن الحياء لا يأتي الإ بخير" ولحديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه فيهما أيضا قال:" كان رسول الله أشد حياء من العذراء في خدرها وكان اذا كره شيئا عرفناه في وجهه".
وحديث ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه في صحيح
البخاري:" إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى اذا لم تستح فاصنع ما شئت".
55- بر الوالدين
لقوله تعالى:" ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا" الأحقاف ١٥
وقوله تعالى:" وقضى ربك الأ تعبدوا الإ إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب إرحمهما كما ربياني صغيرا" الآيات الإسراء ٢٣ الى ٢٥
ولحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين قال:
"سألت النبي صلي الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله عز و جل قال الصلاة لوقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال حدثني ﺑﻬن ولو استزدته لزادني".
56- صلة الأرحام
لقوله تعالى:" فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم" محمد ٢٢ الى ٢٣
وقوله تعالى: والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار" الرعد ٢٥
ولحديث أنس بن مالك رضي الله عنه في الصحيحين:" من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثرهفليصل رحمه".
وحديث محمد بن جبير بن مطعم رضي الله عنه فيهما أيضا عن أبيه:" لا يدخل الجنة قاطع" يعني قطع رحم قلت ولا فرق بين أن يكون برا أوفاجرا
57- حسن الخلق
ويدخل فيه كظم الغيظ ولين الجانب والتواضع
لقوله تعالى:" وإنك لعلى خلق عظيم" القلم ٤
وقوله تعالى :" والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" آل عمران ١٣٤
ولحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في الصحيحين:" أن رسول الله لم يكن فاحشا ولا متفحشا وقال إن من خياركم أحسنكم أخلاقا"
وفي رواية:" إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقا"
ولحديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين أيضا أﻧﻬا قالت:" ما خير رسول الله بين أمرين الإ أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله لنفسه الإ أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله ﺑﻬا".
وبه انبأنا ابو بكر البيهقي قال ومعنى حسن الخلق سلامة النفس نحو الأرفق الأحمد من الأفعال وقد يكون ذلك في ذات الله تعالى وقد يكون فيما
بين الناس، وهو في ذات الله عز و جل أن يكون العبد منشرح الصدر بأوامر الله ونواهيه بفعل ما فرض عليه، طيب النفس به سلسا نحوه وينتهي عما حرم عليه راضيا به غير متضجر منه ويرغب في نوافل الخير ويترك كثيرا من المباح لوجهه تعالى اذا راى أن تركه اقرب الى العبودية من فعله مستبشرا لذلك غير ضجر منه ولا متعسر به وهو في المعاملات بين الناس أن يكون سمحا لحقوقه لا يطالب غيره ﺑﻬا ويوفي ما يجب لغيره عليه منها فإن مرض ولم يعد أو قدم من سفر فلم يزر أو سلم فلم يرد عليه أو ضاف فلم يكرم أو شفع فلم يجب أو أحسن فلم يشكر
أو دخل على قوم فلم يمكن أو تكلم فلم ينصت له أو استأذن على صديق فلم يؤذن له او خطب فلم يزوج أو استمهل الدين فلم يمهل أو استنقص منه فلم ينقص وما اشبه ذلك ولم يغضب ولم يعاقب ولم يتنكر من حاله حال ولم يستشعر في نفسه أنه قد جفي وأوحش وأنه لا يقابل كل ذلك إذا وجد السبيل إليه بمثله بل يضمر أنه لا يعتد بشيء من ذلك ويقابل كلا منه بما هو أحسن وأفضل وأقرب إلى البر والتقوى وأشبه بما يحمد ويرضى ثم يكون في إيفاء ما يكون عليه كهو في حفظ ما يكون له فإذا مرض اخوه المسلم عاده وإن جاء في شفاعة شفعه وإن استمهله
في قضاء دين أمهله وإن احتاج منه إلى معونته أعانه وإن استسمحه في بيع سمح له ولا ينظر إلى أن الذي يعامله كيف كانت معاملته إياه فيما خلا وكيف يعامل الناس إنما يتخذ الأحسن إماما لنفسه فينحو نحوه ولا يخالفه
والخلق الحسن قد يكون غريزة وقد يكون مكتسبا
وانما يصح اكتسابه ممن كان في غريزته أمثل منه فهو يضم باكتسابه اليه ما يتممه، ومعلوم في العادات أن ذا الرأي يزداد بمجالسة أولى الأحلام والنهي رأيا وأن العالم يزداد بمخالطة العلماء علما وكذلك الصالح والعاقل بمجالسة الصلحاء والعقلاء فلا ينكر أن يكون ذو الخلق الجميل يزداد حسن الخلق بمجالسة أولي الأخلاق الحسنة وبالله التوفيق.
58- الإحسان الى المماليك
لقوله تعالى:" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربي واليتامى والمساكين والجار ذي القربي والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم " النساء ٣٦
ولحديث المعرور بن سويد رضي الله عنه في الصحيحين قال:" رأيت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه وعليه حلة وعلى غلامه حلة مثلها فسألناه عن ذلك فقال إني ساببت رجلا فشكاني إلى رسول الله فقال لي رسول الله أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية ثم قال إن إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يديه فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم من العمل ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم عليه".
59- حق السادة على المماليك
وهو لزوم العبد سيده وإقامته حيث يراه له ويأمره به وطاعته له فيما يطيقه
وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:" أن رسول الله قال أن العبد اذا نصح لسيده وأحسن عبادة ربه فله أجره مرتين".
وفي صحيح مسلم من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه:" أيما عبد أبق فقد برئت منه الذمة".
وفي سنن أبي داود من حديثه أيضا:" العبد الآبق لا يقبل الله منه صلاته حتى يرجع إلي مواليه".
0 التعليقات:
إرسال تعليق