17‏/10‏/2011

هكذا علمتني الحياة 32

هكذا علمتني الحياة 32

                                       محنة العالم

محنة العالم في إقبال الدنيا عليه، أشد من محنته في إعراضها عنه؛ فإن الزهد فيما ولى يأس، والزهد فيما أقبل قوة خلق وعظم نفس، وعظماء النفوس أعظم في الناس أثراً، وأكبر عند الله قدراً من الزاهدين في يأس الصالحين في غير محنة.

                                    أشد من الصبر والحرمان

الثبات على الصبر أشد من الصبر نفسه، والرضا بالحرمان أشد من الحرمان نفسه، وما كل صابر ثابت، ولا كل محروم راض، ولا كل نائحة ثكلى، ولا كل عبوس حزين، ولا كل محب متيم.

طبيعة...

طبيعة القوي الجور، فإذا عدل فلأمر ما، وطبيعة الظالم القسوة، فإذا رحم فلأمر ما، وطبيعة المستبد الغرور، فإذا تواضع فلأمر ما، وطبيعة الملحد الفساد، فإذا صلح فلأمر ما، وطبيعة الغني التبذير، فإذا اقتصد فلأمر ما، وطبيعة المنافق الكذب، فإذا صدق فلأمر ما، وطبيعة المخادع الخيانة، فإذا استقام فلأمر ما، وطبيعة السياسي المداورة، فإذا صارح فلأمر ما، وطبيعة الشباب الطيش، فإذا عقل فلأمر ما، وطبيعة الجمال الفتنة، فإذا عف فلأمر ما، وطبيعة عالم السوء الولع في الدنيا، فإذا زهد فيها فلأمر ما، وطبيعة البدوي الجلفة، فإذا رق فلأمر ما.

.. وطبيعة

طبيعة المؤمن الاستقامة، فإذا انحرف فلأمر ما، وطبيعة العالم النصح، فإذا نافق فلأمر ما، وطبيعة العابد الزهد، فإذا حرص فلأمر ما، وطبيعة الشجاع السخاء، فإذا بخل فلأمر ما، وطبيعة الداعية الإخلاص، فإذا راءى فلأمر ما، وطبيعة المصلح التضحية، فإذا استأثر فلأمر ما، وطبيعة الرجل التجلد، فإذا خار فلأمر ما، وطبيعة المرأة الحنان، فإذا قست فلأمر ما، وطبيعة الشيخ الحكمة، فإذا جهل فلأمر ما، وطبيعة المتزوج العفة، فإذا فسق فلأمر ما، وطبيعة الأب الحب، فإذا أبغض فلأمر ما، وطبيعة الحضري الرقة، فإذا جلف فلأمر ما.

جنود الدعوة الأوائل

جنود الدعوة الأوائل تلقوها من مصدر قوتها، وعذب معينها، لا جرم أن كانت قوة الدفع أشد ما تكون انطلاقاً، وعذوبة المشرب أصفى ما تكون نقاء، أما جنود الدعوة الأواخر، فقد تلقوها من قوة يشوبها ضعف، ومعين ممزوج بكدورة، لا جرم أن كانت قوة الدفع أضعف، وصفاء المعين أقل.

صفاتهم

جنود الدعوة الأوائل كانوا يقلون من الجدل، ويكثرون من العمل، وكانوا يبخلون بالأقوال، ويجودون بالأموال، وكان عزمهم على الجهاد مستعلناً، وإخلاصهم فيه مستخفياً. وجنود الدعوة الأواخر يكثرون من الجدل، ويقلون من العمل، ويجودون بالأقوال، ويبخلون بالأموال، وإعلانهم للدعوة مجلجل، وهم في الجهاد من أجلها على وجل، لا جرم إن اختلف الأثران مع التقاء الطريق، وتباين المنهجان مع وحدة الهدف "والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير".

أنواع الحب

الحب ثلاثة: حب إلهي(هو حب المؤمن لربه), وحب إنساني(هو حب الإنسان لأخيه ولصديقه)، وحب حيواني(هو العشق الجنسي).

فالحب الإلهي فيه ضراعة المحب وشكر المحبوب.

والحب الإنساني فيه وفاء المحب وتقدير المحبوب.

والحب الحيواني فيه مراوغة المحب ولؤم المحبوب.

كيف يحبك الناس

أفد الناس من علمك، وأشركهم في مالك، وسعهم بخلقك، يحبوك كثيراً.

وكيف يبغضونك

بصِّر الناس بعيوبهم، وحُلْ بينهم وبين شهواتهم، وهاجم سيئ تقاليدهم يبغضونك كثيراً.

0 التعليقات: