12‏/10‏/2011

هكذا علمتني الحياة 26

هكذا علمتني الحياة 26
خمسة كتب لا تجد فيها الحق

خمسة كتب لا تجد فيها الحق خالصاً: كتاب أراد مؤلفه أن يتفلسف وليس بفيلسوف، وكتاب أراد مؤلفه أن يظهر بمظهر المتحررين في تفكيرهم، وهو يقلد آراء غيره تقليد الببغاء، وكتاب أراد مؤلفه أن يكتب للجماهير ما يلذ لها دون ما يفيدها، وكتاب أراد صاحبه أن يدوِّن أحداث التاريخ وهو ممن أسهموا فيها، وكتاب أراد صاحبه أن ينقد شخصاً أو يتحدث عنه، وهو خصم له أو منافس أو حاسد.

أربعة لا تقبل شهادتهم في أربعة
أربعة لا تقبل شهادتهم في أربعة: قوي في ضعيف، ومستبد في مضطهد، ومتهالك على الشهرة فيمن ينافسه فيها، وزوجة غاضبة في زوجها.
                                              الحق والدين
من ليس له دين يردعه عن الكذب؛ لم يقل الحق إلا حين يكون له في ذلك هوى.
                                              لا ترج إنصافه
من لم ينصف ربه بطاعته له، ولم ينصف نفسه بكفها عما يضرها، ولم ينصف إخوانه بتقدير فضائلهم، ولم ينصف الناس بتقدير ظروفهم، لا يرتجى منه الإنصاف في الخصومات.

حلاوة الحق ومرارته

من سمت نفسه عن مطامع الدنيا وشهواتها، وجد الحق حلواً عذب المذاق، من حيث يجده غيره مرًّا كريه المذاق.

كيف تعيش مع الناس
عش في الحياة كعابر سبيل يترك وراءه أثراً جميلاً، وعش مع الناس كمحتاج يتواضع لهم، وكمستغن يحسن إليهم، وكمسؤول يدافع عنهم، وكطبيب يشفق عليهم، ولا تعش معهم كذئب يأكل من لحومهم، وكثعلب يمكر بعقولهم، وكلص ينتظر غفلتهم؛ فإن حياتك من حياتهم، وبقاءك ببقائهم، ودوام ذكرك بعد موتك من ثنائهم، فلا تجمع عليك ميتتين، ولا تؤلب عليك عالمين، ولا تقدم نفسك لحكمتين، ولا تعرض نفسك لحسابين، ولحساب الآخرة أشد وأنكى.
                                  كن بين التسامح والتشدد
تسامح في حق نفسك، وتشدد في حق أمتك، تكن عند الله عبداً كريماً، وفي المجتمع مواطناً مستقيماً.
لكل شيء ثمن
لكل شيء محبوب ثمن، فثمن الحرية بعض القيود، وثمن الاستقامة بعض الحرمان، وثمن الكرامة بعض الاضطهاد، وثمن الجاه بعض العداء، وثمن الثراء بعض الحسد، وثمن السلامة بعض الأذى، وثمن الشهوة بعض التعب، وثمن الزعامة كل المزعجات.
                                                  طريقا الآخرة
للوصول إلى الآخرة طريقان: أحدهما مستقيم آمن، فيه قليل من الشجر والماء، والثاني: متعرج خطر، فيه كثير من المستنقعات والمؤذيات، وأكثر الناس يفضلون الثاني على الأول، رغبة في الظل والماء، واستخفافاً بالهلاك والشقاء.
                                                لذ بالقضاء والقدر
لذ بالقضاء والقدر كلما أعيتك الحيلة في الخلاص مما تكره؛ فحركات الأفلاك لا توقفها زفرات المحزونين.
                                                      الثمرات
لكل فضيلة ثمرة تدلُّ عليها، فثمرة الإيمان العمل، وثمرة الحب الخضوع، وثمرة العلم الخشوع، وثمرة الأخوة التراحم، وثمرة الإخلاص الاستقامة، وثمرة الجهاد التضحية، وثمرة الزهد الكرم، وثمرة اليقين التسليم، فإن لم تكن مع هذه الفضائل ثمارها كانت دعاوى.
العلامات
من علامة علو الهمة، ألا ترضى لنفسك من كل شيء إلا بأحسنه.
· من علامة الزهد، أن تعرض عن الدنيا وهي مقبلة عليك.
· من علامة الورع، أن تتوقى الشبهات.
· من علامة الكرم، أن تكون للبذل فيما لا يتحدث عنه الناس أسرع منك للبذل فيما يشتهر أمره بينهم.
· من علامة العظمة، أن تزداد ثباتاً في طريقك كلما ازدادت فيه المتاعب.
· من علامة الصدق، أن تكون كلمتك واحدة في الرغبة والرهبة والطمع واليأس.
· من علامة الحكمة، أن تحمل نفسك على ما تريد أن تدعو الناس إليه.
· من علامة التقوى، أن تحسن معاملتك للناس.
· من علامة حسن الأخلاق، أن تكون في بيتك أحسن الناس أخلاقاً.
· من علامة الحمية لله، ألا تتولى من ينتهك محارمه.
· من علامة التواضع، ألا تزهو بنفسك في مواقف النصر.
· من علامة الاستقامة، ألا تتغير فضائلك بتغير أحوالك.
· من علامة الإخلاص، أن يهمك الرضا من ربك عما تعمل، قبل أن يهمك الرضا من الناس.
· من علامة الصبر، ألا تكثر من الشكوى للناس.
· من علامة الشكر، أن تخجل من التقصير مع من أحسن إليك.
· من علامة صدق المؤمن في إيمانه، بذله لله من أمواله، ومن علامة نجاحه في دعوته، تخليه عن راحته، ولهفته في أداء رسالته.
· من علامة لطف الله بعبده، أن يسهل له العسير، ويرضيه باليسير، ويقرب له البعيد، ويجنبه من الآلام ما لا يستطيع تحمله.
· من علامة الحقيقة، أن تكون بسيطة يدركها العالم والجاهل، فإذا كانت معقدة لا تفهم إلا بعناء، كانت خيالاً ووهماً.
· من علامة انطماس البصيرة، أن يضيق الإنسان بظلمة بيته، ويرتاح لظلمة قلبه.
· من علامة الشقاء، أن يجزع الإنسان من ضيق رمسه، ولا يبالي بضيق نفسه.

0 التعليقات: