روح السياسة 16
لنفسية العمال خصائص اكتسبتها من بضعة مبادئ
بفعل التكرار والعدوى ، وتتلخص هذه المبادئ بالكلمات الآتية التى صاغها حزب اتحاد
العمال وهى : " العامل يوجد الثروة دون أن يستفيد منها ، وأما الذين ينتفعون
بها فأناس آخرون غير موحدين لها .
ومعاجة هذا الحيف تكون بالقضاء
على المجتمع الحاضر فى سبيل طبقة العمال " وتقوية بعض الزمر لنزع رؤوس
الأموال من أيدى أصحابها ، وتنظيم المجتمع حسب الخطة الشيوعية " .
وريثما يقع ذلك تأمر اللجنة
بتكرير الاتصامات المؤدية إلى رفع الأجور ، ومن ثم إلى إلغاء ربح المشروعات
القديمة : لأن ما فى مديرها من الجبن وعدم المبالاة بمصالح المساهمين يجعلهم
يجيبون العمال إلى مطالبهم المتكررة حتى يصبح ربح الأسهم وقيمتها كالعدم .
وسيكون من النتائج القريب
وقوعها تعذر ايجاد مساهمين للمشروعات الجديدة ، والعامل لعدم شعوره بما هو واقع
أوشك ن يذبح دجاجة الذهب ، ولما كان عاجزا عن إدراك عواقب الأمور لا يرى غير ما
يفيده فى الحال مثابرا على ما يؤدى إلى عوزه وهلاكه جوعا .
ومما يعجل سقوط طبقات العمال
تشدق أخلاط ناقصى العلم الذين سيحملون راية العصيان قريبا ، فهؤلاء الأخلاط
الساخطون على سوء طالعهم – لأن الشهادات التى نالوها من حفظ الكتب المدرسية لم
ترفع شأنهم – يلعنون مجتمعا يجحد عبقريتهم
غير مبالين بمصير العمال ، وهم لبعدهم من حقائق الأمور ومقتضيات الاقتصاد المهيمنة
على الحضارات الحديثة يرون أن المجتمع القادم سينحنى إجلالا أمام مزاياهم الباهرة
التى لم يقدرها المجتمع الحاضر حق تقديرها .
وللعامل الذى أضله أولئك
المنحطون الذين هم ثمار جامعاتنا أخذ يعتقد أنه ضحية الجور الفادح ، وهو لهذا
الاعتقاد لا يفكر فى غير التمرد والعصيان .
الشعوب لا يثقفها غير التجارب ،
نرى حدوث مثل الأمور التى أشرنا إليها ضروريا مهما نشأ عنه من خسران ، فقبض العمال
الاشتراكيين على زمام جميع بلديات فرنسا يؤدى إلى مقت الناس للاشتراكية حتما ،
ولربما تكتشف الجموع حينئذ أن الطبيعة أبت خلق البشر خلقا متساويا ، وأن الكفاءة
أساس كل شئ وأن الموجدين لعطمة الأمة وقوتها وثروتها هم أصحاب العقول الراجحة
والأفكار النيرة من علماء وأرباب عمل ورجال فن ومهندسين ....إلخ
ولن تستولى الجموع على رأس المال الحقيقى ، ولا يمكن تجريد أحد من هذه
القنية الثمينة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق