روح السياسة 13
كان الناس فى القرون القديمة لا يغتنون إلا
بعد أن يوقعوا ضررا بالآخرين وأما الآن فمن الصعب أن يغتنى فريق من غير أن يوجب
غنى الباقين .
فالثروة المكتسبة ليست الآن
باختلاس الشعب أو الملك بل أخرجها العلم عن يد خواص الرجال من العدم فاستفاد الكل
منها .
إذا لا تقدر المدنيات الحديثة
التى أوجدها صفوة الرجال على العيش والتجدد إلا بهؤلاء ،
وهذه حقيقة ضرورية لفهم
المعضلة الآتية
وهى : بينما توجب مبتكرات العلوم
قبض صفوة الرجال على زمام المعايش الحديثة ،
يمنح تقدم المبادئ السياسية الجموع
المنحطة بمزاجها النفسى حق الحكم بالتدريج ،
ويسمح لها بالاسترسال فى أشد الأهواء
خطرا على يد نوابها .
فلو أن المعضلة تختار صفوة
الرجال الذين يسيرون دفة الحضارة قادة لها لتم حل المعضلة ،
غير أن هذا الاختيار
لا يقع إلا على قلة ، فالجموع لا تسلم بصفوة رجال الصناعة وهى تسعى إلى تجريدهم من
أموالهم بواسطة نوابها فى البرلمان .
0 التعليقات:
إرسال تعليق