01‏/06‏/2016

روح السياسة 13

روح السياسة 13



    كان الناس فى القرون القديمة لا يغتنون إلا بعد أن يوقعوا ضررا بالآخرين وأما الآن فمن الصعب أن يغتنى فريق من غير أن يوجب غنى الباقين .    

  فالثروة المكتسبة ليست الآن باختلاس الشعب أو الملك بل أخرجها العلم عن يد خواص الرجال من العدم فاستفاد الكل منها .

    إذا لا تقدر المدنيات الحديثة التى أوجدها صفوة الرجال على العيش والتجدد إلا بهؤلاء ،
وهذه حقيقة ضرورية لفهم المعضلة الآتية

وهى :  بينما توجب مبتكرات العلوم قبض صفوة الرجال على زمام المعايش الحديثة ،
 يمنح تقدم المبادئ السياسية الجموع المنحطة بمزاجها النفسى حق الحكم بالتدريج ،
ويسمح لها بالاسترسال فى أشد الأهواء خطرا على يد نوابها .  


    فلو أن المعضلة تختار صفوة الرجال الذين يسيرون دفة الحضارة قادة لها لتم حل المعضلة ، 

غير أن هذا الاختيار لا يقع إلا على قلة ، فالجموع لا تسلم بصفوة رجال الصناعة وهى تسعى إلى تجريدهم من أموالهم بواسطة نوابها فى البرلمان . 

0 التعليقات: