09‏/04‏/2014

مطارحات مكيافيلي 9

مطارحات مكيافيلي 9

الكتاب الثالث

9
علي المرء أن يكيف نفسه لوقته إذا أراد أن يتمتع بحظ سعيد دائم
كثيرا ما اعتقدت أن السبب في سعود المرء ونحوسه مرتبط بما لسلوكه من توائم مع الزمن الذي يعيش فيه.

فالرجل الذي ألف العمل وفق أسلوب معين ، لا يستطيع تغيير هذا الاسلوب أبدا، وعندما يتبدل الزمن ، ويغدو غير موات لاسلوبه، فإن مصيره المحتوم سائر إلي الدمار.

وهناك سببان يحولان بيننا وبين تمكنا من تغيير طرقنا
الاول : من المستحيل علينا أن نعمل عكس ما توحي به طبائعنا
الثاني: أننا اذا تبينا طريقة من طرائق السلوك وقطعنا فيها شوطا طيبا ، فان من الصعب علينا اقناع أنفسنا بأن في وسعنا النجاح إذا ما اتبعنا طريقة مغايرة لها. وهنا يكون السبب في تبدل حظ الانسان إذ أن الحظ يبدل له الظروف التي تحيط به ولكنه لا يستطيع أن يبدل له طرقه وأساليبه.

ملاحظات عامة ومنوعة عن سوقية الحرب وأساليبها ومكائدها وحيلها الجديدة ونظامها

10
لا يستطيع القائد تجنب الاشتباك إذا كان العدو مصمما علي ارغامه عليه بكل وسيلة

النقطة التي يجب أن يضعها المرء نصب عينه هنا، هي أن القائد الذي يعتزم البقاء فيالميدان ، لا يستطيع البقاء بعيدا عن المعركة إذا شاء العدو علي ارغامه عليها في اي شكل من الأشكال .

ليس من شيمة الامير الشجاع ان يتواني عن تجربة حظه في المعركة بدلا من اطالة أمد الحرب عن طريق تجنب الاشتباك بكل طريقه – الانسحاب مسافة 50 ميلا كلما اقترب منه العدو في الميدان أو البقاء داخل اسوار المدينة -  الذي يكلف رعاياه بها ثمنا باهظا

القائد الذي يري أنه بسبب الافتقار الي المال أو الي الحلفاء لا يستطيع المكوث طويلا في الميدان ، يكون علي درجة كبيرة من الحمق والجنون إذا لم يجرب حظه – في الحرب او الاشتباك - قبل ان يتحتم عليه تسريح جيشه، اذ أن الانتظار يعني بالنسبة اليه الخسارة المحققة بينما قد تنطوي المحاولة علي احتمال النجاح.

وإذا كان الفشل متوقعا، فإن هناك نقطة هامة يجدر بالانسان الاهتمام بها، وهي ان عليه محاولة الحصول عي الكرامة، وفي الخسارة أمام القوة كرامة لا تضاهيها  كرامة يحصل عليها الخاسر أمام اي سبيل آخر .

0 التعليقات: