مطارحات مكيافيلي 2

مطارحات مكيافيلي 2

الكتاب الثالث

الإصلاح ، والامن ، والقضاء علي المنافسين

1-   من الضروري لبقاء آية منظمة دينية أو حكومة شعبية مدة طويلة ، أن تعودا دائماً إلي بدايتها

من الحقائق الثابتة والمقررة ، أن لحياة كل شئ دنيوي أجلا محدودا ولكن اكمال السير الذي رسمته السماء لا يكون الا للاشياء التي لا تقبل هياكلها التحلل عامة .

وتكون عودة الجمهورية الي نقطة نشوئها ، إما بفعل حادث خارجي معين ، أو بفضل ما تتميز به من منطق فطري سليم. وقد رأينا كمثال علي العامل الاول ، كيف كان من الضروري أن يحتل الغاليون رومة لتعود فتولد من جديد ، وتكتسب في ولادتها هذه ، حيوية جديدة ، وفضيلة جديدة أيضاً ، وتعود الي احترام الدين والعدالة .

وهكذا فقد حلت هذه الهزيمة علي ايدي الغرباء والحالة هذه ، لتامين تجديد ما في المدينة من منظمات ، ولتبصير هذا الشعب ، لا بضرورة الحفاظ علي الدين والعدالة فحسب ، بل وبضرورة النظر بعين الاجلال إلي المواطنين الشرفاء ، واعتبار ما يتمتعون به من فضيلة شيئا أثمن من تلك المتع ، التي بدا لهم أن ثمة افتقاراً إليها  بسبب ما قام به هؤلاء الرجال الافاضل.

ويري المرء أيضا من ناحية المنظمات الدينية ضرورة مثل هذا التجديد ، في المثل الذي تضربه ديانتنا التي لو لم تعد إلي نقطة بدايتها علي أيدي القديسين فرانسيس ودومنيك ، لقضي عليها بالزوال. فقد أحيا هذان الرجلان بما قضياه من حياة الفقر ، وبتمثلهما بحياة المسيح الديانة في عقول الناس، بعد أن كانت قد ماتت فيها .

2

من الخير أن يدعي الانسان الحمق أحيانا

عليك ان لا تعيش قريبا جدا من الامراء ، بحيث يشملك سقوطهم، ولا بعيداً جدا عنهم ايضا ، بحيث اذا سقطوا تعذر عليك الافادة من سقوطهم.

3

عندما تكون الحرية حديثة عهد بالوجود يشترط للحفاظ عليها (قتل أولاد بروتوس)

يندر أن يمر الانسان في التاريخ بحادث يشبه في صرامته ما ابداه بروتوس إذ لم يكتف بالجلوس علي منصة القضاء واصدار الحكم بالموت علي أولاده فحسب ، بل وحضر اعدامهم أيضا . ولكن كل من يعرف شيئا عن التاريخ القديم يدرك أيضا ضرورة اتخاذ اجراءات نموذجية ، في جميع الحالات التي تتحول فيها أنظمة الحكم من جمهورية إلأي طغيانية  أو من طغيانية إلي جمهورية

4

لا يستطيع الأمير العيش بأمن وطمأنينة في الامارة التي  اغتصببها بينما أصحابها السابقون علي قيد الحياة

5

الاسباب التي تؤدي إلي اضاعة امير وراثي ملكه

 علي الامراء أن يتعلموا أنهم سيشرعون في اضاعة دولتهم في اللحظة التي يبدأون فيها في خرق القوانين، وتجاهل التقاليد  والعادات القديمة التي ألف الناس العيش في ظلها .