08‏/04‏/2014

مطارحات مكيافيلي 6

مطارحات مكيافيلي  6
الكتاب الثالث

تآمر الانسان علي بلاده

تكون المؤامرات التي يحوكها المرء علي بلاده أقل خطرا علي المشتركين فيها من تلك التي تحاك ضد الأمراء .
وذلك لأن الجمهورية أبطأ في اجراءتها من الامير ، وأقل ريبة وشكوكا، ولذا تكون أقل حيطة وحذرا ً.

الاساليب التي تستعمل في القضاء علي المؤامرة

المؤامرة هي أكثر الامور ضررا علي الامراء، فمجرد إعداد المؤامرة علي الامير سواء أسفرت عن قتله أو لا ، مؤذية له إذ أنها في الحالة الثانية تأتي له بسوء السمعة والعار
أما اذا اكتشف امرها فانها تعتبر وسيلة مبتكرة من جانب الامير لاخفاء مطامعه وقسوته تجاه أولئك الذين قتلهم وبالنسبة الي ممتلكاتهم

قبل ان تقوم باجراء زجري  عند معرفتك بالمؤامرة ، يجب ان تقارن بدقة وعناية بين قوة المتآمرين ومركزهم وبين قوتك ومركزك  فان كانت قوة المتآمرين ضخمة وواسعة فعليك ان لا تظهر ايا كتراث بها إلي ان تصبح تحت تصرفك قوات كافية لسحقها ، ويعني العمل خلافا لذلك أن يأتي الانسان لنفسه بالكارثة ، وعليه ايضا أن يلجأ الي المداهنة والمصانعة في هذه الفترة الي اقصي حدودها - وكذلك الدول او الجمهوريات – مخافة ان يكتشف المتآمرون  ان مؤامرتهم قد فضحت ، فيجدون أنفسهم مضرين، بدافع الحاجة الي اتخاذ عمل فوري دون الاكتراث بالعواقب.

وذلك لاننا نري ما عليه الناس من بطء في العمل ، عندما يعتقدون بأن الوقت فسيح أمامهم، وما يبدونه من سرعة عندما تصبح الاوضاع والحاجة ملحة.


0 التعليقات: