29‏/12‏/2011

روح الشرائع 9

روح الشرائع 9

الفضيلة في الدولة السياسية

الفضيلة في الجمهورية أمر بسيط جدا فهي حب الجمهورية .
 يؤدي حب الوطن إلي صلاح الطبائع ، ويؤدي صلاح الطبائع إلي حب الوطن، ولكما قل اقتدارنا علي قضاء أهوائنا الخاصة أُولعنا بأهوائنا العامة .

حب الجمهورية في الديموقراطية هو حب للديموقراطية ، وإن حب الديموقراطية هو حب للمساواة .
وحب المساواة في الديموقراطية يقصر طموح المرء علي رغبته الوحيدة علي يعادته الوحيدة في تقديم أعظم الخدم إلي وطنه أكثر مما يقدم أبناء الوطن الآخرون ، ولا يستطيع جميع هؤلاء أن يقدموا خدما متساوية إلي الوطن ، ولكنه يجب عليهم جميعا أن يقدموا خدما أيضا، وهكذا تنشأ الفروق في الديموقراطية عن مبدأ المساواة  ، وذلك منذ إزاحته بخدم موفقة أو قرائح فائقة كما يلوح .

من المستحب أحيانا ألا تظهر القوانين سائرة رأساً نحو الهدف الذي تقصده .

ومن الصحيح أن الديموقراطية إذا ما قامت علي التجارة أمكن أن يكون بعض الأفراد من ذوي الثروات الكبيرة من غير أن يتطرق الفساد إلي الأخلاق ، وذلك لأن الروح التجارية تحمل معها قناعة  واقتصادا واعتدالا وعملا وحكمة وهدوءا ونظاما وقاعدة وهكذا لا يكون للثروات التي تحدثها هذه الروح أثر سئ ما بقيت هذه الروح ، وإنما يأتي السوء حينما يقضي فرط الثروات علي الروح التجارية هذه فيري في الحال ظهور خلال (مفاسد) التفاوت التي  كان لا يُشعر بها إلي تلك الساعة .

كان يوجد للجمهورية نوعان في بلاد اليونان ، فبعضها كان عسكرية كإسبارطة وبعضها الآخر كان تجاريا كأثينة .

يجب ان يفرق بين المجالس التي تنتخب لإعداد الأمور وتسييرها  وبين المجالس التي أُقيمت لتكون قاعدة أو مستودعا للأخلاق
الأولي تتغير أعضاءها كل فترة منتظمة والثانية تنتخب  وتنصب مدي الحياة كنماذج خالدة .

وكان يوجد في أثينة رقباء للأخلاق وحراس للقوانين

0 التعليقات: