12‏/12‏/2011

روح الشرائع 5

روح الشرائع 5


كان سياسيو الأغريق الذين يعيشون ضمن الحكومة الشعبية لا يعترفون بغير الفضيلة قوة تستطيع أن تؤيدهم، وأما سياسيو اليوم فلا  يحدثوننا عن سوي المصانع والتجارة والأموال والثروات وعن النعيم أيضاً.
ولما زالت الفضيلة دخل الطموح في الأفئدة القادرة علي تلقيه  ودخل البخل كل شئ و تغير الرغائب أهدافها فيعود ما كان محبوبا غير محبوب ويريد المرء أن يكون حرا ضد القوانين بعد أن كان حراً بها.

ويُعد بيت المال تراث الأفراد بعد أن كان يؤلف من مال الأفراد ، وتصير الجمهورية نهابا ، ولا تكون سلطتها غير سلطة بعض أبناء الوطن وتسريحاً للجميع.

كما أنه لابد من الفضيلة في الحكومة الشعبية لابد منها في الأريستوقراطية أيضاً، والواقع أنها غير لازمة في الأريستوقراطية لزومها المطلق في الحكومة الشعبية .

للحكومة الأريستوقراطية بنفسها من القوة ما ليس للديمقراطية ، ويتألف من الأشراف فيها هيئة تقهر الشعب بامتيازها وفي سبيل مصلحتها الخاصة ويكفي وجود قوانين فيها حتي تنفذ من هذا الوجه.
ولكنه يصعب ارتداع هذه الهيئة بنسبة سهولة ردعها الآخرين .

ويكون الاعتدال روح هذه الحكومات إذن وبالاعتدال أقصد ما يقوم علي الفضية لا الاعتدال الذي ينشأ عن دناءة نفس أو بلادة روح .

ليست الفضيلة مبدأ الحكومة الملكية مطلقاً

في الحكومة الملكية تقوم القوانين فيها مقام الفضيلة
والواقع أن الجرائم الخاصة في الجمهوريات أكثر عموما أي أنها أكثر اعتداء علي نظام الدولة مما علي الأفراد، والواقع أن الجرائم العامة في الملكيات أكثر خصوصاً أي أنها أكثر اعتداء علي أحوال الأفراد مما علي نظام الدولة نفسه .

وتتألف كما أري أخلاق معظم البطائن ( الكلام علي الملكيات ) البارزة في كل مكان وزمان من الطموح في البطالة والدناءة في الزهو والرغبة في الاغتناء بلا عمل ، ومقت الحقيقة والنفاق والخيانة والغدر ، ونبذ العهود وازدراء واجبات المواطن والفزع من فضيلة الأمير ، والأمل في ضعفه والاستهزاء الدائم بالفضيلة فضلا عن ذلك ، والحق أن من المزعج جداً  أن يكون أكثر أكابر الدولة فاقدي الأمانة ، وأن يكون أصاغرها من أهل الصلاح

0 التعليقات: