روح الشرائع 7
التربية في الملكيات
هناك مدرسة ما يسمي (الشرف) ، وهناك يري ويسمع في كل حين قول عن ثلاثة أمور وهي : وجوب إلقاء شئ من النبل في الفضائل ، وإلقاء شئ من الصراحة في الطبائع وإلقاء شئ من اللطف في الأوضاع .
ويحكم في أعمال الناس هنالك بملاحتها ، لا بصلاحها ، وبعظمتها لا بعدلها وبكونها عجيبة لا بصوابها .
وهو يبيح الدلال إذا ما اقترن بمبدأ مشاعر القلب أو بمبدأ غزو الفؤاد
وهو يبيح الحيلة إذا ما اقترنت بمبدأ عظمة النفس وعظمة الأعمال كما في السياسة التي لا تنافيه مكايدها
وهو لا يحرم الملق إلا إذا فصل عن مبدأ الحظ الأكبر ولم يقترن بغير شعور دناءته الخاصة .
......
وهذا ما يؤدي إلي زيادة ازدراء صراحة الشعب الذي ليس له غير الحقيقة والبساطة مطلبا
وأخيرا تستلزم التربية في الملكيات لطفا في الأوضاع فالناس الذين ولدوا ليعيشوا معا ولدوا أيضا ليتراضوا ، ومن لم يراع الآداب مؤذيا جميع من يعيش معهم يبلغ من نقص الاعتبار ما يصبح به عاجزا عن صنع أي خير .
لما كتب شارل التاسع بعد سان بارتلمي إلي جميع الحكام يأمرهم بقتل الهوغنوت كتب الفيكونت دورت الذي كان قائدا في بايون ، يقول للملك : " مولاي ، لم أجد بين الأهلين ورجال الحرب جلادا ، لم أجد غير مواطنين صالحين وجنود شجعان ، ولذا فإنني ألتمس معهم من جلالتك استعمال ذرعاننا وحياتنا في الأمور الممكن فعلها "
فهذا الشجاعة العظيمة الكريمة كانت تعد النذالة أمرا مستحيلا.
وللشرف قواعده العليا إذن وعلي الربية أن تطابقها وأهم هذه القواعد
أولا : هو أنه يباح لنا الاهتمام بمالنا ولكن مع حظر ذلك تجاه حياتنا مطلقا
والثانية : هي أننا إذا قُلدنا منصبا ذات مرة وجب علينا ألا نصنع أو نطيق ما يدل علي كوننا دون هذا المنصب.
الثالثة : هي أن تكون الأمور التي ينهي الشرف عنها بالغة التحريم إذا لم تبادر القوانين إلي حظرها ، وأن تكون الأمور التي يتطلبها مطلوبة إلي الغاية إذا لم توجهها القوانين.
وجوب مناسبة قوانين التربية لمبادئ الحكومة
قوانين التربية هي أول ما نتلقاه ، ولذا تختلف قوانين التربية في كل نوع من الحكومات ، فيكون موضوعها الشرف في الملكيات ، والفضيلة في الجمهوريات والخوف في الإستبدادالتربية في الملكيات
هناك مدرسة ما يسمي (الشرف) ، وهناك يري ويسمع في كل حين قول عن ثلاثة أمور وهي : وجوب إلقاء شئ من النبل في الفضائل ، وإلقاء شئ من الصراحة في الطبائع وإلقاء شئ من اللطف في الأوضاع .
ويحكم في أعمال الناس هنالك بملاحتها ، لا بصلاحها ، وبعظمتها لا بعدلها وبكونها عجيبة لا بصوابها .
وهو يبيح الدلال إذا ما اقترن بمبدأ مشاعر القلب أو بمبدأ غزو الفؤاد
وهو يبيح الحيلة إذا ما اقترنت بمبدأ عظمة النفس وعظمة الأعمال كما في السياسة التي لا تنافيه مكايدها
وهو لا يحرم الملق إلا إذا فصل عن مبدأ الحظ الأكبر ولم يقترن بغير شعور دناءته الخاصة .
......
وهذا ما يؤدي إلي زيادة ازدراء صراحة الشعب الذي ليس له غير الحقيقة والبساطة مطلبا
وأخيرا تستلزم التربية في الملكيات لطفا في الأوضاع فالناس الذين ولدوا ليعيشوا معا ولدوا أيضا ليتراضوا ، ومن لم يراع الآداب مؤذيا جميع من يعيش معهم يبلغ من نقص الاعتبار ما يصبح به عاجزا عن صنع أي خير .
لما كتب شارل التاسع بعد سان بارتلمي إلي جميع الحكام يأمرهم بقتل الهوغنوت كتب الفيكونت دورت الذي كان قائدا في بايون ، يقول للملك : " مولاي ، لم أجد بين الأهلين ورجال الحرب جلادا ، لم أجد غير مواطنين صالحين وجنود شجعان ، ولذا فإنني ألتمس معهم من جلالتك استعمال ذرعاننا وحياتنا في الأمور الممكن فعلها "
فهذا الشجاعة العظيمة الكريمة كانت تعد النذالة أمرا مستحيلا.
وللشرف قواعده العليا إذن وعلي الربية أن تطابقها وأهم هذه القواعد
أولا : هو أنه يباح لنا الاهتمام بمالنا ولكن مع حظر ذلك تجاه حياتنا مطلقا
والثانية : هي أننا إذا قُلدنا منصبا ذات مرة وجب علينا ألا نصنع أو نطيق ما يدل علي كوننا دون هذا المنصب.
الثالثة : هي أن تكون الأمور التي ينهي الشرف عنها بالغة التحريم إذا لم تبادر القوانين إلي حظرها ، وأن تكون الأمور التي يتطلبها مطلوبة إلي الغاية إذا لم توجهها القوانين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق