26‏/10‏/2010

سر رأس المال 4

سر رأس المال 4
سر رأس المال :

الأصول في البلدان النامية تخدم في المحل الأول الأغراض المادية المباشرة بيد أن نفس الأصول في الغرب تحيا أيضاً حياة موازية ، باعتبارها رأس مال خارج العالم المادي إذ يمكن استخدامها لبعث الحركة في أوصال مزيد من الإنتاج بكفالة أطراف أخري ( كضمان) لرهن مثلاً أو بضمان الإمداد بأشكال أخري من الئتمان والمرافق العامة

رأس المال الذي لا يدر عائداً يوجد لأننا نسينا أو لم ندرك مطلقاً أن تحويل أصل مادي لتوليد رأس مال – باستخدام بيتك لاقتراض النقود لتمويل مشروع مثلاً – يتطلب عملية معقدة جداً ، لا تختلف عن إطلاق الطاقة الذرية ، فإن رأس المال هو نتيجة لاكتشاف وإطلاق طاقة كامنة من تريليونات الذرات راكمها الفقر في مبانيهم

للثروة الحيوانية سمة مفيدة هي قدرتها علي إعادة إنتاج نفسها ، وهكذا يبدأ مصطلح ( رأس المال ) يؤدي وظيفتين في نفس الوقت الاستئثار بالبعد المادي للأصل ( الثروة الحيوانية ) وكذلك إمكانيته لتوليد فائض قيمة

أكد سميث علي نقطة هي لب السر الذي نحاول حله وهو لكي تصبح الأصول المتراكمة رأس مال منتج ، وتحرك إنتاجاً إضافياً ينبغي تحديدها وتثبيتها ، وتجسيدها في هدف معين يدوم بعض الوقت علي الأقل بعد انتهاء العمل ، وقد حذر سميث من أن العمل المستثمر في إنتاج الأصول لن يترك أي أثر أو قيمة إن لم يتم تثبيته وتحديده علي نحو صحيح


خلاصة : رأس المال ليس هو الرصيد المتراكم من الأصول ، وإنما الإمكانية التي تحوزها في أن تنشر إنتاجاً جديداً


الاقتصادي الفرنسي جان بابتيست ساي


" طبيعة رأس المال لا مادية علي الدوام ، حيث إنه ليست المادة هي التي تشكل رأس المال ، وإنما قيمة هذه المادة ، وليس هناك شئ مادي بشأن القيمة وقد وافق ماركس علي ذلك ، ورأي أن المائدة يمكن صنعها من شئ مادي مثل الخشب ، ولكن بمجرد أن تقدم كسلعة ، تتغير إلي شئ ما متعالي فهي لا تقف علي قدميها فقط علي الأرض ، وإنما تقف بالنسبة لكل السلع الأخري ، تقع علي رأسها وهي تنشأ عن الأفكار الغريبة لعقلها الخشبي وهو أمر أكثر إثارة للدهشة مما كانت عليه خراطة المائدة وقد ضاع هذا المعني الأساسي لرأس المال علي مر التاريخ

رأس المال حاليا يتم الخلط بينه وبين النقود

الطاقة الكامنة في الأصول تلك العملية الأساسية لم توضع قصداً لخلق رأس المال وإنما لغرض دنيوي بدرجة أكبر وهو حماية الملكية العقارية ، فمع نمو نظم الملكية تطورت تشكيلة من الآليات التي اندمجت تدريجياً في عملية تمخضت عن رأس المال ... باختصار إن ما يخلق رأس المال في الغرب هو عملية ضمنية مطمورة في تعقيدات نظم الرسمية للملكية

الملكية الرسمية أمر لاغني عنه لتكوين رأس المال

أثر الملكية :
1- تحديد وتثبيت الإمكانيات الاقتصادية الكامنة للأصول
2- إدماج المعلومات المتناثرة في نظام واحد
3- إخضاع الناس للمساءلة
4- جعل الأصول منقولة وقابلة للاستبدال
5- تكوين شبكات من الناس
6- حماية المعاملات

البلدان النامية والشيوعية أصابت إقتصادها بالتضخم بواسطة النقود ، في حين لم تكن قادرة علي توليد كثير من رأس المال

النقود ( الذهب والفضة ) يمكن مقارنتها بالطرق السريعة الذي يوزع وينقل إلي السوق كل الكلأ والذرة في البلد ولكنه هو نفسه لا ينتج أي مقدار منهما

0 التعليقات: