مطارحات مكيافيلي 17
27
كيف تعاد الوحدة إلي
مدينة منقسمة علي نفسها، والخطأ في الاعتقاد بأن الحفاظ علي المدينة يتطلب الابقاء
علي تفسخها .
الطريقة الوحيدة لعلاج
حالتها هي قتل المسؤولين عن الفتن التي
وقعت فيها . وهناك ثلاث طرق ليس الا
لمعلجة قضية هؤلاء المسؤولين، اما قتلهم، كما فعل القنصلان ، او طردهم من المدينة
، او ارغامهم علي التفاهم والصلح مع بعضهم البعض والتعهد بعدم العودة الي القتال .
ولعل الطريقة الاخيرة هي اكثر الطرق الثلاث ضررا واقلها امناً واكثرها عدم جدوي.
فحيثما يقع كثير من سفك
الدماء أو تقع اضطرابات مماثلة، يغدو من المحال ، دوام صلح بالاكراه.
ولا ريب ان الفلورنسيين
لو لجأوا الي الطريقة الأولي ، لكانت نتيجتها أضمن وأسلم عاقبة. لكن الاعدام علي
هذا النحو، ينطوي علي اعمال عظيمة وجليلة ، وهي ما تعجز عنها الجمهوريات الضعيفة
28
من الواجب مراقبة اعمال
المواطنين مراقبة دقيقة إذ تحت ستار العمل الطيب قد تظهر مبادئ الطغيان .
29
الأمراء هم السبب في
اخطاء الشعوب
علي الامراء أن لايتذمروا
أبداً من أية خطيئة يقترفها الشعب الذي يحكمونه ، لان مثل هذه الاخطاء تعود في
مصدرها اما الي اهمالهم أو الي انهم هم ملوثون بمثل هذه العيوب .
"إن ما يعمله الامير ، يسارع الجميع إلي تقليده وذلك لان
الأمير يظل ماثلا دائماً في عيونهم"
لورنزو دي مديشي
0 التعليقات:
إرسال تعليق