نقود العالم متي ظهرت ومتي اختفت ؟4
الحضارة الغربية والنقود :
بدأت النهضة الأوربية مستمسكة بنفس مبادئ النظام النقدي الطبيعي الذي يعتمد علي المعدن النفيس من الذهب والفضة ثم بدأ الانحراف
بفرض رقابة علي النقد ثم اتخاذ النقود سلعة للاتجار فيها ثم سحب المعدن النفيس من التداول وتجريد النظام النقدي من غطاء الذهب
ولقد قام دافيد هيوم بتحليل العوامل التي تحكم توزيع المعدن النفيس بين جميع البلاد التي تدخل في علاقات تجارية وفكرته الأساسية أن المعدن النفيس يتوزع تلقائيا بين البلاد المختلفة دون حاجة إلي سياسة خاصة من جانب الدولة فكل بلد يحصل علي كمية المعدن النفيس المتناسبة مع حجم نشاطه الاقتصادي وهاجم نظام الرقابة علي النقد .
واشتهرت هذه النظرية بنظرية التوازن التلقائي للذهب ويعتبر القرن التاسع عشر آخر العصور الذهبية للنظام النقدي القائم علي الذهب بشروطه.
..
ولقد انتهي الأمر بالانحرفات النقدية إلي تحول الصرافين ومعظمهم من اليهود إلأي بنوك ثم صدرت النقود الورقية ثم ظهرت أشباه النقود بالتوسع في الائتمان المصرفي ، كل ذلك بهدف تعظيم الربح الناتج عن المتاجرة في النقود باعتبارها سلعة لها عرض وطلب وسعر توازني
وبدأ الامر
1- بتحليل الربا وتبريه ( الفائدة) وينسب البعض إلي الأب توماس الاكويني (1274م ) أنه لا يعارض الاقتراض بفائدة إذا كان ذلك لأغراض التجارة وكان المقرض يشترك في تحمل مخاطر التجارة ويعتبر كثير من الباحثين أن ذلك هو أول تبرير للربا في العصر الحديث
ويري الباحث - الملط - أن رأي الأب توماس الأكويني سليم دينيا ولكن أسئ تفسيره واستغلاله فالاكويني يتكلم عن نظام إسلامي للتجارة يعرف باسم المضاربة
2- إصدار النقود الورقية :
كان الناس يودعون اموالهم لدي الصيارفة ويدفعون أجر لقاء حفظها لهم مع أخذ إيصال بها ثم اكتشف الصيارفه أن هناك كميات من الاموال تظل بحوزتهم بصفة مستديمة ففكروا في استغلالها في عملية الاقراض بفائدة ( ربا ) فزادت أرباحهم من اقراض أموال الغير
وأمام إغراء الارباح فكروا في التنازل عن الأجر نظير حفظ النقود وفي مرحلة تالية أغراهم بدفع فائدة لهم عندما يقومون بإيداع نقودهم لديهم وكانت عملية الاقراض بالربا مستمرة ويستفيد الصراف من الفرق بين سعري الفائدة الدائنة والمدينة
وبازدياد ثقة الناس في الايصالات التي يصدرها الصراف تم تبادلها في السوق دون ضرورة إلي صرف قيمتها ذهبا وبازدياد أرباح الصرافين تحولوا إلي بنوك
ولعل أول محاولة لاصدار نقود ورقية في شكلها الحديث المعروف هي تلك التي قام بها بنك استكهولم بالسويد سنة 1656 عندما أصدر سندات ورقية تمثل دينا عليه لحامله وقابلة للتداول وقابلة للصرف ذهبا بمجرد تقديمها إلي البنك .
3- خلق النقود : أمام اغراء المكاسب السهلة السريعة والرخيصة اكتشف البنك أنه بالامكان طبع صكين (سندين) مقابل كل جنيه ذهب مودعا في خزانته وبهذه الطريقة تمكن البنك من خلق النقود وكان هذا يعني أن النقود الورقية المصدرة في صورة سندات لا تغطيها نقود ذهبية مما عرض بنوكا كثيرة للافلاس في أوقات الحروب والازمات الاقتصادية وهذا ما حدا بالمشرعيين أخيرا في كل الدول إلي التدخل لتنظيم عملية إصدار النقود الورقية وتحديد نسبة الغطاء الذهبي القانوني وقصر هذا الحق علي بنك واحد يخضع لاشراف الحكومة أو قصره علي البنك المركزي المملوك للدولة .
4- ثم خلق شبه النقود وهو التوسع في في الائتمان
وغني عن البيان أن خلق النقود وشبه النقود ودفعهما في خضم النشاط الاقتصادي سوف يدفع بالمستوي العام للاسعار إلي أعلي
وعملية خلق النقود وشبه النقود لن تفيد النشاط الاقتصادي كما يحاول المستفيدون منها أن يوهموا الناس بل إن البنوك التجارية هي المستفيد الوحيد الذي لا يتحمل أية مخاطرة تاركا لغيره تحمل مخاطرة المشاركة في العملية الانتاجية
وهكذا تحولت النقود إلي سلعة يتاجر فيها البنك التجاري بهدف تحقيق أكبر ربح ممكن ، وبعد أن كانت النقود وسيلة للتجارة لتحديد قيم السلع والخدمات وتسهيل تبادلها تحولت إلي جانب ذلك إلي سلعة تباع وتشتري ولها ثمن يسمي فائدة ( ربا) وبهذا يتضح ما فعلته النهضة الأوربية بالنظام النقدي العالمي الذي ورثته عن الاسلام
الحضارة الغربية والنقود :
بدأت النهضة الأوربية مستمسكة بنفس مبادئ النظام النقدي الطبيعي الذي يعتمد علي المعدن النفيس من الذهب والفضة ثم بدأ الانحراف
بفرض رقابة علي النقد ثم اتخاذ النقود سلعة للاتجار فيها ثم سحب المعدن النفيس من التداول وتجريد النظام النقدي من غطاء الذهب
ولقد قام دافيد هيوم بتحليل العوامل التي تحكم توزيع المعدن النفيس بين جميع البلاد التي تدخل في علاقات تجارية وفكرته الأساسية أن المعدن النفيس يتوزع تلقائيا بين البلاد المختلفة دون حاجة إلي سياسة خاصة من جانب الدولة فكل بلد يحصل علي كمية المعدن النفيس المتناسبة مع حجم نشاطه الاقتصادي وهاجم نظام الرقابة علي النقد .
واشتهرت هذه النظرية بنظرية التوازن التلقائي للذهب ويعتبر القرن التاسع عشر آخر العصور الذهبية للنظام النقدي القائم علي الذهب بشروطه.
..
ولقد انتهي الأمر بالانحرفات النقدية إلي تحول الصرافين ومعظمهم من اليهود إلأي بنوك ثم صدرت النقود الورقية ثم ظهرت أشباه النقود بالتوسع في الائتمان المصرفي ، كل ذلك بهدف تعظيم الربح الناتج عن المتاجرة في النقود باعتبارها سلعة لها عرض وطلب وسعر توازني
وبدأ الامر
1- بتحليل الربا وتبريه ( الفائدة) وينسب البعض إلي الأب توماس الاكويني (1274م ) أنه لا يعارض الاقتراض بفائدة إذا كان ذلك لأغراض التجارة وكان المقرض يشترك في تحمل مخاطر التجارة ويعتبر كثير من الباحثين أن ذلك هو أول تبرير للربا في العصر الحديث
ويري الباحث - الملط - أن رأي الأب توماس الأكويني سليم دينيا ولكن أسئ تفسيره واستغلاله فالاكويني يتكلم عن نظام إسلامي للتجارة يعرف باسم المضاربة
2- إصدار النقود الورقية :
كان الناس يودعون اموالهم لدي الصيارفة ويدفعون أجر لقاء حفظها لهم مع أخذ إيصال بها ثم اكتشف الصيارفه أن هناك كميات من الاموال تظل بحوزتهم بصفة مستديمة ففكروا في استغلالها في عملية الاقراض بفائدة ( ربا ) فزادت أرباحهم من اقراض أموال الغير
وأمام إغراء الارباح فكروا في التنازل عن الأجر نظير حفظ النقود وفي مرحلة تالية أغراهم بدفع فائدة لهم عندما يقومون بإيداع نقودهم لديهم وكانت عملية الاقراض بالربا مستمرة ويستفيد الصراف من الفرق بين سعري الفائدة الدائنة والمدينة
وبازدياد ثقة الناس في الايصالات التي يصدرها الصراف تم تبادلها في السوق دون ضرورة إلي صرف قيمتها ذهبا وبازدياد أرباح الصرافين تحولوا إلي بنوك
ولعل أول محاولة لاصدار نقود ورقية في شكلها الحديث المعروف هي تلك التي قام بها بنك استكهولم بالسويد سنة 1656 عندما أصدر سندات ورقية تمثل دينا عليه لحامله وقابلة للتداول وقابلة للصرف ذهبا بمجرد تقديمها إلي البنك .
3- خلق النقود : أمام اغراء المكاسب السهلة السريعة والرخيصة اكتشف البنك أنه بالامكان طبع صكين (سندين) مقابل كل جنيه ذهب مودعا في خزانته وبهذه الطريقة تمكن البنك من خلق النقود وكان هذا يعني أن النقود الورقية المصدرة في صورة سندات لا تغطيها نقود ذهبية مما عرض بنوكا كثيرة للافلاس في أوقات الحروب والازمات الاقتصادية وهذا ما حدا بالمشرعيين أخيرا في كل الدول إلي التدخل لتنظيم عملية إصدار النقود الورقية وتحديد نسبة الغطاء الذهبي القانوني وقصر هذا الحق علي بنك واحد يخضع لاشراف الحكومة أو قصره علي البنك المركزي المملوك للدولة .
4- ثم خلق شبه النقود وهو التوسع في في الائتمان
وغني عن البيان أن خلق النقود وشبه النقود ودفعهما في خضم النشاط الاقتصادي سوف يدفع بالمستوي العام للاسعار إلي أعلي
وعملية خلق النقود وشبه النقود لن تفيد النشاط الاقتصادي كما يحاول المستفيدون منها أن يوهموا الناس بل إن البنوك التجارية هي المستفيد الوحيد الذي لا يتحمل أية مخاطرة تاركا لغيره تحمل مخاطرة المشاركة في العملية الانتاجية
وهكذا تحولت النقود إلي سلعة يتاجر فيها البنك التجاري بهدف تحقيق أكبر ربح ممكن ، وبعد أن كانت النقود وسيلة للتجارة لتحديد قيم السلع والخدمات وتسهيل تبادلها تحولت إلي جانب ذلك إلي سلعة تباع وتشتري ولها ثمن يسمي فائدة ( ربا) وبهذا يتضح ما فعلته النهضة الأوربية بالنظام النقدي العالمي الذي ورثته عن الاسلام
0 التعليقات:
إرسال تعليق