روح الثورات والثورة الفرنسية 7
لكل امرئ ماعدا نفسيته الثابتة، شؤون خلقية متقلبة تظهرها الحوادث
كيف تتألف شخصية جديدة عندما تنحل الشخصية العادية بفعل بعض الحوادث ؟
إنها تتألف بوسائل كثيرة أهمها حيازة معتقد قوي ، فبالمعتقد تألفت الشخصيات التي شوهدت في الأزمات العظيمة كالحروب والثورات ، وإننا لعدم تحول البيئة في الأوقات العادية لا نشاهد سوي شخصيات متماثلة في الناس
ليس الذكاء هو الذي يتغير عند تحول الشخصيات بل المشاعر التي يتألف الخلق منها .
حقد رجال الثورة الفرنسية علي الناس والنظم وكل شئ هو أحد مظاهرهم العاطفية ، ولم يهدأ هذا الحقد إلا بقتل كل امرئ ممن يخالفه ، وسبب ذلك هو أن هؤلاء الهائجين لما اعتقدوا أنهم علي الحق صاروا كالمؤمنين في كل زمن لا يطيقون مسامحة من لم يكن علي مذهبهم، فصاحب الايمان الديني أو العاطفي يميل علي الدوام إلي حمل الناس علي إيمانه وهو لا يتأخر عن القتل في سبيله إذا استطاع ذلك
لا سلام للمغلوب في المنازعات السياسية والدينية
لم يكن اختلاف المعتقدات وحده سبب الأحقاد التي ظهرت أيام الثورة الفرنسية بل صدرت تلك الأحقاد أيضاً عن المشاعر الأخري كالحسد والحرص والعُجب
لقد أشار كولان – أحد أساتذة المدرسة الحربية – إلي أهمية عاطفة الحقد في بعض الحروب حيث قال : " لا داعي إلي الشجاعة في الحرب أكثر مما إلي الحقد ، فهو الذي نصر بلوخر علي نابليون، وإذا بحثنا عن أحسن الحركات العسكرية واحزمها رأيناها قد صدرت عن البغض والنفور أكثر مما عن العدد وماذا كانت نتيجة حرب سنة 1870 لولا الحقد الذي كان يحمله الألمان في صدورهم ضد الفرنسيين؟"
ويمكن هذا المؤلف أن يقول أيضا أن حقد اليابان الشديد علي الروس الذين كانوا يزدرونهم هو أحد الاسباب التي نصرت أولئك علي هؤلاء
للخوف في أيام الثورات شأن عظيم يقرب من شأن الحقد ، حقا شوهد الخوف بمظاهره كلها في ذلك الزمن، وكان الظهور بمظهر العاقل المعتدل أخوف ما يخافه الناس ، فقد سابق أعضاء المجالس وموظفو الاتهام وقضاة المحاكم خصومهم في التطرف أي في اقتراف الجرائم ولو أن معجزة أزالت الخوف من المجالس الثورية لكان لها سير آخر وكان للثورة الفرنسية وجهة أخري.
الحرص والحسد والزهو :
في أيام الثورات لما جاز لكل امرئ أن يصعد إلي أعلي المراتب فإن خلق الحرص يهيج عند الناس فيظن أحقرهم أنه أهل لها فيبلغ الزهو فيه غايته. وللحسد شأن عظيم في الأدوار الثورية، فكان حسد الناس للأشراف سبباً من أسباب الثورة الفرنسية ،إذن كانت عزة النفس المجروحة والحسد سببين لما لم ندرك مغزاه اليوم من الأحقاد
قال الفيلسوف ريفارول:" لم تكن الضرائب وأوامر الملك وتصرف السلطة السيئ وجور الولاة وتقاعس القضاة أموراً أثارت وحدها ساكن الأمة بل إن الأمة أظهرت من الحقد علي طبقة الأشراف ما لم تظهره علي شئ آخر "
قال نابليون : " إن الزهو كان سببا للثورة الفرنسية، ولم يكن السعي إلي الحرية سوي حجة باطلة "
لكل امرئ ماعدا نفسيته الثابتة، شؤون خلقية متقلبة تظهرها الحوادث
كيف تتألف شخصية جديدة عندما تنحل الشخصية العادية بفعل بعض الحوادث ؟
إنها تتألف بوسائل كثيرة أهمها حيازة معتقد قوي ، فبالمعتقد تألفت الشخصيات التي شوهدت في الأزمات العظيمة كالحروب والثورات ، وإننا لعدم تحول البيئة في الأوقات العادية لا نشاهد سوي شخصيات متماثلة في الناس
ليس الذكاء هو الذي يتغير عند تحول الشخصيات بل المشاعر التي يتألف الخلق منها .
حقد رجال الثورة الفرنسية علي الناس والنظم وكل شئ هو أحد مظاهرهم العاطفية ، ولم يهدأ هذا الحقد إلا بقتل كل امرئ ممن يخالفه ، وسبب ذلك هو أن هؤلاء الهائجين لما اعتقدوا أنهم علي الحق صاروا كالمؤمنين في كل زمن لا يطيقون مسامحة من لم يكن علي مذهبهم، فصاحب الايمان الديني أو العاطفي يميل علي الدوام إلي حمل الناس علي إيمانه وهو لا يتأخر عن القتل في سبيله إذا استطاع ذلك
لا سلام للمغلوب في المنازعات السياسية والدينية
لم يكن اختلاف المعتقدات وحده سبب الأحقاد التي ظهرت أيام الثورة الفرنسية بل صدرت تلك الأحقاد أيضاً عن المشاعر الأخري كالحسد والحرص والعُجب
لقد أشار كولان – أحد أساتذة المدرسة الحربية – إلي أهمية عاطفة الحقد في بعض الحروب حيث قال : " لا داعي إلي الشجاعة في الحرب أكثر مما إلي الحقد ، فهو الذي نصر بلوخر علي نابليون، وإذا بحثنا عن أحسن الحركات العسكرية واحزمها رأيناها قد صدرت عن البغض والنفور أكثر مما عن العدد وماذا كانت نتيجة حرب سنة 1870 لولا الحقد الذي كان يحمله الألمان في صدورهم ضد الفرنسيين؟"
ويمكن هذا المؤلف أن يقول أيضا أن حقد اليابان الشديد علي الروس الذين كانوا يزدرونهم هو أحد الاسباب التي نصرت أولئك علي هؤلاء
للخوف في أيام الثورات شأن عظيم يقرب من شأن الحقد ، حقا شوهد الخوف بمظاهره كلها في ذلك الزمن، وكان الظهور بمظهر العاقل المعتدل أخوف ما يخافه الناس ، فقد سابق أعضاء المجالس وموظفو الاتهام وقضاة المحاكم خصومهم في التطرف أي في اقتراف الجرائم ولو أن معجزة أزالت الخوف من المجالس الثورية لكان لها سير آخر وكان للثورة الفرنسية وجهة أخري.
الحرص والحسد والزهو :
في أيام الثورات لما جاز لكل امرئ أن يصعد إلي أعلي المراتب فإن خلق الحرص يهيج عند الناس فيظن أحقرهم أنه أهل لها فيبلغ الزهو فيه غايته. وللحسد شأن عظيم في الأدوار الثورية، فكان حسد الناس للأشراف سبباً من أسباب الثورة الفرنسية ،إذن كانت عزة النفس المجروحة والحسد سببين لما لم ندرك مغزاه اليوم من الأحقاد
قال الفيلسوف ريفارول:" لم تكن الضرائب وأوامر الملك وتصرف السلطة السيئ وجور الولاة وتقاعس القضاة أموراً أثارت وحدها ساكن الأمة بل إن الأمة أظهرت من الحقد علي طبقة الأشراف ما لم تظهره علي شئ آخر "
قال نابليون : " إن الزهو كان سببا للثورة الفرنسية، ولم يكن السعي إلي الحرية سوي حجة باطلة "
0 التعليقات:
إرسال تعليق