08‏/02‏/2011

روح الثورات والثورة الفرنسية 5

روح الثورات والثورة الفرنسية 5



عاني كثير من الأمم الحديثة من الثورات وتوصف هذه الثورات في الغالب بحدوثها بغتة وبسهولة قلبها للحكومات وسبب حدوثها بغتة هو سرعة العدوي النفسية الناشئة عن طرق النشر والاذاعة في الوقت الحاضر ( فمابالكم لو شهد المؤلف عصرنا ) ومما يقضي بالعجب ضعف مقاومة الحكومات لها وذلك يدل علي علي عجزها عن الاطلاع علي حقائق الأمور وكشف عواقبها .


... لو أنه بقي شئ في رؤوس القواد من العقل لاستطاعت ثلة من الجيش أن تردع العصاة عن الاستيلاء علي مجلس النواب ....

لا تتم الثورة بغير معاضدة الجيش أو بمحايدته علي الأقل ، بيد أنها تبدأ في الغالب من غير أن يتدخل

تقع أكثر الثورات في العواصم ومنها تسري بالعدوي إلي البلاد جميعها ، وليس لذلك قاعدة ثابتة

لقد أصاب من قال " إن الحكومات لا تُقلب بل تنتحر "

يتعذر علي الأمة أن تختار نظمها قبل أن تغير روحها

يقدر المؤتمرون علي خلع الملك ، ولكنهم يعجزون عن فعل شئ لا يلائم المبادئ التي يمثلها الملك ، فلما خلع نابليون لم يخلفه وارثه الممثل لمبادئ غير ثابتة في النفوس بل ورثه ابن الملوك الممثل لمبدأ قديم .

الاصلاح الثوري للحكومات يتطلب النجاح فيه وجود حاكم عبقري مستبد قوي ، ذلك لأن الحاكم المصلح يري الأمة جمعاء قد وقفت في وجهه فيكون وقتئذ هو الثائر وهي المحافظة خلافا لما يقع عادة ، وإن كان الفشل في مثل تلك الثورات هو الأصل فروح الأمة الراسخة منذ زمن طويل لا تتبدل وإنما الأمور التي أبلاها الزمان هي التي تتحول

من هم قادة الأمة الحقيقيون؟


لا ريب هم الحكام والوزراء في الاحوال العظيمة ولكن لا شأن لهؤلاء الرجال في الأمور الصغيرة التي تتألف الحياة اليومية منها، فالقوي الحقيقية التي تسير البلاد هي عناصر الإدارة غير الشخصية التي لا يؤثر فيها ما يصيب نظام الحكم من التحولات، ولهذه الإدارة ، ذات التقاليد المحافظة المتصفة بالدوام والخفاء، قوة تنحني أمامها القوي الأخري، وقد بلغ تأثيرها مبلغا أوشك أن يكون لها به دولة خفية أقوي من الدولة الرسمية

0 التعليقات: