روح الثورات والثورة الفرنسية 6
يستلزم الاطلاع علي أحوال إحدي الأمم الوقوف علي بيئة تلك الأمة ولا سيما ماضيها، فالماضي وإن أمكن إنكاره نظريا ، لا يفني تأثيره.
ففي الماضي الذي هو تعاقب الأجيال تتكون عناصر روح الأمم من أفكار ومشاعر وتقاليد وأوهام ، ولولا هذه العناصر التي لا ارتقاء بغيرها لاضطر كل جيل إلي استئناف العمل.
الأمم التي رسخت روحها كثيراً تأتي بأشد الثورات في الغالب ، فهي لعجزها عن النشوء التدريجي تضطر إلي ملاءمة تقلبات البيئة بعنف عندما تصبح هذه الملائمة أمراً ضرورياً
ولا تستقر روح الأمة إلا ببطء عظيم
لا يخلع الطاعة فريق من الشعب بغريزته إلا إذا مس الضر منافعه الظاهرة
يسهل وقوع الثورة إذا كان زعماؤها من ذوي النفوذ العظيم ، وأما مبادئ الثورة فلا تدخل في قلب الشعب إلا بالتدريج ، فالشعب يقوم بالثورة من غير أن يعلم سببها، ومتي ساقه الحظ إلي إدراك هذا السبب فإن الثورة تكون قد انتهت منذ زمن طويل.
ويقوم الشعب بالثورة مجيباً دعوة زعمائه، وهو مع عدم إدراكه شيئاً يستحق الذكر من أفكار هؤلاء الزعماء تتوارده هذه الأفكار حسبما يمليه عليه خياله.
المبدأ لا يؤثر إلا إذا استند إلي العاطفة
تثبت لنا سنن روح الجماعات أن الشعب لا يسير من غير زعماء ، وللزعماء في كل ثورة سياسية تأثير ، ومع أنهم لا يبتكرون المبادئ التي تستند إليها فإنهم يتخذونها وسيلة للعمل
تسير الجماعة التي هيجها الزعماء معتزة بعددها، ومثل تأثيرها كمثل تأثير القنبلة التي تخترق الدرع مستمدة قوتها من شئ آخر ، وقلما تدرك الجماعة شيئاً من الثورات التي تقوم بها، فهي تتبع الزعماء طائعة من غير أن تبحث عن شهواتهم
ما هي حقيقة الأمة التي يقدسها الثوريون ؟
يمكن تقسيمها إلي قسمين :
القسم الأول : يشتمل علي الفلاحين والتجار وأرباب الحرفة أي علي من يحتاجون إلي السكينة والنظام ليقوموا بمهنهم، ويغفل المؤرخون أمر هذا الفريق الذي هو أكثرية الأمة والذي لا يقوم بالثورات أبداً ويعيش عيش عناء وسكوت.
القسم الثاني : وهو الذي له شأن مهم في الفتن القومية كلها فهو ثمالة اجتماعية هادمة ذات نفسية أثيمة أي هو أناس يتألف من مجموعهم جيوش متمردة حولها البؤس وإدمان المسكرات إلي لصوص وصعاليك وينضم بتأثير العدوي إلي هذه الطبقة المنحطة جماعة من العاطلين الذين يصرخون مع كل ناعق ويتمردون مع كل متمرد دون أن يفقهوا شيئاً من المسئلة التي يصرخ من أجلها ويتمرد
( إيهاب : اتحفظ علي ما قاله غوستاف لوبون في القسم الثاني فأين إذن الثوار الأحرار والأشراف )
يستلزم الاطلاع علي أحوال إحدي الأمم الوقوف علي بيئة تلك الأمة ولا سيما ماضيها، فالماضي وإن أمكن إنكاره نظريا ، لا يفني تأثيره.
ففي الماضي الذي هو تعاقب الأجيال تتكون عناصر روح الأمم من أفكار ومشاعر وتقاليد وأوهام ، ولولا هذه العناصر التي لا ارتقاء بغيرها لاضطر كل جيل إلي استئناف العمل.
الأمم التي رسخت روحها كثيراً تأتي بأشد الثورات في الغالب ، فهي لعجزها عن النشوء التدريجي تضطر إلي ملاءمة تقلبات البيئة بعنف عندما تصبح هذه الملائمة أمراً ضرورياً
ولا تستقر روح الأمة إلا ببطء عظيم
لا يخلع الطاعة فريق من الشعب بغريزته إلا إذا مس الضر منافعه الظاهرة
يسهل وقوع الثورة إذا كان زعماؤها من ذوي النفوذ العظيم ، وأما مبادئ الثورة فلا تدخل في قلب الشعب إلا بالتدريج ، فالشعب يقوم بالثورة من غير أن يعلم سببها، ومتي ساقه الحظ إلي إدراك هذا السبب فإن الثورة تكون قد انتهت منذ زمن طويل.
ويقوم الشعب بالثورة مجيباً دعوة زعمائه، وهو مع عدم إدراكه شيئاً يستحق الذكر من أفكار هؤلاء الزعماء تتوارده هذه الأفكار حسبما يمليه عليه خياله.
المبدأ لا يؤثر إلا إذا استند إلي العاطفة
تثبت لنا سنن روح الجماعات أن الشعب لا يسير من غير زعماء ، وللزعماء في كل ثورة سياسية تأثير ، ومع أنهم لا يبتكرون المبادئ التي تستند إليها فإنهم يتخذونها وسيلة للعمل
تسير الجماعة التي هيجها الزعماء معتزة بعددها، ومثل تأثيرها كمثل تأثير القنبلة التي تخترق الدرع مستمدة قوتها من شئ آخر ، وقلما تدرك الجماعة شيئاً من الثورات التي تقوم بها، فهي تتبع الزعماء طائعة من غير أن تبحث عن شهواتهم
ما هي حقيقة الأمة التي يقدسها الثوريون ؟
يمكن تقسيمها إلي قسمين :
القسم الأول : يشتمل علي الفلاحين والتجار وأرباب الحرفة أي علي من يحتاجون إلي السكينة والنظام ليقوموا بمهنهم، ويغفل المؤرخون أمر هذا الفريق الذي هو أكثرية الأمة والذي لا يقوم بالثورات أبداً ويعيش عيش عناء وسكوت.
القسم الثاني : وهو الذي له شأن مهم في الفتن القومية كلها فهو ثمالة اجتماعية هادمة ذات نفسية أثيمة أي هو أناس يتألف من مجموعهم جيوش متمردة حولها البؤس وإدمان المسكرات إلي لصوص وصعاليك وينضم بتأثير العدوي إلي هذه الطبقة المنحطة جماعة من العاطلين الذين يصرخون مع كل ناعق ويتمردون مع كل متمرد دون أن يفقهوا شيئاً من المسئلة التي يصرخ من أجلها ويتمرد
( إيهاب : اتحفظ علي ما قاله غوستاف لوبون في القسم الثاني فأين إذن الثوار الأحرار والأشراف )
0 التعليقات:
إرسال تعليق