21‏/07‏/2009

روح الجماعات - جمل مختارة 9

يكون الزعيم في البداءة وفي الغالب مقوداً نومه الفكر الذي يصبح رسوله بعدئذ

ليس الزعماء رجال فكر في الغالب ، بل هم رجال العمل

الجماعة تصغي دوماً إلي الرجل ذي الإرادة القوية ، والأفراد في الجماعة يخسرون كل إرادة فيتوجهون بغريزتهم إلي من يملكها

لم تُحقق حوادث التاريخ العظيمة في الغالب إلا من قبل مؤمنين مبهمين ليس عندهم سوي الإيمان

سلطان الزعماء إستبدادي إلي الغاية ، ولا يُفرض هذا السلطان إلا بهذا الاستبداد

الإحتياج إلي الخضوع ، لا إلي الحرية ، هو الذي يسود روح الجماعات
وما في الجماعة من تعطش إلي الإطاعة يجعلها تنقاد بغريزتها لمن يُعلن أنه سيدها

من الزعماء من له نشاط مؤقت لا يدوم أكثر من الدافع الذي أوجده عندها يضعفون ، ومنهم من له نشاط دائم ذو نفوذ أعظم

طرق الزعماء في الاقناع:

1- التوكيد
2- التكرار والعدوي
3- النفوذ

التوكيد كلما كان موجزا عاطلا من الدليل والبرهان كان عظيم السلطان

لا يكون التوكيد ذا نفوذ حقيقي إلا إذا دام تكراره بعبارات واحدة ما أمكن

الأمر إذا ما وُ كد انتهي بالتكرار إلي الرسوخ في النفوس علي أنه حقيقة ثابتة

الأمر إذا كُرر لم يلبث في الحقيقة أن يستقر بمناطق اللا شعور العميقة حيث تنضج عوامل سيرنا

بعدوي العواطف تُفسر فجاءة الذعر ، وبالعدوي تنتشر أيضاً اختلالات الدماغ ، وليس بخافي كثرة الجنون لدي أطباء المجانين

النفوذ : كل شيئ ذي سيطرة في العالم ، أفكاراً كانت أو رجالا ، فُرض علي الخصوص بقوة قاهرة يُعبر عنها باللنفوذ

هو ضرب من الرقية يؤثر بها في نفوسنا شخص أو عمل أو مذهب ، وهذه الرقية تبطل ملكة النقد فينا وتملأ نفوسنا عجبا واحتراما
هو أقوي عامل لكل سلطان


ومن الصواب أن أوصي بسكال بضرورة ارتداء القضاة حُللا وشعوراً مستعارة ، ولولا هذه الأشياء لفقدوا قسما كبيراً من نفوذهم

آية النفوذ ، أنه يحول دون رؤية الأمور كما هي وفي إبطال ملكات التمييز فينا

والواقع أن الجماعات علي الدوام ، والأفراد في الغالب تحتاج إلي آراء معدة سلفا ، ونجاح هذه الآراء مستقل عما فيها من حقيقة وخطأ ، ويقوم هذا النجاح علي النفوذ وحده

النفوذ الشخصي : يُطاع صاحب النفوذ الشخصي كما يطيع الحيوان الضاري مروضه مع قدرته علي افتراس هذا المروض بسهولة

تُفرض الآلهة والأبطال والعقائد ولا يجادل فيها ، وهي تزول إذا ما غدت موضع جدل

الإنسان أو الفكر أو الشيء إذا كان ذا نفوذ لا ينشب أن يُقلد بالعدوي في الحال وأن يفرض علي جيل بأسره طرازا للشعور والتعبير عن الأفكار ، علي أن التقليد هو غير شعوري في الغالب ، وهذا هو الذي يجعله تاماً

فالمؤمنون يكسرون تماثيل آلهتهم السابقة بحماسة علي الدوام

0 التعليقات: