الأوهام
إن الضلال لا الحقيقة ، هو أعظم عامل في تطور الأمم - لي تحفظ علي هذه العبارة –
المستقبل للوهم لم يحدث قط أن تعطشت الجماعات إلي الحقائق قط ، والجماعات تُولي ظهرها للبديهيات التي تكرهها مفضلة تأليه الضلال إذا ما أغواها
ومن يستطع أن يلقي الوهم فيها يستطيع أن يكون سيدها بسهولة ، ومن يحاول تبديد وهمها يذهب ضحيتها علي الدوام
العقل :
الكلام علي العقل في الجماعات إنما هو كلام علي قيمة العقل السلبية
فالجماعات هي التي يخاطب الخطباء مشاعرها ، لا عقلها أبداً فالجماعات هي التي لا تأثير لسنن المنطق العقلي فيها
الخطيب الذي يساير فكره لا مستمعيه ، يخسر كل نفوذ
أُتهم رجل وطالبت الجماهير بقتله وكان بريئاً فما كان من الخطيب الشهير إلا أن قام خطيباً في الجماهير وقال الآن سيأخذ الحق مجراه بلا هوادة ، فدعوا الحكومة تحقق في الموضوع ، فانفضت الجماهير راضية ، وخرج الرجل المتهم بعد ربع ساعة
هل نأسف علي أن العقل ليس دليل الجماعات ؟
لا نجرؤ علي القول بذلك بل مما لا ريب فيه أن العقل البشري لم يكن ليوفق لاجتذابالإنسان إلي سبل الحضارة بمثل النشاط والإقدام اللذين أوجبتهما فيه أوهامه ، وإذا كانت هذه الأوهام وليدة اللاشعور الذي يقودنا فإنها ضرورية علي الراجح
إذن نترك العقل للفلاسفة ، وذلك علي ألا نطالبه كثيراً بالتدخل في حُكم الناس
31/05/2009
روح الجماعات - جمل مختارة 8
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق