الفن والرأسمالية وكيف تطورت المدارس الفنية في مواجهاتها للرأسمالية التي تحول كل شيء إلي سلعة ظهرت المدرسة الرومانسية كحركة احتجاج متحمس ومناقض للدنيا الرأسمالية البرجوازية ، علي دنيا الآمال الضائعة وعلي التفاهة والتجهم اللذين تلتزمهما دنيا الاعمال والارباح ،
كتب نوفاليس يقول : إن الرومانسية تعني إضفاء مغزي رفيع علي الأشياء المألوفة ، وإلقاء مظهر باهر علي الاشياء المعتادة ، وإسباغ روعة المجهول علي ما تصادفه في كل يوم انتهي كلامه
أما في العالم الرأسمالي فالفرد يواجه المجتمع وحيدا دون وسيط ، غريبا بين غرباء
فكانت الرومانسية ثورية تماما ، كانت صيحة لايقاظ الشعوب حتي تنهض للكفاح ضد ظالميها الأجانب والمحليين ، كانت نداء للوعي الوطني وصراعا ضد الاقطاع والاستبداد والحكم الاجنبي
وكان من صفات الرومانسية شعور بالقلق الروحي في دنيا لا يستطيع الفنان أن يشعر فيها بالاستقرار ، وشعور بالعزلة والغربة نشأ عنه توق إلي قيام وحدة إجتماعية جديدة واهتمام بالشعب وأغانيه وأساطيره ( واكتسي الشعب في أذهان الفنانين بوحدة أسطورية )
الفن الشعبي:
الرومانسية في سعيها إلي إعادة الوحدة المفقودة بين الفرد والجماعة ، وإلي توفير الاندماج بينهما ، وفي احتجاجها علي الغربة الناجمة عن الرأسمالية ، وقد اكتشفت الاغاني الشعبية والفنون الشعبية ، فلم تلبث أن نادت بالشعب إماما لها ونادت به باعتباره وحدة عضوية متجانسة ،
...
فالفن إنما نشأ ليشبع حاجة جماعية
الفن للفن :
إن صيحة الفن للفن كما نادي بها " بودلير " هي أيضا احتجاج علي الموقف النفعي الصارخ والاهتمامات العملية الكئيبة للرأسمالية ، إنها نشأت من تصميم الفنان علي ألا ينتج سلعاً ، وذلك في عالم أصبح كل ما فيه سلعة للبيع
فالجمال المنبعث من شعر بودلير يمثل تمثال فخم من الصخر ، هو ربة المصير الحازمة العنيدة ، كأنها ملاك الغضب يحمل السيف الملتهب . عينها تعري هذا العالم الذي يسوده القبح والابتذال واللانسانية ، إن الفقر المقنع والمرض المستور والرذيلة المكتومة تنكشف أمام هذا الجمال العاري الباهر ، كأنما تقف الحضارة الرأسمالية أمام محكمة ثورية : تري فيها الجمال يصدر حكمة وقضاءه في أبيات من الحديد المصهور .
لقد اضطر بودلير إلي المطالبة بكرامة الشاعر في مجتمع لم تعد لديه كرامة من أي نوع حتي يمنحها لأحد.
كان بودلير ينتج من أجل أسواق مجهولة ( فلم يستطع العالم الرأسمالي شراء انتاج بودلير ولو بشكل غير مباشر ) ومن هنا عبارة الفن للفن فلقد كان ينتج في انتظار جمهور متوقع ، إن فنه بعيد عن الدنيا الرأسمالية ، فقد أقصي عنه القاريئ البرجوازي بأنفة وكبرياء
...
لقد نادي الاقتصاديون الرأسماليون بمبدأ الانتاج للانتاج ، واقترن بهذا المبدأ شعاران آخران : هما العلم للعلم والفن للفن ، ومع ذلك نجد السوق في جميع هذه الحالات قابعا في الأرضية الخلفية
...
ثم تحول هذا الاحتجاج الثوري في شعر بودلير إلي تراجع صامت في شعر مالارمية
كتب نوفاليس يقول : إن الرومانسية تعني إضفاء مغزي رفيع علي الأشياء المألوفة ، وإلقاء مظهر باهر علي الاشياء المعتادة ، وإسباغ روعة المجهول علي ما تصادفه في كل يوم انتهي كلامه
أما في العالم الرأسمالي فالفرد يواجه المجتمع وحيدا دون وسيط ، غريبا بين غرباء
فكانت الرومانسية ثورية تماما ، كانت صيحة لايقاظ الشعوب حتي تنهض للكفاح ضد ظالميها الأجانب والمحليين ، كانت نداء للوعي الوطني وصراعا ضد الاقطاع والاستبداد والحكم الاجنبي
وكان من صفات الرومانسية شعور بالقلق الروحي في دنيا لا يستطيع الفنان أن يشعر فيها بالاستقرار ، وشعور بالعزلة والغربة نشأ عنه توق إلي قيام وحدة إجتماعية جديدة واهتمام بالشعب وأغانيه وأساطيره ( واكتسي الشعب في أذهان الفنانين بوحدة أسطورية )
الفن الشعبي:
الرومانسية في سعيها إلي إعادة الوحدة المفقودة بين الفرد والجماعة ، وإلي توفير الاندماج بينهما ، وفي احتجاجها علي الغربة الناجمة عن الرأسمالية ، وقد اكتشفت الاغاني الشعبية والفنون الشعبية ، فلم تلبث أن نادت بالشعب إماما لها ونادت به باعتباره وحدة عضوية متجانسة ،
...
فالفن إنما نشأ ليشبع حاجة جماعية
الفن للفن :
إن صيحة الفن للفن كما نادي بها " بودلير " هي أيضا احتجاج علي الموقف النفعي الصارخ والاهتمامات العملية الكئيبة للرأسمالية ، إنها نشأت من تصميم الفنان علي ألا ينتج سلعاً ، وذلك في عالم أصبح كل ما فيه سلعة للبيع
فالجمال المنبعث من شعر بودلير يمثل تمثال فخم من الصخر ، هو ربة المصير الحازمة العنيدة ، كأنها ملاك الغضب يحمل السيف الملتهب . عينها تعري هذا العالم الذي يسوده القبح والابتذال واللانسانية ، إن الفقر المقنع والمرض المستور والرذيلة المكتومة تنكشف أمام هذا الجمال العاري الباهر ، كأنما تقف الحضارة الرأسمالية أمام محكمة ثورية : تري فيها الجمال يصدر حكمة وقضاءه في أبيات من الحديد المصهور .
لقد اضطر بودلير إلي المطالبة بكرامة الشاعر في مجتمع لم تعد لديه كرامة من أي نوع حتي يمنحها لأحد.
كان بودلير ينتج من أجل أسواق مجهولة ( فلم يستطع العالم الرأسمالي شراء انتاج بودلير ولو بشكل غير مباشر ) ومن هنا عبارة الفن للفن فلقد كان ينتج في انتظار جمهور متوقع ، إن فنه بعيد عن الدنيا الرأسمالية ، فقد أقصي عنه القاريئ البرجوازي بأنفة وكبرياء
...
لقد نادي الاقتصاديون الرأسماليون بمبدأ الانتاج للانتاج ، واقترن بهذا المبدأ شعاران آخران : هما العلم للعلم والفن للفن ، ومع ذلك نجد السوق في جميع هذه الحالات قابعا في الأرضية الخلفية
...
ثم تحول هذا الاحتجاج الثوري في شعر بودلير إلي تراجع صامت في شعر مالارمية
0 التعليقات:
إرسال تعليق