25‏/05‏/2021

قوانين الطبيعة البشرية 49

 قوانين الطبيعة البشرية 49


الاستنتاج: یرى كل منا العالم بعدسته الخاصة التي تعطي مدرَكاته ألوانها وأشكالها، وسندعو هذه العدسة باسم: لموقف وقد عرفه عالم النفس السویسري الكبیر كارل یونغ على النحو الآتي الموقف :هو استعداد النفس للفعل أو رد الفعل بطریقة معینة.

 

واتخاذ المرء موقفًا یعني أنه مستعد لأمر محدد، مع أن ذلك الأمر إنما یكون في العقل الباطن دون الوعي؛ فاتخاذ الموقف یرادف التوجه المسبق نحو أمر محدد وهذا یعني الآتي: في مسیرة یومنا، تستجیب عقولنا لآلف المنبهات في الوسط الذي یحیط بنا، وبالاعتماد على طریقة تركیب عقولنا وبنیتنا النفسیة، هناك منبهات معینة  -من قبیل الغیوم في السماء، وتجمعات الناس- تؤدي إلى تحریضات واستجابات قویة، وكلما ازدادت استجابتنا لأمر ما ازداد اهتمامنا به. وبعضنا لدیه حساسیة لمنبهات، یتجاهلها غیره غالبًا، فإذا كنا میالین في عقلنا الباطن إلى مشاعر الحزن لأي سبب كان فالراجح أننا سنلتقط إشارات تعزز فینا هذا الشعور، وإذا كانت لدینا طبیعة متشككة فسنكون شدیدي الحساسیة لتعابیر الوجه التي تبدي أي صورة سلبیة محتملة، وسنبالغ

فیما نلاحظه منها؛ فهذا هو استعداد النفس لرد الفعل بطریقة معینة ، ونحن لا نعي مطلقًا سیر هذه العملیة، وكل ما هنالك أننا نواجه الآثار المترتبة على ما تحمله عقولنا من حساسیات ومحرِّضات؛ وهي تضاف إلى مزاجنا العام أو سیاقنا العاطفي الذي ربما ندعوه: الاكتئاب، أو العدوانیة، أو القلق، أو التحمس، أو حب المغامرة، ومع أن مزاجات مختلفة كثیرة تمر بنا، إلا أن لدینا طریقة خاصة بكلٍّ منا في النظر إلى العالم وتفسیره، تهیمن علیها عاطفة واحدة أو مزیج من العواطف؛ من قبیل العدائیة والاستیاء، وهذا هو الموقف، وقد یشعر أصحاب المواقف التي یغلب علیها الاكتئاب بلحظات من المرح، لكنهم غالبًا یمیلون إلى الشعور بالحزن؛ فیشعرون به فیما یصادفونه في حیاتهم الیومیة.

وهناك جذور للموقف الذي نحمله معنا طیلة حیاتنا:

فأولًا: أتینا إلى هذه الدنیا وفینا میول وراثیة معینة إلى العدوانیة، أو الطمع، أو التعاطف، أو الدماثة، وبوسعنا أن نلاحظ هذه الاختلافات، فعلى سبیل المثال: في حالة أبناء عائلة تشیخوف كانوا جمیعًا لدیهم استجابة تتعلق بالعقوبات الجسدیة نفسها التي یتلقونها من والدهم، فظهر عند أنطون في سن مبكرة جدا موقف السخریة، فكان یمیل إلى الضحك على العالم، ویرى الأشیاء بشيء من التجرد، وسهل علیه ذلك إعادة تقییم والده عندما أصبح وحیدًا، أما الأبناء الآخرون فكانت تعوزهم هذه المقدرة في إبعاد أنفسهم (التجرد مما حولهم)، وكان من السهل أن یبقوا حبیسي وحشیة الأب. ویبدو أن ذلك یدل على أن هناك شیئًا مختلفًا في تركیب عقل أنطون. وبعض الأبناء یكونون أشد طمعًا من الآخرین؛ فیبدو علیهم في سن مبكرة حاجتهم الشدیدة للفت الانتباه، ویمیلون غالبًا إلى رؤیة ما هو مفقود، رؤیة ما لا یحصلون علیه من الآخرین.

 

وثانیًا: هناك دور كبیر لتجاربنا الأولى وأنماط تعلقنا بالآخرین في صوغ موقفنا، فواحدنا یستبطن صوت أمه وأبیه أي: یُسكِنهما في باطنه حتى یصیرا  جزءًا منه، فإذا كان أبواه متسلطین جدا، وكثیرَي الانتقاد له فالغالب أنه سیكون قاسیًا على نفسه أكثر منه على الآخرین، وسیكون لدیه میل لانتقاد كل ما یراه.

وتأتي في الأهمیة ذاتها: التجارب التي نمر بها خارج إطار العائلة، مع تقدمنا في العمر، فعندما

یحب أحدنا أناسًا أو یعجب بهم فإنه یمیل إلى استبطان شيء من حضورهم داخلَه، فیصوغون له الطریقة التي ینظر بها إلى العالم على نحو إیجابي، وقد یكون أولئك الناس من معلمیه، أو موجهیه، أو أقرانه، ویمكن أن تترك التجارب السلبیة وتجارب الصدمات العاطفیة ونحوها آثارًا قابضة فتغلق عقولنا في وجه أي شيء یحتمل أن یعید إلینا الإحساس بالألم الذي عانیناه فیها، ویستمر موقفنا في التشكل تبعًا لما یحدث لنا، إلا أن بقایا موقفنا الأول تبقى تعیش معنا؛ فمهما تقدم أنطون تشیخوف فإنه سیبقى معرَّضًا لمشاعر الاكتئاب وكراهیة النفس.

 

وما ینبغي أن نفهمه بشأن الموقف لا یقتصر على كیفیة تلوینه مدرَكاتنا؛ بل كیفیة تحدیده بفعالیة ما یحدث لنا في حیاتنا، في صحتنا، وعلاقاتنا بالناس، ونجاحاتنا. فلموقفنا قوة ضاغطة تتحقق بذاتها.

 

وعلى الرغم من أن المواقف لها أصناف وخلائط كثیرة فبإمكاننا تصنیفها بصورة عامة بین مواقف سلبیة وضیقة، ومواقف إیجابیة ورحبة؛ فأصحاب الموقف السلبي یمیلون إلى التصرف من موقع الخوف من الحیاة، فهم یریدون في عقلهم الباطن الحدَّ مما یرونه وما یمرُّون به؛ لتكون لهم سیطرة أكبر علیه، أما أصحاب الموقف الإیجابي فینتهجون نهجًا أقل تخوفًا بكثیر، فهم منفتحون على الجدید من التجارب، والأفكار، والعواطف؛ فإذا كان الموقف یشبه عدستنا التي نرى بها العالم، فإن الموقف السلبي یضیق فتحة العدسة، أما الموقف الإیجابي فیوسعها قدر الإمكان، وقد نتنقل بین هذین القطبین لكننا بصورة عامة نمیل إلى رؤیة العالم إما بعدسة أقرب إلى الانغلاق، أو عدسة أقرب إلى الانفتاح.

 

وهناك شقان في مهمتك في دراستك الطبیعة البشریة:

أولهما: أن علیك أن تدرك موقفك الخاص، وتعي كیف یغیر في مدركاتك، ومن الصعب أن تراقب ذلك في حیاتك الیومیة؛ لأنها شدیدة القرب منك؛ إلا أن هناك طرقًا تلتقط بها لمحاتٍ منه وهو یعمل عمله، فبإمكانك أن تراه في كیفیة حكمك على الناس إذا هم غابوا عنك؛ فهل تسارع إلى التركیز على خصالهم السلبیة وآرائهم السیئة، أم أنك سمحٌ تغفر لهم عیوبهم؟! وسترى علامات واضحة لموقفك في كیفیة مواجهتك للشدائد، أو مقاومة الناس؛ فهل تسارع إلى نسیان أخطائك أو التغاضي عنها؟ وهل تلوم الآخرین عفویا على أي أشیاء حصلت لك؟ وهل تخشى أي نوع من التغییر؟ وهل تمیل إلى المحافظة على أعمالك المعتادة الروتینیة، وتجنُّب أي شيء غیر متوقع أو غیر معتاد؟ وهل تحصل على المساندة إذا اعترض أحدهم على أفكارك وافتراضاتك؟! كذلك فإنك ستلتقط علامات لموقفك في كیفیة استجابة الناس لك، وبخاصة استجابتهم غیر الكلامیة؛ فهل تراهم انفعالیین أو دفاعیین في حضورك؟ وهل تمیل إلى اجتذاب

الناس الذین ترى فیهم أنهم یؤدون دور الأب أو الأم في حیاتك؟!

 

فإذا تكونت لدیك فكرة حسنة عن بنیة موقفك ومیله إلى الإیجابیة أو إلى السلبیة، تكون قد ملكتَ قوة عظیمة لتغییره؛ لتمضي به في الاتجاه الإیجابي أكثر فأكثر.

 

أما ثاني شقَّي مهمتك : فهو أن علیك ألا تكتفي بإدراك الدور الذي یقوم به موقفك؛ بل علیك أن تؤمن أیضًا بقوته الفائقة في تغییر ظروف حیاتك، فلستَ بیدقًا في لعبة شطرنج الحیاة یتحكم بها الآخرون؛ بل أنت لاعب مؤثر، بإمكانك أن تحرك القطع بإرادتك، ویمكنك أیضًا أن تعید كتابة قواعد اللعبة، وانظر إلى صحتك بأنها تعتمد على موقفك إلى حدٍّ كبیر، فإذا شعرت بالإثارة وانفتحت على المغامرة فبإمكانك أن تستفید من ذخائر الطاقة التي لم تكن تعلم بأنك تملكها؛ فالعقل والجسم شيء واحد، وأفكارك تؤثر في استجاباتك الجسمانیة، ویمكن للإنسان التعافي بسرعة كبیرة جدا من أمراضه عن طریق الرغبة الكاملة في ذلك، وقوة الإرادة. والمرء لا یولد بذكاء محدود، ولا بقیود متأصلة فیه؛ فانظر إلى دماغك وكأنه عضو عجائبي صمِّم للتعلم باستمرار والارتقاء حتى سنٍّ متقدمة من العمر. أما الروابط العصبیة الوافرة في الدماغ، وهي قواك الإبداعیة، فهي شيء تطوره أنت إلى درجة تفتح فیها نفسك لتقبُّل التجارب والأفكار

الجدیدة، وانظر إلى مشكلاتك وإخفاقاتك وكأنها وسیلة تتعلم منها وتقوي بها نفسك، وبإمكانك النجاح في أي أمر بالمثابرة، وانظر إلى الطریقة التي یعاملك بها الناس وكأنها تنبع إلى حدٍّ كبیر من موقفك أنت، أي أنها شيء یمكنك التحكم به.

ولا تخَف من المبالغة في دور قوة الإرادة، فهي مبالغة لها هدف، إنها تؤدي إلى قوة إیجابیة ضاغطة تتحقق بذاتها، وهذا هو كل ما یهمك، فانظر في صوغ موقفك بهذه الطریقة، وكأنه أهم ما تصنعه في حیاتك، ولا تتركه للمصادفات.

 

 

الموقف السلبي

 

تمتلئ الحیاة في صمیمها بالفوضى، فلا یمكننا توقع مجریاتها؛ إلا أن الإنسان لا یستجیب بصورة جیدة للشك؛ فالناس الذین یشعرون بأنهم ضعفاء جدا وسریعو التأثر یمیلون إلى تبني موقف تجاه الحیاة یضیق تجاربهم، فیقللون بذلك من احتمال وقوع أحداث غیر متوقعة، وغالبًا ما یكون لهذا الموقف السلبي القابض جذوره في الطفولة المبكرة؛ فبعض الأطفال لا یجدون إلا قلیلًا من التشجیع والمساندة في مواجهة العالم المخیف، فتتطور عندهم أسالیب نفسیة مختلفة لتضییق ما علیهم رؤیته وتجربته، ونراهم یبنون دفاعات متقنة، تمنع وجهات النظر الأخرى من الدخول في عقولهم. ویصبحون منشغلین بأنفسهم أكثر فأكثر، وفي معظم الحالات یتوقعون الأشیاء السیئة، وتدور أهدافهم في الحیاة حول إحباط التجارب السیئة وتحییدها لیستطیعوا التحكم بها جیدًا، ومع تقدمهم في العمر یصبح هذا الموقف عندهم أكثر رسوخًا، وأكثر ضیقًا، مما یجعل حدوث أي نوع من النمو النفسي أمرًا مستحیلًا تقریبًا.

 

ولهذه المواقف قوة ضاغطة في إتلاف النفس، وصاحبها یجعل الآخرین یشعرون بالعواطف السلبیة نفسها التي تهیمن على موقفه؛ فیساعد ذلك في تثبیته على معتقداته في الآخرین إذ یظهرون تجاهه عواطف سلبیة، ولا یرى الدور الذي تقوم به تصرفاته، وكیف أنه غالبًا من یثیر الاستجابة السیئة، فكل ما یراه هو اضطهاد الناس له، أو الحظ العاثر الذي یغلبه، وبتنفیره الناس منه تتضاعف صعوبة تحقیق أي نجاح له في الحیاة، فیزداد موقفه سوءًا نتیجة عزلته، لقد عَلِق في حلقة مفرَغة.

 

ونذكر فیما یأتي الصور الخمس الأكثر شیوعًا للموقف السلبي، واعلم بأن العواطف السلبیة فیها قوة دمج؛ فالإنسان الغاضب یكون أكثر میلًا من غیره إلى الشعور أیضًا بالتشكك، والمخاوف العمیقة، والاستیاء، وما إلى ذلك؛ لذلك فإننا غالبًا ما نجد دمجًا من هذه المواقف السلبیة المختلفة، وكلٌّ منها یغذي الآخر ویعززه، وهدفك هو أن تمیز العلامات المختلفة لهذه المواقف الموجودة فیك بصورة مستترة ومخففة، وتقتلعها من نفسك؛ أما إذا أردت أن تراها بصور أوضح في الناس الآخرین، فالأفضل لك أن تفهم أولًا وجهة نظرهم في الحیاة؛ وتتعلم كیف تعامل الناس من أصحاب هذه المواقف.

 

1-  الموقف العدواني: یبدي بعض الأطفال موقفًا عدوانیا في سنٍّ مبكرة جدا، فترى أحدهم یفسر الفطام وانفصال أمه الطبیعي عنه بأنه تصرف عدواني، وهناك أطفال كتب علیهم معاملة أب یحب معاقبتهم، وإصابتهم بالأذى؛ وفي الحالتین: یطل الطفل على عالم یبدو له مشحونًا بالعدوانیة، ویكون جوابه علیه هو السعي إلى السیطرة علیه، بأن یصبح هو نفسه مصدر العدوانیة؛ فعلى الأقل لن تعود العدوانیة عشوائیة، ومفاجئة للغایة، فإذا تقدم في العمر فإنه یصبح بارعًا في إثارة الغضب والإحباط في الآخرین، فیبرر بذلك موقفَه الأصلي بثوران الآخرین وإحباطهم وبلا سبب واضح فتراه یقول أترَون: هؤلاء الناس ضدي أي إنني مكروه.

 

وفي العلاقة الزوجیة، یتهم الزوج صاحبُ الموقف العدواني زوجتَه بأنها لا تحبه حق المحبة؛ فإذا عارضت قوله واتخذت موقفًا دفاعیا فإنه سیرى في ذلك علامة على أنها تحاول جاهدة إخفاء الحقیقة بعدم حبها له في ظنه، وإذا أُجبرت على السكوت فإنه یرى في ذلك علامة على أنه كان على حق منذ البدایة. ونتیجة الارتباك الذي یصیب الزوجة، فمن السهل أن تبدأ بالشعور بشيء من العدوانیة من جانبها؛ فتثبت بذلك رأیه فیها، ولدى أصحاب هذا الموقف حیل كثیرة أخرى في جعبتهم لاستفزاز العدوانیة التي یریدون في سریرتهم أن یشعروا بأنها موجهة ضدهم؛ فترى أحدهم یتراجع عن التعاون في مشروع في أسوأ اللحظات، أو تراه یتأخر باستمرار، أو یقوم بعمله على أسوأ حال، أو یتعمد إعطاء انطباع أولي سلبي، لكنه لا یرى أبدًا أي دور له في استثارة رد الفعل.

 

وتتغلغل عدوانیته في كل شيء یفعله؛ في الطریقة التي یجادل فیها ویستفز الآخرین فهو دائمًا على حق؛ وفي دعاباته ذات المسحة البغیضة؛ وفي طمعه الذي یستجلب به انتباه الآخرین؛ وفي المتعة التي ینتشي بها إذ ینتقد الآخرین ویرى إخفاقاتهم، وبإمكانك تمییزه من سهولة تحوله إلى الغضب في هذه الحالات إذا لم تسر الأمور على ما یشتهي وهو یصف حیاته بأنها ملأى بالمعارك مع الآخرین، وخیانات الآخرین، واضطهاد الآخرین له؛ والظاهر أن كل ذلك لیس نابعًا منه، وجوهر الأمر أنه یسلط مشاعره العدوانیة على الآخرین، ویعد العدة لقراءتها في غالبیة تصرفاتهم واضحة البراءة، فهدفه في الحیاة هو أن یَشعر بالاضطهاد، وأن یطمح إلى صورة من صور الانتقام بسبب ما یشعر به من ذلك الاضطهاد، وهذا الصنف من الناس یعاني بصورة عامة من مشكلات في حیاتهم المهنیة، بسبب اشتعال غضبهم وعدوانیتهم مرارًا

وتكرارًا، وهذا ما یعطي أحدهم شیئًا إضافیا یشتكي منه، فیلوم على أساسه العالمین جمیعًا لأنهم یقفون ضده.

فإذا لاحظت علامات على هذا الموقف في نفسك فإن هذا الوعي الذاتي یعد خطوة عظیمة لك في طریق التخلص منه، كذلك فإن بمقدورك أن تجرب التجربة البسیطة الآتیة: تعامل مع الناس الذین تقابلهم للمرة الأولى، أو الذین لا تعرفهم إلا معرفة سطحیة، تعامل معهم بأفكار إیجابیة متنوعة من قبیل  أنا أحبهم و  یبدون من أصحاب الفهم والبراعة ونحو ذلك. ولا تجعل هذه العواطف منطوقة في كلامك؛ بل اعمل جاهدًا على أن تُشعرهم بها، فإذا استجابوا لك بشيء عدواني أو دفاعي فاعلم أن العالم یقف فعلًا ضدك، والراجح أنك لن ترى منهم ما یمكنك تفسیره تفسیرًا سلبیا؛  ولو بدرجة طفیفة؛ فالحق أنك سترى منهم نقیض ذلك أي أنك سترى منهم مواقف

إیجابیة یبادلونك بها مشاعرك الإیجابیة؛ فمن الواضح آنذاك أن مصدر أي استجابة عدوانیة خارج التجربة؛ حیث لا تظهر مشاعرك الإیجابیة إنما هو أنت.

 

وفي تعاملك مع غلاة هذا الصنف من الناس، اعمل جاهدًا بكل استطاعتك على ألَّا تستجیب لهم بالخصومة والعدائیة التي یتوقعونها فیك؛ بل حافظ على حیادك، فهذا الأمر سیربكهم، ویوقف مؤقتًا اللعبة التي یلعبونها، إنهم یتغذون بعدائیتك، فلا تمدَّنَّهم بهذا الغذاء.

 


0 التعليقات: