02‏/02‏/2012

روح الشرائع 16

روح الشرائع 16

الناس يزيدون رغائب واحتياجات وأهواء إذا كانوا معاً.

الهامش: قال مؤلف قصة النحل: " إن الإنسان في إحدي المدن الكبيرة يلبس فوق ما تقتضيه حاله ، ليزيد احترام الجمهور له، فهذه اللذة للنفس  الضعيفة تكون من العظم ما يعدل قضاء جميع رغائبها.

القوانين المقيدة للترف في الديمقراطية

كلما استقر الكمالي بالجمهورية تحولت النفس نحو المصلحة الخاصة ، وأما الرجال الذين لا يحتاجون إلي غير الضروري فلا يبقي ما يرغبون فيه سوي مجد الوطن والمجد الخاص ، ولكن النفس التي أفسدها الكمالي ذات رغائب كثيرة ، وهي لا تلبث أن تصبح عدو القوانين التي تزعجها .


الكمالي أمر ضروري في الدول الملكية وكذلك في الدول المستبدة ، والكمالي في الأولي هو استعمال ما يُملك عن حرية ، وهو في الثانية سوء استعمال ما ينال من المتع عن عبودية ، واواقع أن السيد إذ ما اختار عبداً له ليجور علي عبيده الآخرين لم يجد ذلك العبد ، المرتاب مما في الغد من طالع كل يوم ، سعادة غير إرواء زهو كل يوم ورغائبه وشهواته.
ويُسفر ذلك كله عن فكرة واحدة ، وهي أن الجمهوريات تنتهي بالكمالي وأن الملكيات تنتهي بالفقر.

الدولة كلما كانت فقيرة خربت بكماليها النسبي، ومن ثم زاد اضرارها إلي قوانين مقيدة للترف نسبية، وأن الدولة كلما كانت غنية أغناها كمالها النسبي فوجب احترازها من وضع القوانين النسبية المقيدة للترف ، و

الكمالي في الصين

من مراسيم أباطرة الصين الجميلة ، ومن قول إمبراطور من آل تانغ: " إن من مبادئ قدمائنا أنه إذا وُجد رجل لا يحرث وامرأة لا تغزل قاسي أناس في الإمبراطورية  ألم  البرد والجوع..." وقد استند إلي هذا المبدأ فأمر بهدم ملا يحصيه عد من الأديار البرونزية.

0 التعليقات: