29‏/11‏/2014

حرب العصابات في قبرص 10

حرب العصابات في قبرص 10


     تم تحديد آلية ما الذى ستبدأ فيه الحركه عملياتها ضد السلطات البريطانية , وأصر مكاريوس على ان تقتصر العمليات على المراكز الحكوميه والنشأت العسكريه , وعلى ان تتفادى من ايقاع خسائر فى الارواح كما رفض اقتراحا تقدم به ديجينيس لشن نوع من حرب العصابات محتجا بان مثل هذه الحرب سوف تؤدى الى سفك الدماء .

الثورات ليست طريقا مفروشا بالورود

     فى الساعات الاولى من صباح الاول من ابريل سنه 1955 استيقظ سكان المدن الرئيسيه فى قبرص على دوى سلسله من الانفجارات تهزها هزا عنيفا , وقد تبين فيما بعد ان هجمات قد شنت على دور الحكومه والمنشات والمبانى العسكريه ومرتكز البوليس وقدرت الخسائر الناتجه عن تلك الانفجارات وما سببته من الحرائق بنحو 60000 جنيه استرلينى .

     ففى مدينه نيقوسيا شملت الانفجارات محطه الاذاعه ومكتب سكرتير وزاره المستعمرات , ومبنى اداره التعليم وثكنات وولزلى كما هوجمت فى كل من مدينتى لارناكا مراكز البوليس ودور المحاكم , وشهدت اجزاء اخرى من قبرص هجمات مماثله كانت اهدافها الرئيسيه مركز البوليس , والنشات العسكريه . ولم تقع اية خسائر فى الارواح فى جميع هذه العمليات باستثناء احد الشبان القبارصه اليونانيين الذى صعقه التيار الكهربائى عندما كان يحاول قطع احد الاسلاك الكهربيه , وقد عثر على جثته تحت برج الاسلاك الكهربيه .

    
     وفى الوقت نفسه كانت المنشورات توزع فى مدينه نيقوسبا وفى جميع انحاء الجزيره تعلن للشعب بدء الجهاد , وكانت هذه المنشورات تحمل اسم ايوكا وتوقيع ديجينيس , وقد استهلت منظمه ايوكا البيان ( بالابتهال الى الله عز وعلا بان يمدها بالعون والاعراب عن ايمانها المطلق بعداله الكفاح القومى لتحرير البلاد من الحكم البريطانى كما حث البيان شعب قبرص على ان يثبت للعالم انه جدير بتاريخ اسلافه اليونانيين وان يبرهن على ذلك بالاعمال كما اكد البيان للشعب بأن العدالة والحق انما هما فى جانب المناضلين ) .

    ومضى البيان يذكر الدبلوماسيين الدوليين من اعذاء الامم المتحدة بما فعلته ايديهم ويخاطبهم قائلا : ( انه لمن العار فى القرن العشرين ان تجد شعوبا كثيره انها مضطره الى سفك دماء بنائها من اجل الحصول على حريتها , الحريه التى ناضل القبارصه من اجلها جنبا الى جنب مع الدول الديمقراطيه فى صراعها ضد الفاشستيه فى الحرب العالمية الثانية ) .

      واختتم البيان كلمته بالشعار التالى : ( هيا معا الى الامام من اجل حرية قبرص ) .

     كان هذا البيان دعوة صريحة الى الثورة المسلحة
 وكان اول نداء يوجهه مواطن يونانى وضابط فى الجيش اليونانى الى القبارصة فى قبرص وذلك منذ عهد ايفاغوراس ملك سلاميس (المدينة التى كانت قائمة بجوار مدينة فاماجوستا الحلية) والذى قاد حربا استمرت عشرين عاما للاطاحه بحكم الفرس قبل 25 قرنا مضت .


   كان البيان ايذانا ببدء الثوره فى قبرص .

0 التعليقات: