ماذا حدث للمصريين ؟ 11
مركز المرأة
كانت أمى تمثل جيلا
كاملا من النساء المصريات اللاتى تربين وترعرعن على نظرة غريبة حقا إلى الرجال ،
تدور على إعتبارهم فى الأساس مصدر أمنهم الإقتصادى ، ولكنه مصدر غير موثوق به ،
ومعرض للتقلب والتحول فى أى لحظة ، ومن ثم فعليهم التدرب على فن الإبقاء عليه ،
وإتقان هذا الفن ،وإلا تعرضن لمصير لا يحسدن عليه .
إنى لا أبالغ بالقول
بأن العلاقة بين الزوجين كانت بناء على ذلك اقرب إلى العلاقات السياسية التى
تحكمها فنون الحرب والدبلوماسية والملاوعة والمراوغة منها إلى العلاقات العاطفية .
كانت المرأة أيام أمى
، إذا إمتدحت الرجل ، أشادت فى الأساس بأنه " لا يترك شيئا يحتاجه البيت إلا
قام بتلبيته " .
أفضل الرجال كان هو"
سخى اليد " وأسوؤهم هو من ينفق أمواله " خارج البيت " ، على الكيف
أو القمار أو النساء .
وكانت تغتفر له أشياء
كثيرة ، مما لا تغتفر له الآن ، إذا كان ينفق بسخاء على أهل بيته .
كان الحزن الذى يخيم
على أغانى الحب طوال النصف الأول من القرن ، واليأس التام من ملاقاة الحبيب ،
ولهيب الشوق الذى لايمكن إطفاؤه ...إلخ ، كلها تعكس إنفصالا حديديا بين الجنسين ،
أو زواجا لم يكن لأحد الطرفين اليد العليا فى إتمامه .
يجب ألا ننخدع كثيرا
بالحجاب الذى ترتديه المرأة المصرية بكثرة فى أيامنا هذه ، فنظن أنه يقترن برجوع
المرأة المصرية إلى الوراء ، فالحقيقة غير ذلك تماما .
لقد حققت المرأة المصرية فى الخمسين عاما
الماضية درجة تستحق الإعجاب حقا من الإستقلال الإقتصادى ومن التفتح ومن الثقة
بالنفس ومن الجرأة على التعبير عن نفسها ومشاعرها الحقيقية .
0 التعليقات:
إرسال تعليق