02‏/11‏/2009

دستور أمة الإسلام - جمل مختارة 16

المادة الثالثة :

المادة الثالثة تبين لنا العناصر المكونة للأمة

أ- المهاجرون من قريش علي ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين..
ب- وبنو عوف علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
ج- وبنو ساعدة علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
د- وبنو الحارث علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
ه- وبنو جشم علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
و- وبنو النجار علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين...
ز- وبنو عمرو بن عوف علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين...
ح- وبنو النبيت علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين...
ط- وبنو الأوس علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين...

" المهاجرون من قريش علي ربعتهم يتعاقلون بينهم ، وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين "
ومعني " علي ربعتهم" ينظمون أمورهم علي الطريقة التي مضوا بها إلي الآن مادامت لا تتعارض مع الإسلام

ومعني يتعاقلون معاقلهم الأولي : أي يشتركون فيما بينهم في دفع ديات من يقتلونه أو يجرحونه من غيرهم ، تعويض من قتل أو جرح منهم علي اشتراك بينهم في ذلك . أما المهاجرون فقد تركوا – بهجرتهم – معاقلهم أي دياتهم ، فهم يشتركون في دفع دياتهم الجديدة مشتركين

...

وماذا نستنتج من النص علي ذلك مع كل قبيلة واحدة واحدة من هذه الوحدات القبلية بالاسم ؟ مثل بنو عوف
وبنو ساعدة
وبنو الحارث
وبنو جشم
وبنو النجار
وبنو عمرو بن عوف
وبنو النبيت
وبنو الأوس

معناه أن أمة الإسلام من الممكن أن تتألف من وحدات سياسية كل منها مستقلة عن الأخري في شئونها الداخلية وشئونها المالية بشرط أن تجتمع كلها علي الإيمان والجهاد والذياد عن حوض الأمة وأراضيها كلها مجتمعة
..

ومعني ذلك مرة أخري أن أمة الإسلام الجامعة ، أمة أحرار ، لم يكن من الضروري قط أن تخضع لنظام سياسي واحد أو سلطان مركزي واحد .. بل من الممكن أن تربط وحداتها بعضها إلي بعض رابطة رمزية هي التي سماها أبو بكر " خلافة" .. وهي مصطلح بعيد كل البعد عن معني الملك أو السلطان أو الدولة أو الإمبراطورية وذلك هو لباب الفلسفة السياسية لأمة الإسلام .

ولهذا سمي الرسول صلي الله عليه وسلم رجاله بالعمال ، جمع عامل والمراد به العامل علي الصدقة ( والعاملين عليها ) والعامل في الحقيقة ليس حاكما إنما هو الرجل الذي يرسله الخليفة ليعمل علي تحقيق معني الإخاء بالعمل علي الصدقات أو الزكوات

هنا نفهم الفرق بين عمال أبي بكر هؤلاء وعمال معاوية الذين كانوا مرازبة وحكاما عسكريين من أمثال زياد بن أبيه وعبيد الله بن زياد والحجاج بن يوسف

أمة الإسلام إذن فدرالية ، مثلها في ذلك مثل الكانتونات السويسرية أو الولايات المتحدة الأمريكية . قررها الرسول صلي الله عليه وسلم وأصحابه ونفذها السويسريون والأمريكيون ، أما نحن فانتكسنا وارتكسنا وجعلناها كسروية أو قيصرية .
أرأيت معي الانكسار القاتل الذي أصاب الاتجاه السياسي الإسلامي ؟

...
فهؤلاء لم يكونوا عمالا لخليفة مسلم ، إنما كانوا نواب ملوك يضربون الناس ويذلونهم ويحبسونهم ويقتلونهم ، وواحد منهم دبر اغتيال الحسين بن علي رضي الله عنه وعن آله أجمعين .