28‏/02‏/2009

شرح الأصول- الإجماع - جمل مختارة 13

الإجماع

الإجماع : هو إتفاق مجتهدي هذه الأمة بعد النبي صلي الله عليه وسلم علي حكم شرعي

من أدلة حجيته قوله تعالي" فإن تنازعتم في شيئ ردوه إلي الله والرسول .." دل علي أن مالم يتنازعوا فيه هو حق

وقوله صلي الله عليه وسلم " لا تجتمع أمتي علي ضلالة"

أنواعه:

1- قطعي: ما يعلم وقوعه بالضرورة كلإجماع علي وجوب الصلاة وتحريم الزنا يكفر مخالفه إذا كان ممن لا يجهله .

2- ظني: ما لا يعلم إلا بالتتبع والإستقراء
الراجح فيه قول شيخ الاسلام ابن تيمية " الإجماع الذي ينضبط ما كان عليه السلف الصالح إذ بعدهم كثر الإختلاف وانتشرت الأمة (العقيدة الواسطية)" السلف الصالح القرون المفضلة الثلاثة.

شروطه:
1- أن يثبت بطريق صحيح ( مشهوراً بين العلماء – أو ناقله ثقة واسع الإطلاع )
2- ألا يسبقه خلاف مستقر ( القوال لا تبطل بموت قائليها) الخلاف الغير مستقر مثل ؟أن يختلف أصحاب هذا القرن ثم يتفقون فهذا يصلح بعده الإجماع.


هل يشترط إنخرام عصر المجمعين ؟

الصحيح لا يشترط إنخرام عصر المجمعين فينعقد الإجماع من أهله بمجرد إتفاقهم ، ولا يجوز لهم ولا لغيرهم مخالفته بعد وهو قول الجمهور .

الإجماع السكوتي: ( ويستعمله كثيرا صاحب المغني)

وهو أن يقول بعض المجتهدين قولاً أو يفعل فعلاً واشتهر بذلك بين أهل الاجتهاد ولم ينكروه مع قدرتهم علي الإنكار.

أقرب الأقوال فيه :

إن انقرضوا قبل الإنكار فهو إجماع لأن استمرار سكوتهم إلي الانقراض مع قدرتهم علي الانكار دليل علي موافقتهم لا سيما في عصر الصحابة والتابعين ، لغلبة الورع والدين

شرح الأصول- القياس- جمل مختارة 14

القياس

القياس : تسوية فرع بأصل في حكم لعلة (المعني الذي ثبت بسببه حكم الأصل) جامعة بينهما .
كل مثل ضربه الله في القرآن دليل علي القياس

شروطه:
1- أن لا يصصادم دليلاً أقوي منه نص أو إجماع .
2- أن يكون حكم الأصل ثابتاً بنص أو إجماع
3- أن يكون لحكم الأصل علة معلومة ( فلا يصح في التعبدي المحض كأصل مشروعية العبادات)
4- أن تكون العلة مشتملة علي معني مناسب للحكم يعلم من قواعد الشرع إعتباره (إن كان المعني وصفاً طردياً لا مناسبة فيه لم يصح التعليل كعبد أسود في حديث بريرة"
5- أن تكون العلة موجودة في الفرع كوجودها في الأصل

أقسامه :

1- قياس جلي: ما ثبتت علته بنص أو إجماع ، أو كان مقطوعاً فيه بنفي الفارق بين الأصل والفرع

نص مثل " قياس المنع من الاستتجمار بالدم النجس الجافقياسا علي الروث إنه ركس"
ومثل " تحدث إثنان بلغة ثانية بطريقة تحزن الثالث بينهم"
إجماع مثل " لايقضي القاضي وهو غضبان " كذا وهو حاقن لأن العلة تشويش الفكر وإنشغال القلب

مقطوعا بنفي الفارق مثل : " تحريم إتلاف مال اليتيم باللبس قياساً علي الأكل


2- خفي: ما ثبتت علته باستنباط ولم يقطع فيه بنفي الفارق بين الأصل والفرع ( وهذا ما أنكره الظاهرية )

3- قياس الشبه : أن يتردد فرع بين أصلين مختلفي الحكم وفيه شبه بكل منهما فيلحق بأكثرهما شبهاً به.
مثال: العبد هل يملك بالتمليك أم لا ؟
يملك قياساً علي الحر
لا يملك قياساً علي البهيمة

4- قياس العكس : إثبات نقيض حكم الأصل للفرع لوجود نقيض علة حكم الأصل فيه


فائدة " كل مباح يستغني به الإنسان عن الحرام فله فيه أجر"
الدليل قول الرسول صلي الله عليه وسلم " وفي بضع أحدكم صدقة "

شرح الأصول- الإجتهاد والتقليد - جمل مختارة 18

الإجتهاد والتقليد


الاجتهاد : بذل الجهد لإدراك حكم شرعي

شروط الإجتهاد :

1- أن يعلم من الأدلة الشرعية ما يحتاج إليه في إجتهاده .
2- أن يعرف ما يتعلق بصحة الحديث وضعفه كمعرفة الإسناد ورجاله وغير ذلك.
3- أن يعرف الناسخ والمنسوخ ، ومواقع الإجماع .
4- أن يعرف من الأدلة ما يختلف به الحكم من تخصيص أو تقييد أو نحوه.
5- أن يعرف من أصول الفقه واللغة ، ما يتعلق بدلالات الألفاظ كالعام والخاص ، والمطلق والمقيد ، والمجمل والمبين و ...
6- أن يكون عنده قدرة يتمكن بها من استنباط الأحكام من أدلتها

هل الإجتهاد يتجزأ ؟

نعم الإجتهاد يتجزأ علي الصحيح من الأقوال

التقليد : اتباع من ليس قوله حجة

أنواع التقليد :

1- خاص : أن يأخذ بقول معين في قضية معينة يجوز إذا عجز عن معرفة الحق بالاجتهاد.
2- عام: أن يلتزم مذهباً معيناً يأخذ برخصه وعزائمه و جوبه خلاف الإجماع ابن تيمية توقف في جوازه.

مواضع التقليد :
المجتهد : إذا وقعت حادثة فورية لا يتمكن من النظر فيها .
العامي: الذي لا يستطيع معرفة الحكم بنفسه.


فتوي المقلد : جائزة عند الحاجة وعدم وجود العالم المجتهد وهذا أصح الأقوال

شرح الأصول- المفتي والمستفتي - جمل مختارة 17

المفتي والمستفتي جمل مختارة

الفتوي ( علم وملكة وقدرة)

الفرق بين المفتي والقاضي ، يمتاز القاضي بالفصل والإلزام


شروط جواز الفتي:

1- أن يكون المفتي عارفاً بالحكم يقيناً أو ظنا غالباً راجحاً وإلا وجب عليه التوقف .

2- تصور السؤال تصوراً تاماً

3- أن يكون هاديئ البال ، فلا يفتي إذا كان غاضباً أو مهموم أو به ملل


شروط وجوب الفتوي:

1- وقوع الحادثة المسئول عنها " إلا أن يكون طالب علم أو سؤال للتعلم"

2- ألا يعلم من حال السائل أن قصده التعنت أو تتبع الرخص أو ضرب آراء العلماء بعضهم ببعض.

3- ألا يترتب علي الفتوي ما هو أكثر منها ضرراً ( شرط جواز لا ووجوب ).


ما يلزم المستفتي :

1- أن يريد الحق والعمل به ، لا تتبع الرخص ، وإفحام المفتي.

2- ألا يستفتي إلا من يعلم أو يغلب علي ظنه أنه أهل الفتوي وأن يختار أوثق المفتين علماً وورعاً (وقيل ينبغي وهو الصواب).

العلماء ثلاث :

1- عالم أمة : إذا قيل له عن شيئ حرام قال الناس واقعون في هذا فسهلوا علي الناس ، خففوا علي الناس ، أي ينظر ما الأمة عليه ويحكم بما يوافق الهوي .

2- عالم دولة : ينظر هوي الدولة وماذا تبغيه فيفتي به.

3- عالم ملة : يتبع ما دلت عليه املة الإسلامية ،سواء وافق الحكام وآراء العامة أم لا .

شرح الأصول من علم الأصول

شرح الأصول من علم الأصول

اسم الكتاب : شرح الأصول من علم الأصول
اسم المؤلف : العلامة محمد بن صالح العثيمين
دار النشر : دار البصيرة
عدد الصفحات : 672

25‏/02‏/2009

فن القول - جمل مختارة 4


المحدثين الغربيين

حسبنا من حديث المنهج ( منهج تدريس البلاغة ) عند غيرنا ، أن نصف أسلوب الدرس البلاغي ، الذي يؤثره الغربيون جملة ، والطريقة التي بها يتناولون هذه الأبحاث ويعلمون هذه المادة الأدبية ، لندرك ما يمتاز به منهجهم ، وما انتفعوا به فيه بمستحدث دراساتهم النفسية والفنية ، إلي تجاربهم في التربية ورياضة النشء وتقدير قواهم المختلفة

ومن هذا نلحظ :
1- الصلة الوثقي بين البلاغة والفنون
2- تنسيق العناصر الأدبية
3- ربط هذا الدرس بالثروة الأدبية لللغة المدروسة
4- إقامة الدرس علي أساس وجداني ذوقي لإيقاظ قوة الملاحظة الفنية (يعرضوا قطعتين أدبيتين لوصف شيئ واحد ، وقد صيغتا من كلمات واحدة)



منزلة اللغة:

الصلة وثيقة بين وجودنا السياسي وحياتنا اللغوية ، وبين كياننا العالمي ووجودنا اللساني، وبين كرامتنا الدولية ومكانتنا الأدبية ، فتلك كلها وشائج متواصلة وأواصر متداخلة

مشكلات الفصحي من العامية:

لقد سببت العامية للفصحي الآلام شتي آلام مادية وهي ان العامية تغتصب من الفصحي أماكنها في الحياة ، فتغتصبها عن الأفواه وتجنبها الألسن ، وبذلك تحول دون قربها من القلوب وتعلق الأهواء ، فتزيدها ضعفاً علي ما أضعفتها به المنافسات الإجتماعية ، من لغات غالبين ظافرين وحاكمين مسيطرين ، قديما وحديثاً ،

أما الآلام المعنوية ، ذلك ان اللغة بما هي أداة التفاهم تكون سجل حياة الأمة ، وديوان عواطفها ومشاعرها ومتحفاً صوتياً لحضارتها وماضيها ، تحفظ الآثار التاريخية المادية أو أكثر وتكون صلة وثقي بين ماضي الجماعة السحيق ، وحاضرها الشاهد ، تربط الأولين السابقين والخالفين اللاحقين ، برباط نفسي كتلك الروابط العقلية والتقليدية ، أو هو اوثق وأظهر فقد أفسدت العامية هذا كله علي الفصحي ، إذ حالت بينها وبين مزاولة الحياة ، والتغلغل في جوانبها المختلفة وأطرافها ، فلم تهيء لها المقدرة علي التدرج الدائم والتجدد المستمر والنماء المساير لأوضاع هذه الحياة كلها شيئا فشيئا


الهدف من إعادة الفصحي وتقريبها

هي أن نقرب الفصحي في ذوقها الصوتي ، والموسيقي من آذان أبناء اليوم ، وأن تخف في وزنها وصوغها علي ألسن اليوم ، وأن تتسع ةتمرن لحاجات أبناء اليوم ، وأن تستجيب وتسعف ، من فروق المعاني وسائغات الصيغ التي جلبتها حياة اليوم ، هذا ما نريد
وليس أن نرد هذه الفصحي إلي صورة لها قديمة بدت بها أو راجت في عصر قد مضي ، وعلينا ان نستفيد ما بين الفصحي والعامية من نسب وسبب واقتراب واتفاق

أصل عام

وهو ألا يشعر متعلم العربية الفصحي حين يبدأ تعلمها أنه يتعلم لغة أخري أجنبية ، تختلف إختلافا جوهريا ، عن لغة الحياة ، التي يستطيع الطفل أن يعتمد عليها قبل دخوله المدرسة ويجد فيها وفاء حياته اللسانية وحياة قومه و أهله


بسبب عزلة الفصحي ظهرت :
1- كلمات مستحدثة لمعان مستحدثة
2- كلمات مقربة قد واتاها الاستعمال حتي بدت عامية وهي فصحي
3- كلمات مهملة قد أخطأها الاستعمال
4- كلمات ترف (المراد بها المترادفات )


الرغبة في ترويج فصحي صالحة لعصرها ، لا فصحي من قواميسها وماضيها ومخلفاتها ، ثم نزاول ذلك غير معادين للعامية ولا ناسين ما فيها من مادة الفصحي وخصائصها

وتنقسم الفصحي إلي ثلاث
1- متن اللغة ( المفردات)
2- النحو
3- البلاغة


الشعور بغرابة الفصحي وأجنبيتها هو أساس العقدة النفسية في تعلمها ، يجب أن يشعر الطفل حين يتعلم العربية والفصحي أنه إنما يتعلم الرقة والأناقة في الحديث والكلام الذي يليق بتلميذ المدرسة المتعلم المهذب

هدف عام

هو الغرض الاجتماعي من تعلم الفصحي


ثلاث نواح للحياة الوجدانية تلتقي في أفق واحد وتتنفس في جو واحد وهي:
الدين والفلسفة الفنية والفن العملي

غاية البلاغة في أمة ، تتصل بغاية تلك الأمة في حياتها وتتجه نحو هدف تلك الجماعة في وجودها

الفن القولي قوة في الدعوة الدينية كما هو قوة في النضال الدنيوي

غاية البلاغة صناعة الجيد وإدراك الجيد إلا أن هذا الادراك للجيد ليس هو النقد صناعة واحترافا أو رياضة وتعليماً ، بل هو استمتاع روحي ، وتلذذ وجداني ، يسعد النفس ويرفع مستوي الحياة
لابد من تخليص الحياة من تلك المواجهات اللاهوتية ، في أضيق معانيها وهاتيكم التحكمات التي ينعزل أصحابها عن الحياة ، ويريدون - عبثاً – ليقودوا الحياة ويوجهوها من هذا المعزل المنقطع ، فينتهي بهم الأمر إلي أن يخسروا جهدهم في هذا السبيل ويخسروا الناس أشياء كثيرة ثم لا يظفرون بما حاولوه وطمعوا فيه من توجيه الحياة إلي وادي الموت


الحياة الإنسانية قد صارت موضع دراسات مختلفة ، في سبيل استكمال قوي الانسان النفسية ، ليكون أقوي ما يستطاع إنتاجاً ، وأقدر ما يمكن تمثلاً للحياة ، وانتفاعاً بما في الكون حوله من منح ونعم


البلاغة التي نريد:

هي الدرس الذي يعلم الأحسن والأجمل من الكلام

وهي في ترتيب المعرف والثقافات فن من الفنون الجميلة ، أساسه القول الممتاز ، وأداته الكلمة
وفي تدرج الدرس اللغوي تكون مرحلة من الحسن ، تجيئ بعد الصحة
درس فني ، شقيق وصنو سائر أفراد الأسرة الفنية ، من سمعية وبصرية إذ هي تعبير عن الإحساس بالجمال ، تتصل من ذلك بأرقي وأنبل وأصفي ما تستطيعه الروح الإنسانية


24‏/02‏/2009

فن القول - جمل مختارة 3

فالنهضة العربية كانت نهضة أدبية ، فمعجزة هذه الأمة القرآن ، فكانت نهضة دينية ثم نهضة إجتماعية فعسكرية فنهضة سياسية فنهضة علمية ثم رقي عملي وغني مادي فرقي فني عام

الفنون الجميلة
( اللون – الصوت – الحجر – الرخام – الكلمة )


الأدب هو فن الكلمة

ألزم فن بين الفنون جميعاً وأجداها ، هو ولا شك فن الكلمة ، فكلنا نستعمله دون أن نفكر فيه

مراحل العمل الفني الأدبي:
1- الإيجاد
2- التعبير
3- الترتيب


الإيجاد : هو الظفر بأفكار وأحاسيس وأخيلة ويقوم علي :

1- الإرادة
2- الملاحظة
3- القراءة
4- التأمل
5- الإخلاص

تعلم اللغة باستعمالها وممارستها
ودراستها تكون بالمحادثة
وعماد درسها الأذن واللسان
والغرض منه :1- نفعي عملي 2- تهذيبي علمي

حين بدأت تظهر الدراسات البلاغية كانت اللغة العربية (الفصحي) تحولت إلي لغة ميتة مفصولة معزولة عن واقع الحياة ، فكانت قد دخلت العامية محلها وصارت هي لغة التخاطب والتحاور ولغة الحياة ، لذا أثر ذلك في مناهج دراستها

وتكلم في الدراسات البلاغية :
1- المتكلمون ومهمتهم كانت جدلية برهانية
2- الأصوليون وهم أصحاب صناعة قانونية
3- البيئة الأدبية العامة

وظهرت في دراسة البلاغة مدرستان
1- مدرسة المتكلمين (المدرسة الكلامية- بلاغة الفلاسفة )
وخصائصها :

· إصدار أحكام عقلية في المسائل البلاغية ( الأمور الوجدانية)
فالأحكام عقلية ( صواب وخطأ- حقيقة وباطل)
أو خُلقية (خير وشر – فضيلة ورزيلة )
أو فنية (حسن وقبح – جمال ودمامة)
· إقتباس المظاهر المنطقية والفلسفية في أبحاث تنقل إلي كتب البلاغة أو أساليب وطرائق تتبع وتلتزم
· الجور علي الناحية الأدبية في ظواهر مختلفة ( الإقلال من الشواهد الأدبية – عدم العناية بالناحية الفنية في إدراك خصائص التراكيب، واستعمال المقاييس الحكمية)

2- مدرسة الأدباء ( المدرسة الأدبية – العرب البلغاء)
وخصائصها:
مجافاة الأحكام النظرية والشعور بجورها علي العمل الفني وعدم التحاكم إلي المنطق الميزاني ، والاعتبار العقلي

23‏/02‏/2009

فن القول - جمل مختارة 2

التجديد

التجديد له غرض قريب وهو تسهيل الدارسة ( المادة) وتقليل ما يبذل فيها من جهد ووقت من تحقيق المطلوب من ورائها تحقيقاً عملياً بحيث يتوصل طالب (....) في وقت مناسب وبجهد محتمل إلي ما يستطيع به استعمال هذا العلم والفن بصورة عملية

والتجديد له غرض بعيد أن تكون المادة من مواد النهوض الاجتماعي


مشاكل وصعوبات العلم بالطريقة الحالية :

1- التعرض لمسائل فلسفية معقدة بطبعها
(مثل مباديئ العلوم – الحد والموضوع – الملكات
فلسفة طبيعية ورياضية كالكلام عن الحس والوهم والخيال والضوء واللون)
معقدات المنطق العموم والخصوص والسلب والإيجاب ....
2- الضغط والتركيز( نتخلص منه بدراسة أوجز شرح لمتونهم المختصرة)
3- التناول الفلسفي للمسائل ( كالتحليل العقلي للتعريف والأركان )والتفسير الفلسفي


البلاغة ( فن القول) هي العلم الذي يعلم الكلام الأفضل ، والكتابة الأحسن ، هي الدرس المختص ببحث الأسلوب وتعليم الكتابة الفنية

تترابط الحروف فتكون مقاطع ، ومن المقاطع تتكون الكلمات ، وهي صناعة النطق والرسم
ما يختص بتقويم الكلمات من حيث السهولة ، والعذوبة وقوالبها الصحيحة هو الصرف

وتنظيم الكلام ، وتركيب الجمل والفقرات دون غلط هو النحو
لكن الكتابة بغير خطأ ليست الكتابة الجيدة

الأفضل ، الأحسن ، الأبلغ هي البلاغة أو فن القول






فن القول - جمل مختارة

تتميز النهضة المصرية الأخيرة ( من الحملة الفرنسية )
ب:
1- غفلة الفكرة
2- تعثر الإرادة
3- تداخل الأهداف
4- الصراع العنيف بين أصالة الشخصية القومية ، وبين عاطفة التردد والمحاكاة


اللغة : هي وسيلة التفكير والتصور

الفن : هو طاقة النشاط القومي والمقوم الأول لحيوية المجتمع الناهض ، والقوة الرافعة للروح القومية عن مطالب الحس ، صاعدة بها إلي مدارج الروح وآفاق الضمير

إن الأمانة إذا إنسابت في الضمائر والأفئدة ، أخذت أصحابها بغير قليل من تكاليف النبوة ، حتي تنتزع منهم زائدة الشهرة ، وتخمد فيهم جمرتها الخبيثة ، وأفعمتهم إيماناً بأن الأمانة لا تمس أنانية إلا جعلت منها ملكة واهبة والملكة الواهبة لا تستكمل وجودها قبل أن تكون حقيقتها أكبر من ظاهرها
البلاغة أداة فعالة في نهضة الخُلق والسياسة

هناك ضرورة ، ضرورة ارتباط وتلازم بين علوم النفس وعلوم البلاغة

خطة التطوير

لا يضع الخطة إلا من استوضح الغاية واستبان الغرض

عناصر خطة تطوير البلاغة( وهي خطة تصلح لكل فروع العلوم)
تتكون من :
1- المادة
2- المعلم
3- العرض
4- الكتاب

كتاب فن القول

كتاب فن القول

اسم الكتاب : فن القول
اسم المؤلف: أمين الخولي
دار النشر: نسخة إلكترونية pdf
حجم النسخة : 7MB
عدد الصفحات : 268

18‏/02‏/2009

مختصر تاريخ الفقه الإسلامي نسخة كاملة

هذا رابط نسخة كاملة من مختصر تاريخ الفقه الإسلامي

http://www.4shared.com/file/88298602/de1f21ac/_____.html

17‏/02‏/2009

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 23


الآثار المترتبة علي الجمود الفكري والتقليد المذهبي:

أولاً: ترك الاشتغال بعلوم الاجتهاد:

ثانياً : محاربة الذين يشتغلون بعلوم الاجتهاد

أعلن المقلدون حرباً حامية الوطيس علي الذين يحاولون الخروج من ربقة التقليد والاشتغال بعلوم الاجتهاد فقد نال ابن تيمية من المقلدين في عصره كثير أذي وسجن بسبب ذلك وتوفي سجيناً وكذلك ابن القيم ، والشوكاني صابه من المقلدين بلاء
وجمال الدين القاسمي أُتهم (اوائل القرن الثالث عشر الهجري) بتهمة الاجتهاد وألفت محكمة خاصة دعي للمثول أمامها وفتشت كتبه وصودرت فترة من الزمان.

ثالثاً : شيوع المناظرات والجدل:

وكانت تعقد لا لبيان الحق والتوصل إلي مراد الله من كلامه ، وإنما انتصاراً للمذذهب، ورداً لأقوال الخصوم من أصحاب المذذاهب الأخري

رابعاً: الاختلاف والعداوة والبغضاء

خامساً: غمط فضل أصحاب العلم والفضل

سادساً: انتشار الخراب والفتن بسبب التقليد والتعصب

سابعاُ: تضييق أتباع المذاهب علي أنفسهم

ثامناً: الاشتغال بالفرضيات والمسائل المستحيلة الوقوع أو التي لا يبني عليها عمل

تاسعاً: كثرة الجهل وقلة العلم

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 22

أسباب الجمود الفكري والتعصب المذهبي

1- الغلو في تعظيم الأئمة

2- طريقة التدوين والتأليف:

أ - كثرة التأليف في الفقه :
لك أن تتعجب كيف كان رسول الله صلي الله عليه وسلم ينهي عن تدوين سنته ، وأنظر كذلك في سيرة أبو بكر وعمر كيف كانا ينهيان الصحابة من الاكثار من رواية السنة ، وكذا كان أئمة السلف كاأحمد بن حنبل رض الله عنه فقد كان ينهي عن تدوين كلامه
وما ظهر وانتشر في عصر التقليد من كثرة التدوين والتصنيف والشروح والحواشي والمختصرات وكان كل ذلك علي حساب الاشتغال بالكتاب والسنة ، وقد عنون ابن خلدون رحمه الله في مقدمته " فصل في أن كثرة التأليف في العلوم عائقة عن التحصيل ".
ب- المختصرات الفقهية :
يمكننا أننوجز المفاسد الناتجة عن هذه المختصرات في :
1- إغراق المؤلفين في الاختصار أدي إلي الإخلال بالبلاغة ، وصعوبة الفهم ، ولذلك احتاجوا إلي الشروح ، والشروح احتاجت إلي الحواشي.
2- إفساد التعليم ، لأنهم يقصدون إلي المونات التي هي غايات في العلم ويلزمون الطلبة المبتدئين بدراستها .
3- إشغال طالب العلم والعالم بحل رموز العبارة وبيان معانيها لشدة إختصارها وفي هذا ضياع للوقت في أمر ليس له فائدة ، وكان الواجب الرجوع إلي الكتب الواضحة العبارة التي تبين عن نفسها بنفسها ، وبذلك يزول الإلغاز ، وتتضح المعاني.
4- هذه الطريقة فيها إفساد للملكة العلمية ، ولذلك فإن الملكة العلمية تنعدم أو تنشأ قاصرة .

لقد كا نمختصر خليل أقرب إلي الألغاز منه إلي الكتب العلمية
لقد أصبحت هذه المختصرات المعقدة قيوداً وآصاراً أحاطت بالعقول في عصر التقليد كما يقول الحجوي" أحاطت بعقولنا قيود فوق قيود ، وآصار فوق آصار"
فالقيود الأولي: التقيد بالمذاهب ، وما جعلوا لها من القواعد ، ونسبوا لمؤسسيها من الأصول
والقيود الثانية : أطواق التأليف المختصرة المعقدة التي لا تفهم إلا بواسطة الشروح

ج – عدم اتباع المنهج العلمي في التوثيق:
فقد وقعوا في خطئين هما :
أولاً: اختلافهم كثيراً فيما ينقلونه من نصوص الإمام ، وفيما يصححونه منها ، وكل أصحاب طريقة ينقلون عن إمامهم خلاف ما ينقله هؤلاء ، مع أن المرجع في هذا كله إمام واحد ( كخراسانية وعراقية في مذهب الشافعي) ومن هنا أصبح معرفة المعتمد في المذهب في غاية الصعوبة ، وحصل فيه اضطراب شديد.
ثانياً: كثرة الاستدلال بالأحاديث الضعيفة والموضوعة علي ما يذهبون إليه نصراً لقولهم
ويذكر الشوكاني أن الغزالي والجويني إذا تكلموا في الحديث جاؤوا بما يضحك منه سامعه، وذلك لكثرة استشهادهم بالضعيف والموضوع ، والزمخشري والرازي مع كونهم يؤلفون في الحديث فإنه لا علم لهم به ، واستشهادهم بالضعيف كثير.

وقد وقد حاول المحدثون سد هذه الثغرة في المؤلفات الفقهية ، فاتجهوا إلي تخريج المؤلفات الفقهية المشهورة المتداولة ، فخرج الحافظ الزيلعي كتاب الهداية في فقه الأحناف ، وخرج ابن حجر العسقلاني كتاب الرافعي الكبير في فقه الشافعية ، وفي هذا العصر خرج الألباني كتاب منار السبيل في فقه الحنابلة.

3- ضعف الدولة الإسلامية :
فقد عقد ابن خلدون في مقدمته فصلا لبيان " أن العلوم إنما تكثر حيث يكثر العمران وتعظم الحضارة " والسبب في ذلك " أن تعليم العلم من جملة الصنائع ، والصنائع إنما تكثر في الأمصار ، وعلي نسبة عمرانها في الكثرة والقلة والحضارة والترف تكون نسبة الصنائع في الجودة والكثرة ، لأنه أمر زائد علي المعاش ، فمتي فضلت أعمال العمران عن معاشهم انصرفت إلي ما وراء المعاش من التصرف في خاصية الإنسان وهي العلوم والصنائع "

4- تمكين السلاطين لاتباع المذهب الذي اعتنقوه:
وقصروا مناصب القضاء والافتاء عليه ، وقد صرف هذا همم الناس إلي اتباع المذاهب وتقليدها وترك الاشتغال بعلوم الكتاب والسنة.

وبسبب انتصار كل حاكم من الحكام لمذهب معين من المذاهب انقرض كثير من المذاهب كمذهب سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن المبارك ، وأبو عمرو الأوزاعي ، وعبد الرحمن بن أبي ليلي ، والليث بن سعد ، وداود بن علي ، وأبو ثور ، وابن جرير الطبري وغيرهم.
وقد كان مذهب أبي حنيفة في المشرق ، ومذهب مالك في المغرب أوسع المذاهب انتشاراً ، لأنه أتيحت لكل من المذهبين دولة تتبناه وتنشره ،
فالدولة العباسية تبنت مذهب أبي حنيفة ، ومكنت له ، فقد ولي الخليفة الرشيد أبا يوسف رئاسة القضاء ، وقد كان بدوره يولي القضاء لأتباع مذهب إمامه

وعمل الأمويون في الأندلس علي نشر المذهب المالكي،
والأيوبيون علي نشر المذهب الشافعي، والسعوديون علي نشر المذهب الحنبلي.

5- دعوي بعض العلماء أن كل مجتهد مصيب
وقد عقد ابن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم بابا عنوانه " باب ذكر الدليل في أقاويل السلف علي أن الاختلاف فيه خطأ وصواب يلزم طلب الحجة عنده "وذكر فيه رد الصحابة بعضهم علي بعض عند اختلافهم
وذكر قول مالك " ما الحق إلا واحد ،قولان مختلفن لا يكونان صواباً جميعاً، ما الحق والصواب إلا واحد "
ثم قال أبو عمر رحمه الله " الاختلاف ليس بحجة عند أحد علمته من فقهاء الأمة إلا من لا بصر له ، ولا معرفة عنده ، ولا حجة في قوله "
قد يريد بعض العلماء بقوله كل مجتهد مصيب ، أي مرفوع عنه الاثم ، قال ابن تيمية " فإذا أريد بالخطأ الإثم ، فليس المجتهد بمخطئ ، بل كل مجتهد مصيب مطيع لله ، فاعل ما ؟أمره الله به"

المجتهدون معذورون مأجورون وإن أخطأؤوا:

وسواء أكان اجتهادهم في الأصول أو الفروع ، والذين قالوا بإثم المجتهدين في الأصول إذا أخطؤوا دون الفروع هم المعتزلة كما يقول ابن تيمية

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 21

أنواع المنتسبين إلي الفقه في هذا العصر

الفقهاء الذين نصبوا أنفسهم للفتوي في هذا العصر أربعة أنواع وهي:

1- النوع الأول : العلماء بالكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة ، وهؤلاء هم الذين يعنون بالدليل ويرجحون بين الأقوال ، وهم المجتهدون (فلم يخل هذا العصر من هذا الصنف) ولا يتقيدون بمذهب
ومنهم العز بن عبد السلام
ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية
وممن ظهروا في القرون المتأخرة العلامة محمد بن إسماعيل الشهير بالصنعاني صاحب سبل السلام ( ت 1182هـ)
ومنهم محمد بن علي الشوكاني صاحب نيل الأوطار ( ت1250هـ)
والشوكاني والصنعاني كلاهما من اليمن
وإمام الحرمين الجويني

2- النوع الثاني : مجتهد مقيد في مذهب من ائتم به :
وهؤلاء مجتهدون في معرفة إمام مذهبهم ومآخذه وأصوله ، عارفون بها ، متمكنون من التخريج عليها ، وقياس مالم ينص من ائتموا به علي منصوصه
وقد ادعي هذه الرتبة من الحنابلة القاضي أبو يعلي ، ومن الشافعية خلق كثير ،
وقد اختلف الحنفية في أبي يوسف وزفر ابن الهذيل ، والشافعية في المزني وابن سريج ، وابن المنذر، ومحمد بن نصر المروزي
والمالكية في أشهب وابن عبد الحكم وابن القاسم وابن وهب
والحنابلة في أبي حامد والقاضي : هل هؤلاء مستقلين بالاجتهاد أومتقيدين بمذاهب أئمتهم ؟ علي قولين

ورتبة هؤلاء دون رتبة الأئمة في استقلال الاجتهاد.

3- النوع الثالث : من اجتهد في مذهب من انتسب إليه مقرر له بالدليل
متقن لفتاويه ، عالم بها ، لكن لا يتعدي أقواله وفتاويه ولا يخالفها، وإذا وجد نص إمامه لم يعدل عنه إلي غيره البته، وهذا شأن أكثر المصنفين في مذاهب أئمتهم ، وهو حال أكثر علماء الطوائف

4- طائفة تفقهت في مذاهب من انتسبت إليه ، وحفظت فتاويه وفروعه ، وأقرت علي نفسها بالتقليد المحض من جميع الوجوه ،فإذا ذكروا الكتاب والسنة يوماً ما في مسألة فعلي وجه التبرك والفضيلة لا علي وجه الاحتجاج والعمل ، وهؤلاء إذا وجدوا حديث صحيح مخالف اً لقول من انتسبوا إليه أخذوا بقوله وتركوا الحديث قائلين : الإمام أعلم بذلك منا ، ونحن قد قلدناه فلا نتعداه ولا نتخطاه ، بل هو أعلم بما ذهب إليه منا

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 20

التدوين الفقهي في عصر التقليد

في هذا العصر دونت مجموعة من الكتب الفقهية وهي من أعظم المدونات الفقهية التي تعني بذكر أقوال السلف وعلماء الأمصار وأقوال أصحاب المذاهب وهي تعني بأقوالهم كما تعني بأدلتهم ، وتبين الصحيح والضعيف من الأدلة ، وتبين الراجح من الأقوال ، وتنصف في الترجيح ، وأشهر هذه المدونات:

1- المحلي لابن حزم الأندلسي(384-465هـ)
2- المغني لابن قدامة المقدسي(541-620هـ)
3- المجموع للنووي الدمشقي (631-676هـ)
4- كتب ابن تيمية وخاصة فتاويه

فائدة هذا النوع من المصنفات:

1- أنها كتب في الفقه المقارن ، وفقه الإسلام العام.
2- يناقش هذا النوع من المؤلفات الآراء دون تعصب ، ويرجحون ما يرون قوة دليله.
3- هذه الكتب تسوق الأحكام بأدلتها في كثير من الأحيان
4- أن المتلقي لأحكام دينه من فقه أي مذهب من المذاهب المدونة يخرج باطلاعه علي أدلتها في هذه الكتب من ربقة الجمود علي التقليد المحض المذموم.
5- مسلك هؤلاء ينشر الود والسماحة بين المسلمين علي اختلاف مذاهبهم ، ويستأصل شأفة العصبية والعداوة من نفوسهم ، وإن جاوز ابن حزم الطريق في هذا الجانب .
6- ذكرهم لأدلة الآراء الفقهية يؤكد استقلال الفقه الإسلامي ، ويبطل ادعاء أنه مستمد من القانون الروماني.
7- ذكرهم مسائل الإجماع والخلاف يعين الدعاة إلي الله بمعرفة ما اختلف فيه ، فلا يتصدون لانكاره ، علي أحد .

القواعد الفقهية

تنبه المسلمون منذ بداية الأمر إلي أن كثيراً من آيات القرآن آيات جامعة ، تحمل المعاني الكثيرة في الالفاظ القليلة
وقد أُوتي رسول الله صلي الله عليه وسلم جوامع الكلم
ومن هذه الأحاديث في الأحكام تعد أصولا وقواعد جامعة مثل حديث " إنما الأعمال بالنيات " فيري الشافعي أنه يدخل في 70 بابا من الفقه

وقد أخذ الفقهاء بعض هذه الأحاديث بلفظها وجعلوها قواعد فقهية ، كحديث " لا ضرر ولاضرار " وأحياناً يصوغون هذه الأحاديث صياغة قريبة أو بعيدة ، وتصبح قاعدة فقهية ، كالقاعدة العظيمة" الأمور بمقاصدها" فإنها مأخوذة من حديث " إنما الأعمال بالنيات "

ومن أمثلة هذه القواعد :
1- اليقين لايزال بالشك
2- الأصل براءة الذمة
3- الأصل في الأشياء الاباحة حتي يدل دليل علي التحريم
4- المشقة تجلب التيسير
5- الضرورات تبيح المحظورات
6- الأصل في الكلام الحقيقة
7- لا اجتهاد مع نص
8- درء المفاسد أولي من جلب المصالح
9- الغنم بالغرم


فائدة العلم بهذه القواعد :

تعد هذه القواعد هي الأصول التي بنيت عليها الأحكام الشرعية ، ومن يتمرس بها يطلع علي كثير من أسرار الأحكام الشرعية
يقول القرافي " وهذه القواعد مهمة في الفقه ، عظيمة النفع ، وبقدر الإحاطة بها يعظم قدر الفقيه ويشرف "
بل قيل الفقه معرفة الأشباه والنظائر.

إنحراف بعض الفقهاء في هذا المجال

أصبح نظر كل فقيه قاصراً علي فروع الأحكام التي في مذهبه فذهب يستقرئ هذه الاحكام ويصوغ منها قواعد عامة ويتكلف في ذلك تكلفا شديداً


كتب القواعد :
الاحناف هم أكثر من عنوا بالتأليف في قواعد الفقه
ومن أشهر كتب القواعد هي:

1- تأسيس النظر للدبوسي (ت 430هـ)(حنفي)
2- الأشباه والنظائر لابن النجيم (ت 970هـ) (حنفي)
3- تخريج الفروع علي الأصول للزنجاني (ت656هـ)(شافعي)
4- الأشباه والنظائر للسيوطي(ت911هـ) شافعي
5- قواعد الأحكام في مصالح الأنام للعز بن عبد السلام (ت660هـ) مالكي
6- الفروق للقرافي (ت684هـ) شافعي
7- القواعد الكبري والصغري للطوفي (ت710هـ) حنبلي
8- قواعد ابن رجب الحنبلي (ت795هـ)

الفرق بين القواعد الفقهية والقواعد الأصولية:

قواعد الأصول تضع المناهج ، وتبين المسالك التي يلتزم بها الفقيه لا ستنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية، أم ا القواعد الفقهية فهي من قبيل المبادئ العامة في الفقه الإسلامي التي تتضمن أحكاماً شرعية عامة تنطبق علي الوقائع والحوادث التي تدخل تحت موضوعها .


كتب الفتاوي:

وهي عبارة عن مجموع فتاوي عالم
ومن خير كتب الافتاء فتاوي شيخ الاسلام ابن تيمية (ت728هـ)

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 19

السنة النبوية في عصر التقليد

ألفت كتب في هذا العصر منها مصنفات مستوعبة للسنة ، ومنها مؤلفات خرج أصحابها فيها كتب الفقه المتداولة

المصنفات المستوعبة للأحاديث :

انتهت عهود الرواية والتدوين الأساسي في جوامع ومصنفات وسنن ومسانيد في العصر السابق . واشتغل العلماء في هذا العصر بتجميع السنة علي صعيد واحد في مصنفات مستوعبة
ومنها :

1- جامع الأصول لابن الأثير (544-606هـ)
2- مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي
3- المطالب العالية لابن حجر السقلاني(773-852هـ)
4- جمع الجوامع للسيوطي (849-911هـ)
5- الجامع الصغير للسيوطي.


كتب التخريج:

اتجهت عناية جماعة من علماء الحديث إلي تخريج وتحقيق الأحاديث التي وردت في المصنفات الفقهية المشهورة
ومن أشهر الكتب التي خرجت وحققت أحاديثها كتاب الهداية في فقه الأحناف خرجه الحافظ الزيلعي وسماه " نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية"
وخرج الحافظ ابن حجر أحاديث كتاب شرح الوجيز لأبي القاسم الرافعي الشافعي وسما ه " تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير "

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 18

الدور الخامس عصر الجمود والتقليد

يقول الحجوي " واصفاً نهاية عصرالأئمة المجتهدين وبداية عصر التقليد: " غلب التقليد في العلماء ، ورضوا به خطة لهم ، ولا يزال في هذا العصر يزيد التقليد ، وينقص الاجتهاد إلي المائة الرابعة، إذ أصبح كثير من علمائها راضين بخطة التقليد ، عالة علي فقه أبي حبيفة ومالك والشافعي وابن حنبل وأضرابهم
وانساقوا إلي اتخاذ أصول تلك المذاهب دوائر حصرت كل طائفة نفسها بداخلها لا تعدوها ، وأصبحت أقوال هؤلاء الأئمة بمنزلة نصوص الكتاب والسنة لا يعدونها ، وبذلك نشأت سدود بين الأمة وبين نصوص الشريعة ضخمت شيئاً فشيئاً إلي أن تنوسيت السنة ، ووقع البعد من الكتاب بازدياد تأخر اللغة ، وأصبحت الشريعة هي نصوص الفقهاء وأقوالهم لا أقوال النبي صلي الله عليه وسلم ، وصار الذي له القوة علي فهم كلام الإمام ، والتفريع عليه مجتهداً مقيداً ، أو مجتهد المذهب ، وتنوسي الاجتهاد المطلق ، حتي قال النووي في شرح المهذب بانقطاعه من رأس المائة الرابعة ، وهو كلام غير مسلم. " الفكر السامي

وكلما تقادم الزمان ازداد التقليد وابتعد المسلمون عن نور العلم ، وقد ترك كثير من مقلدي المذاهب النظر في كتب الإمام الذي يقتدون به ، وقصروا النظر علي كتب متأخري المذهب

التقليد لم يقع فجأة

تدرج التقليد مع الزمن ، وبدأ بالتعصب لإمام معين ومتابعته في كل أقواله
ولما انهارت الدولة الاسلامية عام 656هـ عندما إجتاح التتار عاصمة الخلافة الإسلامية ترك الفقهاء كل ألوان الاجتهاد ، ولم يبق عند بعضهم إلا شيئ من التمييز بين الأقوال وبيان قويها من ضعيفها ، وشغلوا أنفسهم بتأليف الكتب ، واختصار ما خلفه لهم الفقهاء السابقون ، وتفننوا في هذا الاختصار حتي صار هذا الاختصار ألغازاً يحتاج تحليلها والوقوف علي معانيها إلي جهد كبير ، ووقت طويل ، لا يخرج طلبة العلم بعده إلا بالقشور.
.

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 17

لماذا روي كبار الأئمة عن الضعفاء ؟

أجاب النووي في مقدمة شرحه لصحيح مسلم بالتالي:

1- أنهم رووها ليعرفوها وليبينوا ضعفها لئلا يلتبس في وقت عليهم ، أو علي غيرهم ، أو يشككوا في صحتها.
2- أن الضعيف يكتب حديثه ليعتبر أو يستشهد به ، ولا يحتج به علي إنفراده.
3- رواية الراوي الضعيف يكون فيها الصحيح والضعيف والباطل ، فيكتبونها ثم يميز أهل الحديث والاتقان بعض ذلك من بعض ، وبهذا احتج سفيان رحمه الله ، حين نهي عن الرواية عن الكلبي ، فقيل له : أنت تروي عنه ! قال : " أنا أعلم صدقه من كذبه ".
4- أنهم قد يروون عنهم أحاديث الترغيب والترهيب ، وفضائل الأعمال ، والقصص ، وأحاديث الزهذ ، ومكارم الأخلاق ونحو ذلك مما لا يتعلق بالحلال والحرام ، وسائر الأحكام.

العمل بالحديث الضعيف :

ذهب يحيي بن معين وأبو بكر بن العربي إلي أنه لا يعمل بالحديث الضعيف مطلقاً ، ويبدو أن هذا هو مذهب البخاري ومسلم أيضاً

ويرس ابن عبد البروابن مهدي والإمام أحمد أنه يجوز العمل بالضعيف في باب فضائل الأعمال
وهذا ليس عليإطلاقه بل بشروط ثلاث ذكرها السخاوي من كلام شيخه ابن حجر العسقلاني وهي:

1- أن يكون الضعف غير شدي ، فيخرج من انفرد من الكذابين ،ومن فحش غلطه.
2- أن يكون مندرجاً تحت أصل عام ، فيخرج ما يخترع بحيث لا يكون له أصل أصلاً.
3- أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته لئلا ينسب إلي النبي صلي الله عليه وسلم ما لم يقله


تدوين الفقه:

ابتدأ تصنيف الفقه في هذا العصر مختلطاً بالسنة النبوية وما أثر عن الصحابة والتابعين ، لأن السنة وأقوال الصحابة والتابعين مادة الفقه ، مثل ما فعل مالك في موطأه ومثله أيضاً الجامع الكبير لسفيان الثوري ، وكتاب اختلاف الحديث للشافعي ،

ووجد بجانب الفقه المختلط بالحديث كتب الفقه المجردهة عن السنة والآثار ، وقد عني بهذا النوع من التصنيف علماء الأحناف ، فقد كتب أبو يوسف كتابه الخراج تناول فيه الدستور المالي للدولة الإسلامية فقهاً مجرداً ، وكذلك محمد بن الحسن الشيباني في كتبه الستة التي جمع فيها مسائل الأصول في مذهب امامه.

والملاحظ أن كتب الفقه في هذا العصر تعني بالدليل ، وتهدف إلي إظهار الحق من غير تعصب ، ومن خير الكتب التي تمثل هذا العصر كتاب الأم للشافعي

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 16

طبقات كتب الحديث

كتب الحديث من حيث الصحة 5 طبقات :

الطبقة الأولي:
صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، وموطأ مالك
والذي عليه أئمة الإسلام أنه ليس بعد القرآن كتاب أصح من صحيح البخاري ومسلم ، مع أن الأئمة علي أن البخاري أصح من مسلم

كما انه لا يشك أحد أن البخاري أعلم من مسلم بالحديث والعلل والتاريخ ، وأنه أفقه منه ، إذ أن البخاري وأبا داود أفقه أهل الصحيح والسنن المشهورة

أما قول الشافهي " ما تحت أديم السماء كتاب أكثر صواباً بعد كتاب الله من موطأ مالك " فهذا كان قبل زمن البخاري ومسلم

الطبقة الثانية :
سنن أبي داود ، وسنن الترمذي ، وسنن النسائي ، وكاد مسند أحمد يكون من جملة هذه الطبقة فإن الإمام أحمد جعله أصلاً يعرف به الصحيح والسقيم

الطبقة الثالثة :
مسند أبي يعلي ، ومصنف عبد الرزاق ، مصنف أبي بكر بن أبي شيبة ، ومسند عبد بن حميد ، والطيالسي ، وكتب البيهقي ، والطحاوي، والطبراني ، وكان قصدهم جمع ما وجدوه ، لا تلخيصه وتهذيبه وتقريبه للعمل ، لذا اشتمل علي الصحيح والضعيف والمعروف والغريب والشاذ والمنكر والخطأ والصواب والثابت والمقلوب

الطبقة الرابعة:
كتب قصد مصنفوها بعد قرون طويلة جمع مالم يوجد في الطبقتين الأولين
وهذه الطبقة مادة كتب الموضوعات لابن الجوزي.


الطبقة الخامسة :
ما اشتهر علي ألسنة الفقهاء والصوفية والمؤرخين ونحوهم وليس له أصل في الطبقات الأربع

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 15

4- الجامع الصحيح لمسلم

مؤلفه مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري (204- 261هـ)

قد تأسي الإمام مسلم في صحيحه بالبخاري رحمه الله ، فلم يضع فيه إلا ما صح عنده ، وقد جمع مسلم في صحيحه رويات الحديث الواحد في مكان واحد ، والبخاري فرق الروايات في مواضع مختلفة ، فصنع مسلم يجعل كتابه أسهل تناولاً ، وصنع البخاري أكثر فقهاً ، لأنه عني ببيان الأحكام ، واستنباط الفوائد والعظات

عدة أحاديثه الأصول 3033 ، وجملة أحاديثه 12000

5- السنن لأبي داود

مؤلفه أبي داود سليمان بن لأشعث السجستاني أحد الحفاظ لأحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم (202 – 275 هـ)

بلغت أحاديثه 5274
مدي الصحة قال أبو داود " ذكرت فيه الصحيح وما يشابهه ويقاربه ، وما كان فيه وهن شديد بينته ، ومالم أذكر فيه شيئاً فهو صالح ، وبعضها أصح من بعض"
وكلامه في الاحاديث وبيان حالها يعتبر نواة تفرع عنها علم الجرح والتعديل

وقد وجه أبو داود همه في هذا الكتاب إلي جمع الأحاديث التي استدل بها الفقهاء ودارت فيهم ، وبني عليها الأحكام علماء الأمصار

وكتابه فيه المرفوع للرسول صلي اله عليه وسلم
والموقوف علي الصحابة
والمنسوب إلي علماء التابعين

6- الجامع الصحيح للترمذي:

وهو المشهور باسم السنن لأبي عيسي محمد بن عيسي بن سورة الترمذي (209 – 279هـ)
وقد عني بجمع أحاديث الأحكام كما فعل أبو داود ، ولكنه بين الحديث الصحيح من الضعيف

ذكر الشيخ أحمد شاكر أن كتاب الترمذي يمتاز بثلاثة أمور لا تجدها في شيئ من كتب السنة الأصول الستة او غيرها وهي:

1- أنه يختصر طرق الحديث اختصاراً لطيفاً
2- أنه في أغلب أحيانه يذكر اختلاف الفقهاء وأقوالهم في المسائل الفقهية ، وكثيراً ما يشير إلي دلائلهم.
3- أنه يعني كل العناية في كتابه بتعليل الحديث ، فيذكر درجته من الصحة والضعف، ويفصل القول في التعليل والرجال تفصيلاً جيداً ، وبذلك صار كتابه تطبيق عملي لقواعد علوم الحديث ، خصوصاً علم العلل ، وصار أنفع كتاب للعالم والمتعلم ، وللمستفيد والباحث في علوم الحديث

7- السنن للنسائي

لأبي عبد الله أحمد بن شعيب بن علي بن بحر بن سنان النسائي ( 215- 302هـ)
يقول السيوطي" كتاب السنن أقل الكتب بعد الصحيحين حديثاً ضعيفاً ، ورجلاً مجروحاً"

والسبب الذي دعا أبا داود والترمذي والنسائي إلي أن يذكروا في كتبهم أحاديث معللة هو احتجاج بعض أهل العلم والفقه بها ، فيورودونها ويبينون سقمها لتزول الشبهة

8- السنن لابن ماجة

هو أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة الربعي بالولاء القزويني ( 209 – 273هـ)

جملة أحاديث السنن 4341
منها 3002 أخرجها أصحاب الكتب الخمسة كلهم أو بعضهم
وباقي الاحاديث 1339 هي :
أحاديث رجالها ثقات صحيحة الاسناد 428 حديثاً
أحاديث حسنة الاسناد 199
أحاديث ضعيفة الاسناد 613
أحاديث واهية الاسناد أو منكرة أو مكذوبة 99

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 14

أهم كتب الحديث وأشهرها :

1- موطأ الإمام مالك :

أقدم مصنف في الحديث ونقد الرواة والتشدد في الأخذ عن الرواة
جمع فيه ماصح عنده من حديث وتفسير وفقه وتاريخ ، وذكر أقوال الصحابة والتابعين والأئمة من قبله.

عدد مافيه من آثار :
مسند 600
مرسل 222
موقوف 613
أقوال التابعين 285

وقد جمع محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله ما في نسخ الموطأ والروايات المختلفه عنه (أي الامام مالك) فبلغت أحاديث الموطأ 1852 حديثاً

القواعد التي استقر عليها الإمام مالك في تأليفه الموطأ:

1- بني كتابه علي أقوي ما ثبت من الصحيح من أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم
2- اعتماده علي القواعد العمرية لطول خلافته رضي الله وتلقي الصحابه لها بالإجماع
3- ارتكز علي مارواه ابن عمر وما اختاره وعمل به
4- اعتماده علي تابعي المدينة فإنها العاصمة الإسلامية التي استقرت بها آثار النبي صلي الله عليه وسلم وتلقاها الجم الغفير


2- المسند للإمام أحمد بن حنبل:

لم يدخل فيه إلا ما يحتج به وقال ابن حجر في تعجيل المنفعة أنه ليس في المسند حديث لا أصل له إلا ثلاثة أحاديث أو أربعة
وقال السيوطي وكل ما كان في مسند أحمد فهو مقبول ، فإن الضعيف فيه يقرب من الحسن

وقد رتب كتابه علي المسانيد فجعل مرويات كل صحابي في موضع واحد ، وعدد الصحابة الذين لهم مسانيد في كتاب الإمام أحمد 904 صحابي

3- الجامع الصحيح البخاري:

لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن المغيرة بن بردزبة البخاري (194- 256 هـ) حافظ الاسلام وإمام أئمته الأعلام

لم يضع فيه حديثاً إلا بعد أن يصلي ركعتين ويستخير الله ، وقد قصد فيه إلي جمع حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الصحلح المستفيضة المتصلة دون الأحاديث الضعيفة ، جمع الأحاديث في جميع الأبواب ، واستنبط منها الفقه والسيرة ، وقد نال من الشهرة والقبول درجة لا يرام فوقها

والبخاري قد يذكر الحديث الواحد في عدة مواضع ، فلم يكن يتوخي وضع جميع روايات الحديث في مكان واحد ، والسبب في ذلك أن الحديث الواحد قد يكون فيه من العلم والفقه ما يوجب وضعه في أكثر من باب ، ولكنه غالباً ما يذكر في كل باب الحديث بإسناد غير إسناده في الأبواب السابقة أو اللاحقة ، وقد يختلف سياق الحديث من رواية لآخري

أحاديث البخاري بالمكرر سوي المعلقات والمتابعات 7563

وعدد أحاديث البخاري سوي المكرر من الأحاديث المتصلة قرابة 4000

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 13

الدور الرابع عصر التدوين والأئمة المجتهدين

ابتدأ هذا العصر وشمس الدولة الأموية تؤذن بالمغيب ، واكتمل وازدهر شمس الدولة العباسية تتألق في سماء الأمة الإسلامية ، وتوقف وانتهي عندما تجزأت الخلافة العباسية في منتصف القرن الرابع

وقد تلقوا القرآن مكتوباً محفوظاً ، ولم ينته هذا العصر حتي دونت السنة ، ووضع علم الجرح والتعديل وقواعد مصطلح الحديث

وأهم سمات هذا العصر في الجانب التشريعي:
1- تدوين السنة النبوية
2- تدوين المسائل الفقهية
3- المدارس الفقهية
4- المذاهب الفقهية
5- اتساع دائرة الخلاف


1- تدوين السنة :

لما رأي الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز الخطر الذي يتهدد سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان رحمه الله من ذوي البصيرة في دين الله أمر بتدوين السنة ، فإنه كان يعلم أن علماء الصحابة والتابعين عزفوا عن تدوين السنة لحكمة وجدت في زمانهم وزالت تلك الحكمة في زمانه، فتغيرت الفتوي بتغير الزمان
فكتب رحمه الله إلي أبي بكر بن عمرو بن حزم أن يجمع السنن ، ويكتب إليه بها ، فتوفي عمر وقد كتب ابن حزم كتباً قبل أن يبعث بها إليه وقد أفاد ابن حجر أن الذي قام بتدوين السنة بأمر عمر بن عبد العزيز هو ابن شهاب الزهري ، وأبو بكر بن عمرو بن حزم كان والي عمر علي المدينة

وبالتالي فتح الباب لتدوين السنة
وكان أول كتب دونت في السنة سنة 120 هـ أو 130 هـ كما يقول أبو طالب المكي في كتابه قوت القلوب

طريقة تدوين الحديث :

1- وضع كل باب علي حدة
2- مزج الحديث بالفقه مرتباً علي الأبواب ( مثل الموطأ)
3- التصنيف علي المسانيد ( أي تجريد أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم عن كلام الصحابة والتابعين) كمسند أحمد وطريقته أن تذكر أحاديث كل صحابي علي حدة
4- التصنيف علي الأبواب والمسانيد ( كما فعل أبو بكر بن أبي شيبة)
5- تدوين الصحيح المجرد من الحديث دون غيره ( أول من جرد الصحيح البخاري)


مميزات كل طريقة :

تصنيف الأحاديث بطريقة المسانيد تفيد في ضبط الأحاديث لتحفظ وتستنبط منها الأحكام ، وطريقة التدوين علي الأبواب أجود لأمرين :

1- سهولة الرجوع إلي الحديث ، فالانسان قد يعرف المعني الذي يطلب الحديثلأجله ، ولا يعرف راويه، وربما لا يحتاج إلي معرفة الراوي ، فإذا أراد حديثاً يتعلق بالصلاة طلبه من كتاب الصلاة
2- أن الحديث إذا ورد في كتاب التيمم مثلاً علم الناظر فيه أن ذلك الحديث هو دليل ذلك الحكم من أحكام التيمم ، فلا يحتاج أن يتفكر فيه ليستنبط الحكم منه، بخلا ف الأول .

وطريقة تدوين الصحيح من أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم في مؤلف دون غيرها تعطي الثقة بالكتاب وتنشر الصحيح وتقلل من الاعتماد علي الضعيف خاصة للذين لا يميزون بين الصحيح والضعيف

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 12


4- التوسع في رواية السنة النبوية:

في هذا العصر انتشرت رواية الحديث حتي كان يذهب صغار الصحابة الذين كانوا أحياء فقد كان يأتي بعضهم بعضاً ليسمع حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ، بل كان الصحابي يمضي الأيام اطويلة ، ويقطع المسافات الشاسعة كي يصل إلي صحابي آخر ليسمع منه حديثاً بلغه أنه يحفظه

أسباب شيوع رواية الحديث:

1- زوال المانع من كثرة الرواية وهو الخوف من التباس القرآن بالسنة أو الانشغال عنه
2- الفتن التي ظهرت وكثير منها كان قد حذر منها الرسول صلي الله عليه وسلم فكانوا يروون هذه الأحاديث التي تزيل الشبهة وتكشف الفتنة
3- جدت أحداث ونوازل تستدعي بيان الأحكام ، وهذا البيان موجود عند حفظة الحديث
4- التأثم من كتمان العلم.

أثر شيوع الرواية في الحديث:

كان من أثر شيوع رواية الحديث أن حدث أقوام عن رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يكونوا أهل ضبط وعدالة ، فدخلل في حديث الرسول صلي الله عليه وسلم ما ليس منه ، بل تعمد أقوام من الزنادقة الكذب في حديث الرسول صلي الله عليه وسلم لإفساد دين الاسلام ، فاحتاج العلماء إلي البحث عن الرواة الصادقين العدول ، والنظر في حال الرواة.

أبرز علماء التابعين:

فقهاء المدينة السبعة السابق ذكرهم ، وأفقه أهل مكة عطاء بن أبي رباح ، وطاوس بن كيسان ، ومجاهد بن جبير ، وعمرو بن دينار ، وعكرمة مولي ابن عباس
ومن فقهاء التابعين في البصرة الحسن البصري ، ومحمد بن سيرين ، وكعب بن الأسود

وكان في البلاد الأخري كالكوفة واليمن ومصر علماء فقهوا العلم وتصدوا للفتيا والتعليم

فضل الأعصار الثلاثة:

في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :"خيرأمتي القرن الذين يلونني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم، ثم يجيئء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ، ويمينه شهادته"

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 11

2- اتساع دائرة الاختلاف في هذا العصر :

وأسباب ذلك :

1- الاكثار من الاعتماد علي الرأي
2- الفتن التي هبت علي الدولة الاسلامية الفتية
3- انتشار السنة في الاقطار فكان كل بلد عنده من السنة نصيب حيث انتقل الصحابة وتفرقوا في الأمصار ولم تكن جمعت السنة في كتاب ، بل كانت موزعة في صدور الصحابة.
4- كان لأهل البلاد المفتوحة عادات وتقاليد مختلفة ، فكان الفقيه يراعي أحوال بلده وظروفها ما دامت غير مخالفة للشرع.

3- تكوين المدارس الفقهية :

وأشهرها مدرستان ، مدرسة المدينة ، ومدرسة الكوفة

مدرسة المدينة : فقد كانت المدينة موطن الرسول صلي الله عليه وسلم ومقر الدولة الاسلامية الأولي ، وعاصمتها ، عاش في أكنافها المهاجرون والأنصار ، وبعد انتقال عاصمة الخلافة منها بقيت لها الزعامة الدينية ، فقد كان علماؤها ورثة العلم النبوي ، وكان أهلها امتداد للمجتمع الاسلامي الأول


وارثو علم الصحابة أشهرهم :
1- سعيد بن المسيب (ت 94هـ)
2- عروة بن الزبير (ت94هـ)
3- أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي (ت94هـ)
4- عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ( ت 98هـ)
5- خارجة بن زيد بن ثابت (ت99هـ)
6- القاسم بن محمد بن أبي بكر(ت107هـ)
7- سليمان بن يسار (ت107هـ)
8- عبد الله بن عبد الله بن عمر
9- سالم بن عبد الله بن عمر
10- أبان بن عثمان بن عفان
11- أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف
12- علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
13- نافع مولي ابن عمر

وجاء بعد هذه الطبقة طبقة أخري ومنهم : أبو بكر محمد بن عمرو بن حزم، وأبناه محمد وعبد الله ، وعبد الله بن عفان ، وابنا محمد بن الحنفية ، وجعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، وعبد الله بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري

وقد انتهت رياسة هذه المدرسة إلي الأمام مالك




مدرسة الكوفة :
انتقل للكوفة من الصحابة ابن مسعود وأبو موسي الأشعري ، وسعد بن أبي وقاص ، وعمار بن ياسر ، وحذيفة بن اليمان ، وأنس بن مالك وازداد عدد الصحابة بها بعدما أذن لهم عثمان رضي الله عنه كما زادوا أيضاً بعد مقتل عثمان رضي الله عنه

وقد بلغ عدد الصحابة الذين حلوا بها أكثر من 300 صحابي ، وقد جعلها علي رضي الله عنه مقر خلافته

وقد أقام بأمر علماء الكوفة بعد الصحابة جماعة من العلماء منهم :
علقمة بن قيس النخعي (ت62هـ) ، والأسود بن يزيد النخعي، وأبو ميسرة عمرو بن شراحيل الهمداني ، ومسروق بن الأجدع الهمداني (63هـ) وعبيدة السلماني، وشريح بن الحارث الكندي (82هـ)

ثم جاءت الطبقة الثانية بعد هؤلاء أمثال: حماد بن أبي سليمان ومنصور بن المعتمر السلمي والمغيرة بن مقسم الضبي ، وسليمان بن مهران الأعمش (148هـ)

وانتهت رياسة هذه المدرسة إلي ابن أبي ليلي ، وابن شبرمة ، وشريك القاضي ، وأبي حنيفة

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 10

الدور الثالث عصر التابعين

يبدأ هذا العصر من تنازل الحسن بن علي بن أبي طالب عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان في سنة 41هـ ، وينتهي بانتهاء الدولة الأموية أو قريباً من ذلك
وهذا الدور وغن ضم في أوائله جمعاً من الصحابة إلا أنهم كانول قلة فيه.

كيف نال التابعون فقه الصحابة:

كان العالم الإسلامي دولة واحدة يسهل التنقل بين بلاده ، فلا عوائق ولا حدود ، فكان طلبة العلم ينتقلون في أقطار الدولة الإسلامية ويلتقون بصحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ويأخذون عنهم ، وحسبنا أن نعلم أن أحد علماء التابعين وهو الحسن البصري التقي بخمسمائة من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم

وعامة الدين والفقه والعلم انتشر في هذه الأمة عن أصحاب ابن مسعود ، وأصحاب زيد بن ثابت ، وأصحاب عبد الله بن عمر ، وأصحاب عبد الله بن عباس.

منهج التابعين في التعرف علي الأحكام:

سلك التابعون نهج الصحابة في التعرف علي الأحكام ، فقد كانوا يرجعون إلي الكتاب والسنة فيما يواجههم من نوازل فإن لم يجدوا رجعوا إلي إجتهاد الصحابة ، وإن لم يجدوا أجتهدوا رأيهم مراعين المنهج الذي دلهم عليه الكتاب والسنة والضوابط التي راعاها الصحابة في اجتهادهم
ولكن جدت أمور في ذلك العصر منها :

1- التوسع في الأخذ بالرأي :

بدأ التوسع في الأخذ بالرأي أو الاعتماد علي الرأي في الاستدلال علي الأحكام ، بل أخذوا يولدون المسائل ويفرضون صوراً عقلية محتملة ، ويضعون لها الحلول ،
وقد عرف هؤلاء بأهل الرأي ، وقد وُجد أكثرهم في العراق، وزعيم هؤلاء إبراهيم بن يزيد النخعي شيخ حماد بن أبي سليمان المتوفي سنة 96 هـ وهذا سيخ الامام أبي حنيفة رحمه الله.
وقد أثار فقهاء التابعين الذين فقهوا منهج الصحابة وساروا عليه حرباً شعواء علي هؤلاء ، فهذا الشعبي من كبار التابعين ، وكان قد لقي 120 من الصحابة ، وأخذ عن جمهورهم ، سُأل عن مسألة في النكاح ، فقال للسائل : إن أخبرتك برأيي فبل عليه.
وكان يقول لعن الله أرأيت
وقال سفيان بن عيينه: اجتهاد الرأي هو مشاورة أهل العلم ، لا أن يقول برأيه.

وكتب عمر بن عبد العزيز إلي الناس : أنه لا رأي لأحد مع سنة سنها رسول الله صلي الله عليه وسلم

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 9

أمثلة من اجتهاد الصحابة :

1- إجتهادهم في تولية أبي بكر الخلافة
2- إجتهاد أبو بكر في قتال مانعي الزكاة
3- إجتهادهم في جمع القرآن
4- جمع عمر المسلمين علي إمام واحد في رمضان بعد أن كانوا يصلون أوازاعاً في المسجد
5- إجتهاد عمر في أمر الأراضي التي فتحها المسلمون ، فقد رأي عمر رضي الله عنه ألا توزع علي المقاتلين ، لتكون مصدرا لبيت مال المسلمين لسد احتياجات الأمة في الحرب والسلم
6- جمع عثمان المسلمين علي مصحف واحد ، وأمر الصحابة بحرق ما سواه
7- سوي أبو بكر بين الناس في العطاء ، وفضل عمر بينهم
8- الحق عمر حد الخمر بحد القذف وأقره الصحابة
9- قضي عمر بقتل الجناعة بالواحد


فقهاء الصحابة أهل الفتية :

الذين حفظت عنهم الفتية 130 أو أكثر قليلا

المكثرون منهم سبعة وهم :
1- عمر بن الخطاب
2- علي ابن أبي طالب
3- عبد الله بن مسعود
4- عائشة أم المؤمنين
5- زيد بن ثابت
6- عبد الله بن عباس
7- عبد الله بن عمر

المتوسطون في الفتي (أي في عدد الفتاوي):

1- أبو بكر الصديق
2- أم سلمة
3- أنس بن مالك
4- أبو سعيد الخدري
5- أبو هريرة
6- عثمان بن عفان
7- عبد الله بن عمرو بن العاص
8- عبد الله بن الزبير
9- أبو موسي الأشعري
10- سعد بن أبي وقاص
11- سلمان الفارسي
12- جابر بن عبد الله
13- معاذ بن جبل

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 8

طريقة الصحابة في التعرف علي الأحكام :

توفي الرسول صلي الله عليه وسلم وترك للصحابة مهمة ثقيلة هي حكم الحياة بشريعة الله ، فالأحكام والمشكلات التي يجدون نصاً يدل عليها من الكتاب والسنة يقف الصحابة في ذلك عند حدود ذلك النص ، ويقصرون جهودهم التشريعية علي فهم المراد من النص ليصلوا إلي تطبيقه الصحيح ، وإذا لم يجدوا نصاً استخدموا الرأي ، وكانوا في اجتهادهم معتدمين علي ملكتهم التشريعية التي حصلت لهم من مصاحبة الرسول صلي الله عليه وسلم ، والوقوف علي أسرار التشريع ومبادئه العامة ، فتارة يقيسون ، وأخري يقضون بما تقتضيه المصلحة العامة.

وقد كان أبو بكر وعمر يكثران من المشاورة إذا لم يجدا في كتاب الله ولا سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم شيئ

إختلاف الصحابة :

لم يختلف المسلمون في عصر النبي صلي الله عليه وسلم في مسألة ما إختلافاً مستمراً لا يصير إلي إتفاق ، لأن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يحسم كل اختلاف ، وكان قوله تشريعاً يجب اتباعه والمصير إليه

ولكن بعد بعد موت الرسول صلي الله عليه وسلم إختلفوا في مسائل قليلة جداً وذلك لعدة أمور:

1- الفقه العظيم الذي كان الصحابة يتمتعون به
2- كانت السياسة في عصرهم تابعة للدين ، ولم يكن الدين تابعاً للسياسة كما وقع في عصور تالية ، ولأن اظظلمة كانت شورية دستورية
3- المنهج الذي أخذ الصحابة أنفسهم به وهذا المنهج يقوم علي ما يأتي :
أ – إلزام كبار الصحابة بالبقاء في المدينة في عهدي أبي بكر وعمر، مما سهل الرجوع إليهم في مختلف القضايا ، كما سهل مناقشة المخطئ منهم
ب – لم يفرض الصحابة الصور العقلية في إجتهادهم في استنباط الأحكام ، وقد كانوا يرون أن فرض الصور العقلية ، واستنباط أحكامها من التمحل في الدين ، وضياع الوقت النفيس
ج – استخدام نظام الشوري إذ كان الخليفة إذا عرض عليه أمر يستشير كبار الصحابة
د – قلة رواية الحديث
هـ - عدم التسرع في إبداء الرأي ، فكان حكمهم مبنياً علي التروي ودراسة الموضوع
4- قلة الوقائع والمشكلات في عهدهم بالنسبة لما حدث في العصور التي تلت عصرهم

تلك هي أهم الاسباب التي أدت إلي قلة الاختلاف

أسباب الاختلاف هي:

1- وقوع حوادث ونزول نوازل
2- تفاوت الصحابة في فهم النصوص وفقهها
3- بلوغ الأحاديث لبعضهم وعدم بلوغها الآخرين
4- تفرق الصحابة في عهد عثمان وعلي في الأمصار بعد أن أذن لهم عثمان في الارتحال عن المدينة ، مما أدي إلي انتشار علم الصحابة في الأمصار ، كما أدي إلي صعوبة الرجوع إلي الصحابة في الملمات
5- الاختلاف الذي ذر قرنه في خلافة عثمان ، وانتهي باستشهاده رضي الله عنه، وقد شغل الصحابة في خلافة علي رضي الله عنه ، وهو وإن كان خلافاً حول السلطة والخلافة إلا أن آثاره امتدت إلي ثير من الأحكام
6- مدي اعتمادهم علي الرأي ، فمنهم من لا يري حرجاً في اللجوء إليه ، ومنهم من يتحرج منه إلا لضرورة
7- اختلاف بيئات وحاجات وعادات الأقطار التي حل الصحابة بها .

مصادر التشريع في هذا العصر :

الكتاب والسنة ، والمصدر الجديد هو الاجتهاد ، وقد كانوا يسمونه الرأي

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 7

تدوين الصحابة للقرآن:

عن زيد بن ثابت قال:" أرسل إليِ أبو بكر الصديق مقتل أهل اليمامة ،فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر : إن عمر أتاني مقتل أهل اليمامة (قتل 450 من الصحابة) فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشي إن استحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أري أن تأمر بجمع القرآن، قلت لعمر: كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله؟ قال عمر : هذا والله خير ، فلم يزل عمر يراجعني حتي شرح الله صدري لذلك ، ورأيت في ذلك مثل الذي رأي عمر .
قال زيد : إنك رجل شاب عاقل لانتهمك ، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلي الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه . فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن.

جمع الصحابة الأمة علي هذا المصحف :

كان المصحف الذي جُمع في عهد أبو بكر الصديق موجود في بيت في المدينة والمنورة ، أما العالم الإسلامي فلم يكن فيه ما يرجع الناس إليه إلا المحفوظ في الصدور
وفي عهد عثمان بن عفان ، اختلف الناس في قراءة القرآن ، وأخذ بعضهم يغلط بعضاً في القراءة، ورأي بعض الصحابة ذلك فسارعوا إلي الخليفة وجلين من اختلاف الأمة في كتابها كما اختلفت اليهود والنصاري ، فأرسل عثمان إلي جماعة من الصحابة وطلب منهم أن ينسخوا عدة نسخ من المصحف الذي جمع في عهد أبي بكر ، وأرسل إلي كل ناحية بنسخة ، وأمر الصحابة باحراق ماعدا هذه النسخ ، وبذلك قضي علي ذلك النزاع والاختلاف في مهده.
وبهذا حفظ الصحابة نص القرآن من الضياع : بنقص منه أو زيادة فيه، وحفظوه من الاختلاف في طريقة قراءته "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " الحجر – 9


أما المشكلة الثالثة وهي خوف الصحابة من الكذب وتحريف سنة الرسول صلي الله عليه وسلم وهذا كان يتصور من جهتين :
1- أن يدخل الخطأ والتحريف إلي السنة من غير قصد بسبب النسيان ، أو الخطأ في تحمل الرواية حين سماعها أو حين تبليغها.
2- أن يدخل في السنة المكذوب والباطل إذا دخل في المجتمع الإسلامي أعداء الإسلام بغرض إفساد دين المسلمين

وفي سبيل حماية السنة من الدخيل والكذب والتلبيس حذر الخليفتان الراشدان الصحابة من الإكثار من رواية السنة ، ثم إنهما كانا يستوثقان إذا روي لهما أحد من الصحابة حديثاً عن الرسول صلي الله عليه وسلم

روي مالك وأحمد والترمذي والدارمي وابن ماجة عن قبيصة بن ذئيب قال:

جاءت الجدة إلي أبي بكر تسأله ميراثها ، فقال لها : مالك في كتاب الله شيئ ، ومالك في سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم شيئ ، فارجعي حتي أسأل الناس ، فسأل ، فقال المغيرة ابن شعبة : حضرت رسول الله صلي الله عليه وسلم أعطاها السدس ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : هل معك غيرك ؟ فقال محمد بن مسلمة مثل ما قال المغيرة ، فأنفذه لها أبو بكر رضي الله عنه.

وروي البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي سعيد الخدري ، قال : أتانا أبو موسي ، قال : إن عمر أرسل إلي أن آتيه ، فأتيت بابه ، فسلمت ثلاثاً ، فلم يرد علي ، فرجعت ، فقال : ما منعك أن تأتينا ؟ فقلت : إني أتيت بابك، فسلمت علي بابك ثلاثاً فلم ترد فرجعت، وقد قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إذا استأذن أحدكم ثلاثاً، فلم يؤذن له ، فليرجع"
فقال عمر : أقم عليه البينة ، قال أبو سعيد : فقمت معه ، فذهبت إلي عمر ، فشهدت

وقد أثمرت هذه الطريقة فلم يبلغنا أن أحداً كذب علي الرسول صلي الله عليه وسلم في ععهد الخلفاء الراشدين ، وهذا راجع لهذا المنهج القويم ، ولأن الصحابة الكبار متواجدون بكثرة وهيبتهم تملأ القلوب ، ولأن الكاذب يسهل اكتشاف كذبه

تدوين السنة النبوية :

لم تدون السنة في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم وفي عهد الصحابة في مدونات جامعة لسببين :

1- أنهم كانوا في ابتداء الحال قد نهوا عن ذلك ، كما ثبت في صحيح مسلم ، خشية أن يختلط بعض ذلك بالقرآن.
2- لسعة حفظهم وسيلان أذهانهم ، ولأن أكثرهم كانوا لا يعرفون الكتابة.

ولكن لم يمنع هذا أن يوجد أفراد من الصحابة كانوا يكتبون السنة لأنفسهم

16‏/02‏/2009

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 6

  • الدور الثاني
    عصر الصحابة

    مكانة الصحابة:

  • أصحاب الرسول هم الجيل المثالي ، رباهم الرسول، وكانت توجيهات القرآن تلاحقهم ، تعالج أمراض النفوس ، وتزكي القلوب ، وترقي بهم إلي القمم السامقة.
    قال ابن مسعود:" أولئك أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم، كانوا أفضل هذه الأمة، أبرها قلوبا، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، اختارهم الله لصحبة نبيه ، ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم؟، واتبعوهم علي أثرهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم، فإنهم كانوا علي الهدي المستقيم".
    وقد استطاع الصحابة في الفترة التي تلت وفاة الرسول أن يقيموا حياتهم في المجتمع الإسلامي وفق منهج الرسول، وقد أخبر بذلك الرسول ففي الحديث:"تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها، ثم تكون خلافة علي منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله...."أحمد من حديث حذيفة.
    وفي الحديث" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، فعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور ..." أبو داود والترمذي وقال :حسن صحيح.
    وقد استمرت الخلافة بعد الرسول ثلاثين عاما وهي فترة حكم أبى بكر وعمر وعثمان وعلي وفي الحديث" الخلافة بعدي ثلاثون سنة" وصححه الإمام أحمد.

    ومما يدل علي فضل الصحابة أن الله شهد لهم ، ورضي عنهم، وأثني عليهم في القرآن وفي كتبه السابقة.
  • دور الصحابة تجاه الشريعة الإسلامية:

    قام الصحابة علي دين الله ، فحفظوه من الضياع، وبلغوه للعالمين وقد كان فقهاء الصحابة هم أصحاب الشورى ، وبيدهم تدبير الأمور، فلم يكن يصدر أمر إلا إذا كان موافقا للشريعة، وكانوا يشجعون المسلمين علي مراقبة الحكام وفق مقاييس الشريعة.


    مشكلات واجهها الصحابة:

    1- خشية الصحابة من ذهاب شيء من القرآن بسبب ذهاب حفظته في حروب الردة.
    2- خشيتهم من اختلاف الأمة في القرآن.
    3- خوفهم من الكذب في سنة الرسول.
    4- خوفهم من أن يزيغ المسلمون عن المنهج الذي وضعه لهم دينهم في الجانب التشريعي.
    5- مشكلات الحياة المتجددة وكيف يحكموها بالإسلام ، بحيث يكون الإسلام إطاراً لها.

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 5

إجتهاد الرسول:

أجمعت الأمة علي أنه يجوز لنبينا محمد ولغيره من الأنبياء الاجتهاد فيما يتعلق بمصالح الدنيا وتدبير الحروب ونحوها، حكي هذا الإجماع ابن حزم وغيره.
وجمهور العلماء علي أنه يجوز للأنبياء الاجتهاد في الأحكام الشرعية والأمور الدينية ، وخالف ابن حزم والظاهرية.
وقالوا: إذا جاز لغيره من الأمة أن يجتهد بالإجماع مع كونه معرضاً للخطأ فلأن يجوز لمن هو معصوم عن الخطأ بالأولي ، وكونه صلي الله عليه وسلم يسكت في بعض الأحيان عندما يسأل فلأنه لم يظهر له الحكم .
واستدلوا علي ذلك بوقوع الاجتهاد منه مثل قبوله الفدية من أسري بدر
قال تعالي :" ما كان لنبي أن يكون له أسري حتى يثخن في الأرض..." الأنفال67
واجتهاد الرسول حق لأن الله يقره عليه، أو ينزل الوحي يغيره أو يعدله.

إجتهاد الصحابة:

كان الصحابة إذا عرض لأحدهم عارض وهو بعيد عن الرسول اجتهد رأيه فقد اجتهد بعضهم عندما أجنب في ليلة باردة فتمرغ كما تتمرغ الدابة ثم صلي ولم يغتسل ولم يكن يعرف التيمم.
واجتهدوا في فهم النص كما في قوله : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة" فمنهم من نظر إلي المعني فلما حضرت الصلاة صلها في وقتها ومنهم من تنظر إلي اللفظ ولم يصل حتى وصل إلي بني قريظة ولم يخطئ الرسول واحدا من الفريقين.
وقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم يمرن أصحابه ويرشدهم إلي الاجتهاد ، كقوله لما سئل عن الزكاة في الحمير: "ما أنزل الله علي فيها إلا هذه الآية الجامعة الفذة (فمن يعمل مثقال ذرةٍٍ خيراً) فبين لهم بهذا الجواب كيفية اندراج الجزئي في الكلي، وأن العام حجة، وأنه يعمل به قبل البحث عن مخصص.

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 4

تدوين السنة النبوية:

· نهي الرسول عن كتابة السنة ولذلك لأن:
1- العرب في عهد الرسول كانت أمة أمية لا تكتب ولا تقرأ من كتاب ، وكانوا مطبوعين علي الحفظ .
2- حتى لا تختلط السنة بالقرآن .
3- حتى لا تتوجه الجهود إلي التدوين فيشتغل الصحابة عن مهمات خطيرة نيطت بهم. روي مسلم عن أبي سعيد الخدري أن الرسول قال:"من كتب عني غير القرآن فليمحه" وفي رواية الترمذي: "استأذنا النبي في الكتابة فلم يأذن لنا ".

· ثم أذن الرسول لبعض الصحابة بتدوين كلامه وسنته ، من هؤلاء عبد الله بن عمرو بن العاص روي أحمد و أبو داود وابن عبد البر عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله أريد حفظه فنهتني قريش عن ذلك ، وقالوا تكتب ورسول الله يقول في الغضب والرضا ؟ فأمسكت ، حتى ذكرت ذلك لرسول الله فقال : " اكتب فو الذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق ، وأومأ بإصبعه إلي فيه".
ومن الذين كتبوا شيئاً من الحديث :عبد الله بن مسعود، وسعد ابن عبادة.
ولكن المكتوب من السنة كان جهداً فرديا ولم تدون السنة كلها، وكان الاعتماد في حفظ السنة علي الحفظ ولم يكن واحد من الصحابة يحيط بالسنة جميعها ، ولكن الصحابة في مجموعهم كانوا يحفظون جميع السنة ، ثم هم متفاوتون في حفظهم لها.

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 3

مصادر التشريع في هذا العصر

أولاً: القرآن الكريم:

وهو المصدر الأول للتشريع ولا يحتاج إلي تعريف

ثانياً: السنة النبوية:

تعريفها باعتبارها مصدراً للتشريع: هي أقوال الرسول وأفعاله، وتقريرا ته
والسنة حجة بنص القرآن قال تعالي " وماءاتكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" سورة الحشر الآية 7.

وقد كان الرسول يفصل كلامه تفصيلا ، ويتأني في إلقائه كي يفهمه أصحابه الذين يسمعونه ، ويحفظوه ويبلغوه للناس روي الإمام أحمد عن عائشة قالت:" كان كلام رسول الله فصلا ، يفهمه كل أحد ، ولم يكن يسرده سرداً"

وقد دعا الرسول للذين يحفظون سنته ويعونها ويبلغونها ،روي الشافعي و البيهقي عن ابن مسعود أن رسول الله قال: "نضر الله امرأ سمع مقالتي ، فحفظها ووعاها وأدَاها " ورواه أبو داود والترمذي بلفظ " نضر الله امرأ سمع منا شيئاً فبلغه كما سمعه ، فرب مبلغ أوعي من سامع " وقال الترمذي حسن صحيح.

ولقد هيأ الله لرسوله جمعا كبيراً من الأصحاب كان يلازمه بعضهم باستمرار
يقول أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في "المدخل إلي كتاب الإكليل " روي الحديث عن النبي من الصحابة أربعة آلاف رجل وامرأة صحبوه نيفاً وعشرين سنة بمكة ثم بالمدينة، حفظوا عنه أقواله وأفعاله، ونومه ويقظته، وحركته وسكونه، وقيامه وقعوده، واجتهاده وعبادته، وسيرته وسراياه و مغازيه، ومزاحه وزجره ، وخطبته وأكله وشربه ، ومشيه وسكونه ، وملاعبته أهله، وتأديبه فرسه، وكتبه إلي المسلمين و المشركين ، وعهوده ومواثيقه ، وألحاظه وأنفاسه وصفاته ، هذا سوي ما حفظوا عنه من أحكام الشريعة ، وما سألوه عن العبادات والحلال والحرام أو تحاكموا فيه إليه"

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 2

طريقة تشريع الإسلام:

1- منهج الرسول صلي الله عليه وسلم في بيان الأحكام:
كان الرسول صلي الله عليه وسلم يتوضأ فيري أصحابه وضوئه، فيأخذون به من غير أن يبين أن هذا ركن وذلك أدب، وكان يصلي فيرون صلاته، فيصلون كما رأوه يصلي وهكذا....

2- التشريع لمناسبة وغير مناسبة:
ا- قسم من التشريعات شرعت دون أن تسبقه واقعة تستدعي البيان، ودون أن يسبقه سؤال يحتاج إلي جواب مثل قوله تعالي:"يأيها الذين امنوا إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلي الكعبين"
وقوله " يأيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام ..."
ب- و قسم من التشريعات إنما شرع في مناسبة تستدعيه وهذا أكثر من القسم السابق
مثل قوله تعالي " ويسألونك عن المحيض.." وقوله " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه.." وسئل الرسول صلي الله عليه وسلم عن الوضوء بماء البحر فقال هو الطهور ماؤه الحل ميتته (الترمذي).

3- التدرج في التشريع:

الأول: التدرج في تشريع جملة الأحكام بمعني أنها شرعت شيئا فشيئا، ففي ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة فرضت الصلاة، وفي السنة الأولي من الهجرة شرع الأذان والقتال و..
وفي السنة الثانية شرع الصوم وصلاة العيدين والزكاة وحولت القبلة و ..
الثاني: التدرج في تشريع الحكم الواحد
مثل الصلاة فرضت ركعتين ثم لما هاجر النبي صلي الله عليه وسلم فرضت أربعا
عن عائشة قالت:" فرضت الصلاة ركعتين ، ثم هاجر رسول الله صلي الله وعليه وسلم ففرضت أربعا ، وتركت صلاة السفر علي الفريضة الأولي (البخاري ومسلم ).

الصلاة كانت علي ثلاث أحوال:
1- تحول القبلة بعد 17 شهرا صلاة إلي بيت المقدس.
2- كانوا يجتمعون للصلاة ، ويؤذن بها بعضهم بعضا ،حتي كادوا أن يستعملوا الناقوس في الإعلام بالصلاة ثم شرع الأذان.
3- كان إذا أتي الرجل وقد سبق في الصلاة كان يسأل كم ركعة سبق بها فيخبره الرجل ركعة أو إثنتين فيصليهما ثم يدخل مع القوم في صلاتهم، قل معاذ: لا أجده علي حال أبدا إلا كنت عليها ، ثم قضيت ما سبقني، فجاء وقد سبقه النبي صلي الله عليه وسلم ببعضها ، فثبت معه فلما قضي رسول الله قام فقضي فقال رسول اللع : "قد سن لكم معاذ هكذا فاصنعوا"

الصيام كان علي ثلاث أحوال:
1- قوله تعالي " يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم " إلي قوله "وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين" فكان من شاء صام ، ومن شاء أطعم مسكينا ، فأجزأ ذلك عنه وقد كان يصوم النبي من كل شهر 3 أيام وصام عاشوراء.
2- قوله تعالي " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هديً للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه" فأثبت الله صيامه علي المقيم الصحيح ، ورخص فيه للمريض والمسافر ، وثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام.
3- كانوا يأكلون ويشربون ويأـون النساء ما لم يناموا ، فإن ناموا امتنعوا،
ثم إن رجلا من الأنصار يقال له صرمه ، كان يعمل صائما حتي أمسي ، فجاء إلي أهله ، فصلي العشاء ، ثم نام ، ولم يشرب حتي أصبح ، فأصبح صائما ، فرآه النبي وقد جهد جهداً شديدا، فقال : " مالي أراك قد جهدت جهدا شديدا ؟ " قال : يا رسول الله ، إني عملت أمس فجئت حين جئت ، فألقيت نفسي فنمت ، فأصبحت حين أصبحت صائماً ، قال : وكان عمر قد أصاب من النساء بعدما نام ، فأتي النبي فذكر له ذلك فأنزل الله " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلي نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن و ابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربو حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلي الليل" (أبو داود ).

التدرج في تحريم الخمر :

1- إشارة خفية إلي ذم الخمر- حيث كان للعرب غرام شديد بها ويمتدحون شربها-
" ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسنا" فعد السكر غير الرزق الحسن.
2- "يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما" وهذه الأيه غيرت نفوس المؤمنين الذين كانوا يظنون أن شرب الخمر فضيلة وهذا أهم جانب في علاج النفوس ، وهنا أمتنع عنها بعض المسلمين.
3- تحريمها في بعض الأوقات حتي يعتاد المدمنون تركها جزئياً "ياأيها الذين ءامنوا لا تقربوا الصلاة وأنتمم سكري".
4- تحريمها تحريما قاطعا لا شبهة فيه" يأيها الذين ءامنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون "

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة

أدوار الفقه الإسلامي

ما الفرق بين الفقه والتشريع؟

التشريع اكتمل في عصر الرسالة بوفاة النبي صلي الله عليه وسلم
أما الفقه فمازال ينتقل من طور إلي طور وقد مر بستة عصور وهي :
1- عصر الرسول صلي الله عليه وسلم.
2- عصر الصحابة.
3- عصر التابعين.
4- عصر التدوين والأمة المجتهدين.
5- عصر الجمود والتقليد.
6- العصر الحاضر.

الدور الأول

  • التشريع في العهد النبوي

    يبدأ هذا الدور بالبعثة النبوية قبل الهجرة بثلاثة عشر عاما، وينتهي بوفاة المصطفي صلي الله عليه وسلم في ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة .
    من عام 13 قبل الهجرة إلي عام 11 بعد الهجرة.

    التشريع في العهد المكي والمدني

    طبيعة التشريع في العهد المكي:

    1- قلة التشريعات.
    2- التركيز علي بيان أصول الدين، والدعوة إليها كالإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر.
    3- التشريعات التفصيلية :
    تتعلق بأصول العقائد كتحريم ما ذبح لغير الله ، أو تتعلق بالأصل الكبير وهو منازعة الله في حكمه ، أو تتعلق بشناعة الجرم مثل قتل الأولاد، ووأد البنات.
    التشريع في المرحلة المدنية:

    طبيعة التشريع في العهد المدني:

    1- استمرار العناية بأصول الدين.
    2- التعرض لجميع ما يصدر عن الإنسان من أعمال العبادات من صلاة وزكاة وصوم وحج ، وأمور مدنية كالبيع والإجارة والربا ، والأمور الجنائية من قتل وسرقة وزنا وقطع طريق ، ونظام الأسرة من زواج وطلاق وميراث ، والشؤون الدولية كالقتال وعلاقة المسلمين بالمحاربين، وما بينهم من عهود وغنائم الحرب.

تاريخ الفقه الإسلامي

تاريخ الفقه الإسلامي

اسم الكتاب : تاريخ الفقه الإسلامي

اسم المؤلف: عمر سليمان الأشقر

دار النشر: مكتبة الفلاح

عدد الصفحات : 247

15‏/02‏/2009

أروع ما قرأت الجزء الثاني

الجزء الثاني من أروع ما قرأت

رابط التحميل

http://www.4shared.com/file/87831745/45be1f98/___2.html


الجزء الأول من أروع ما قرأت

رابط التحميل

http://www.4shared.com/file/79539168/fd812fd5/_1___.html

بناء حضارة جديدة - جمل مختارة

  • بناء حضارة جديدة جمل مختارة


    إذا لم تنتهي مناقشتنا إلي إتفاق فإنها دائماً تحفزنا إلي صقل أفكارنا

    تنتقل السلطة الآن إلي أجهزة الإعلام والجماعات القاعدية المتصلة فيما بينها إلكترونياً

    تطور الإعلام وانتشاره أصبح مركز الانتاجية والنشاط السلطوي في الجنس البشري في جميع المجالات

    أهم السمات المميزة للتغيير في أيامنا تسارع الإيقاع

    إننا الجيل الأخير في حضارة قديمة ، والجيل الأول في حضارة جديدة

    إذا تأملنا ما حدث في التاريخ ، فإن مايبدو لنا كمرحلة تجديد مثيرة ومتألقة ، كانت تبدو في عيون معاصريها كمرحلة إنهيار مخيفة للنظام القائم .



    الموجة الاولي : هي الموجة الزراعية
    الموجة الثانية : هي الموجة الصناعية
    الموجة الثالثة : هي موجة المعرفة

    من خصائص الموجه الثالثة

  • اللا مركزية إلي حدود كبيرة ، من أجل التغلب الساحق علي خصم من العصر الصناعي

    رؤي تقاطع التاريخ والمستقبل

    السؤال هو

  • ماهو المفتاح لرؤية الفوضي الراهنة في إطار إيجابي وواقعي لمستقبل مثير وحي؟


  • المفاتيح اللازمة لتحقيق الربحية في الأعمال – مفاتيح الاقتصاد السياسي للقرن 21

    1- عوامل الانتاج :
    المعرفةهي المورد المركزي لاقتصاد الموجة الثالثة

  • 2- القيم غير ملموسة:
    قيمة الشركات الناجحة في الموجة الثالثة ، تكمن في قدرتها إستراتيجياً وعملياً علي إمتلاك المعرفة وتوليدها ، وتوزيعها وتوظيفها.

  • 3- تجزؤ الإنتاج :
    سلع حسب الطلب الاتجاه الآن إلي تقطيع السوق الجمعي إلي أجزاء متمايزة

  • 4- العمل :
    العمل الغير مباشر وتزايد قيمته وإنتاجه وتعاظم درجات التخصص والتغيرات السريعة في الطلب علي المهارات ، يقلل تبادلية العمل

  • 5- التجديد والابتكار

  • 6- الحجم : يتضائل حجم وحدة العمل ، وتصغر حجم كثير من المنتجات ، وتحل وحدات عمل متنوعة التخصص محل الأعداد الكبيرة من اليد العاملة (تبطل فكرة أن الأكبر هو الأفضل )

  • 7- التنظيم :
    تصبح الاسواق في حالة تغير مستمر ، فإن التنظيم والترتيب يصبح أقل أهمية من المرونة والقدرة علي المناورة.

  • 8- تكامل النظام

  • 9- البنية الأساسية :
    الممرات والطرق الألكترونية تشكل البنية الأساسية الجوهرية لاقتصاد الموجة الثالثة.

  • 10- التسارع
    تحل إقتصاديات السرعة الفائقة محل إقتصاديات الحجم الكبير وتتحول كلمة الوقت ثروة إلي لكل فترة زمنية قيمة أكبر من الفترة السابقة لها

  • " إن الأموال تتحرك بسرعة الضوء وعلي المعلومات أن تتحرك بسرعة أكبر" أحد مراء ميرل لانش

    عمال الموجة الثالثة تتطلب مهارات متنوعة ودائمة التطور وهذا يعني أن تقل تداولية العمال باطراد وبالتالي تنقلب مشكلة البطالة رأساً علي عقب


بناء حضارة جديدة

بناء حضارة جديدة

اسم الكتاب : بناء حضارة جديدة
اسم المؤلف : ألفين توفلر
دار النشر : مركز المحروسة

نسخة إلكترونية pdf
حجم النسخة : 5.6MB
عدد الصفحات : 143

رابط التحميل :

http://www.4shared.com/file/87773448/979601e2/___-__.html

السنن النفسية لتطور الأمم - جمل مختارة 5

  • النُظم وليدة المبادئ والمبادئ إذا ما زالت تقوضت أركان النظم والحضارات الخفية

    تُقبل الجماعات دائماً علي أولئك الذين يحدثونها عن الحقائق المطلقة ، وعلي من يود أن يكون رجل دولة ، أن يعلم كيف ينفذ روح الجماعة ويدرك أحلامها ، ويترك المجردات الفلسفية

    الجماعات تبغي الحرية بحرارة في الظاهر ، والجماعات ترفض الحرية علي الدوام في الحقيقة ، فتطلب من الدولة بثبات أن تصنع لها قيوداً ، والجماعات تطيع بعمي أكثر الطغاة غموضاً وأضيق المستبدين نظراً، وأما المتفيهقون الذين يعتقدون قيادتهم للجماعات مع أنهم يسيرون وراءها علي العموم فإنهم يخلطون ، ما يحفزها دائماً إلي تبديل سيدها من النزق وعدم الصبر بروح الاستقلال الحقيقية ، التي تحول دون الخنوع لأي سيد كان .

    النظام القيصري شديد الملائمة لخسيس الاحتياجات في الأمم التي هي في دور الانحطاط ، وتنجذب هذه الأمم إلي ريش خوذة أي قائد كان ، فإذا كانت الأمة في ذلك الوضع جائتها ساعتها وأنقضي زمنها.


    فمن الدولة يُطلب ماتثقل وطأته كل يوم من التنظيم والحماية وما يتناول أدق شؤون الحياة من الشكليات البيزنطية الجائرة ، وتعدل الشبيبة بالتدريج عن الأعمال التي تتطلب تمييزاً ومبادرة ونشاطاً وجهوداً شخصية وإرادة ، وتفزع الشبيبة من أصغر التبعات ، وتكتفي الشبيبة بأحقر مناصب المستعمرات ولا يعمر المستعمرات غير الموظفين ، وتبصر لدي رجال الدولة قيام المناقشات الشخصية الفارغة إلي الغاية مقام النشاط والعمل ، وتبصر لدي الجموع قيام الحماسات أو الغضبات مقام النشاط والعمل ، وتبصر لدي المثقفين قيام ضرب من الحنو الدامع العاجز الغامض وقيام المناقشات الكامدة حول بؤس الحياة مقام النشاط والعمل ، وتبصر في كل مكان أثرة لا حد لها ، وعاد الفرد لا يبالي بغير نفسه وتُلقي الوجدانات سلاحها ، وتهبط الآداب العامة وتنطفئ مقداراً فمقداراً


    النظام العسكري وحده هو الذي يستطيع أن يكون مؤثراً في في ذلك علي كل حال.
    فمن أسباب النهوض الرئيسية عند الأمم التي يعتريها الوهن هو تنظيم الخدمة العسكرية العامة الشديدة فيها وكونها مهددة بحروب طاحنة دائماً .

السنن النفسية لتطور الأمم - جمل مختارة 4

  • الأمة لا تُقاد إلا بتقمص أحلامها ( المثل الأعلي)

    كل عضو لا يقوم بوظيفته لا يلبث أن يعجز عن القيام بهذه الوظيفة من فوره
    فالخلية الدماغية التي لا تمارس وظيفتها تقف هي أيضاً عن القيام بوظيفتها

    وقد تزول بسرعة قابليات النفس التي أقتضي تكوينها عدة قرون
    ولا تنشب الشجاعة وقوة المبادرة والإقدام وروح المخاطرة وغيرها من الصفات الخُلقية أن تمحي إذا لم يُتح لها أن تمارس...
    وذلك تفسير العلة في وجوب انقضاء زمن طويل علي الأمة حتي ترتقي إلي درجة رفيعة من الثقافة ، وفي اقتضاء زمن قصير إلي الغاية التي تسقط في هوة الانحطاط

    العامل الاساسي في السقوط هو انحطاط الأخلاق المغير للمزاج النفسي بالطبع ولم تزل أمة قط بزوال ذكائها أو إنحطاطه .

    الخطر الحقيقي علي المجتمعات الحديثة ينجم عن فقد الناس لكل ثقة بقيمة المبادئ التي تقوم عليها

    " إن إستبدال المبادئ النسبية بالمبادئ المجردة في مختلف المعارف البشرية هو أعظم فوز تم للعلم " وهو كلام قديم عند بعض الأمم

    المثل الاعلي عند روما القديمة هو عظمة روما
    ولكن روما في زمن كانت تحمل فيه بذور الانحطاط القريب كانت تشتمل علي أروع الألباء والمتفنين والأدباء والعلماء، ولكن روما كانت قد خسرت العنصر الأساسي الذي لا يقوم مقامه أي نمو في الذكاء ، كانت قد خسرت الاخلاق

    فقد كانت عظمة روما تستولي علي النفوس فيستعد كل روماني للتضحية بأسرته وثروته وحياته في سبيل عظمة روما ، ولما أضحت روما قطب العالم وأغني مدن الدنيا قصدها الغرباء من كل صوب وحدب فنالوا منها حقوق الروماني في نهاية الأمر ولم تمل نفوس الغرباء إلي غير التمتع بترف روما ، فلم يبالوا بمجدها إلا قليلا وهنالك غدت روما فندقاً كبيراً واسعاً ...
    هنالك وإن لاحت ذات حياة إذ ذاك لم تكن إلا ميتة منذ زمن طويل

    قال مسيو فوستل دوكولانج " لم يكن المرض الذي كان المجتمع الروماني يألم منه هو فساد الطبائع، بل فتور العزيمة ، ومن ثم وهن الأخلاق "

السنن النفسية لتطور الأمم - جمل مختارة 3

  • لا يخر التاريخ راكعاً إلا أمام المزية الحربية وحدها ، أي أن أهم عناصر الحضارة هو النظام الحربي

    حين تضعف المزية الحربية لدي أمة يُقضي علي هذه الأمة بالزوال في أقرب وقت

    إحتقر العرق المصري الحياة وتملق الموت ، وكان أول ما يبالي به هذا العرق هو تلك الموميا الصامته التي تتأمل تأملاً أبدياً بعينيها المينائيتين المرصعتين في وجهها الذهبي ،
    وفن البناء المصري علي وجه الخصوص ، فن بناء مأتمي وديني غايته الموميا والآلهة ، وفي سبيل الموميا والآلهة كانت تنحت السراديب وترفع المسلات والاساطين والأهرام ، ...
    وكل شيئ في ذلك الفن المعماري ثابت متين ما دام الخلود غايته


    العرب وحدهم هم الأمة الوحيدة التي وفقت ، حتي الآن ، لإبراز فن خاص بها في مثل ذلك الزمن القصير

    روح الأمة تتألف من شبكة التقاليد والمبادئ والمشاعر وطرز التفكير

    يمكن عد عناصر الحضارة مظهراً خارجياً لروح الأمة ، لذا يصبح بديهياً أن تتغير حضارة أمة بتغيير روحها

    تقوم الحضارات علي مبادئ قليلة ولكن ببطء حتي تتحول إلي مناطق اللا شعور وتصبح خُلق

    كل عنصر من عناصر الحضارة ، من فلسفة ومعتقدات وفنون وآداب ، خاضع لعدد قليل من المبادئ الناظمة التي تتحول ببطء شديد علي العموم ، ولا تشذ العلوم عن ذلك ، جميع علم الفيزياء يشتق من مبدأ عدم فناء الطاقة

    لا يتطلب إستقرار مبدأ أقل من 25 سنة

    يتم انتشار جميع المبادئ علي نمط واحد سواء فنياً علمياً دينياً

    يجب اعتناق المبدأ في بدء الأمر من قبل الرسل الذين ينالون نفوذاً كبيراً بشدة إيمانهم أو منزلتهم ، ويؤثر الرسل بالتلقين أكثر مما بالبرهان ، ولا يجب أن يُبحث في قيمة البرهان عن عناصر الاقناع الجوهرية ، أو المتكلم يفرض أفكاره بنفوذه الشخصي أو بمخاطبته الأهواء ، ولا يمارس أي نفوذ من يخاطب العقل وحده

    عند إقتناع عدد قليل من الأشياع عندها يأخذ المبدأ الجديد أو يدخل منطقة الجدل فيثير أولاً إعتراضاً عاماً لما يصدمه من أمور كثيرة قديمة ، مقررة بحكم الضرورة ...
    وينموا رويدا رويدا بفعل تلك المجادلات وتميل الناشئة الجديدة التي تجده مناقشاً فيه إلأي إعتناقه لأنه نُوقش فيه ، والناشئة ، وهي ولوع بالاستقلال في كل وقت ، تتصف اتصافا كليا بمعارضتها دفعة واحدة للمبادئ التي سار الناس عليها

    والمبدأ ينتشر بفعل التقليد من طريق العدوي حتي يدخل الدور المؤدي للنجاح

    إذا ما تم النصر للمبدأ الجديد طبع أدق عناصر الحضارة بطابعه ولابد له لكي يُعطي جميع نتائجه أن ينفذ روح الجماعات ، وينتقل المبدأ من ذري الأذهان الذي نبت بها إلي طبقات دونها وفي كل طبقة يُشوه المبدأ ويُحرف حتي يصل إلي شكلاً يناسب الروح الشعبية التي ستنصره

    التقليد هو الملكة التي يتصف بها الناس إلي أبعد درجة علي العموم

    الفتوح الأولي هي أصعب القتوح وأهمها علي الدوام

    في الشرق تجد شبكة التقاليد أقوي مما في أي بلد آخر ، وفي الشرق تجد أشد المستبدين جبروتاً ، لا يصدم التقاليد والرأي العام لما يعرفه فيهما من قوة أشد من قوته

    إذا ما تحول المبدأ إلي مشاعر وغدا عقيدة دام فوزه زمناً طويلاً

    عباقرة المخترعين يُعجلون سير الحضارة ، والمتعصبون هم الذين يخلقون التاريخ

    أخلاق الأمة ومعتقداتها مفاتيح مصيرها

    الثورات الحقيقية هي التي تحدث في الأفكار وهي أخطر الثورات في حياة الأمة




السنن النفسية لتطور الأمم - جمل مختارة 2

مصدر ما تجده من ضعف كبير في كتب علماء النفس المحترفين هو أنهم حصروا جهودهم في دراسة الذكاء مهملين دراسة الخُلق إهمالاً

إذا ما عارض الانسان عاجله بآجله وكان ذا هدف فسار وراءه بثبات فإنه يكون قد بلغ شأواً بعيداً من الرقي

يتألف الخلق من امتزاج مختلف العناصر التي يطلق عليها علماء النفس المعاصرون اسم المشاعر عادة ( مثل الثبات – النشاط – قابلية ضبط النفس بوجه خاص – استعداد للتضحية في سبيل مثلاً أعلي – إحترام القوانين )

الأدب وليد الخُلق ، لا الذكاء ، والأدب لا يكون وطيداً إلا إذا صار وراثياً ، ومن ثم غير شعوري
عظمة الأمم بوجه عام خاضعة لمستوي أدبها علي الخصوص


الذكاء وجه ثانوي في التطور النفسي ، والخُلق هو المثال الأساسي

خُلق الأمة لا ذكاؤها ، هو الذي يُعين تطورها في التاريخ وينظم مصيرها

وللأخلاق نفوذ ذو سلطان قوي علي حياة الأمم ، علي حين يبدو الذكاء ذا نفوذ ضعيف في الغالب

الخُلق هو الذي يجعل الأمم تشعر وتسير ، والأمم لم تظفر قط بكبير طائل من إعمال عقلها وقدح زناد فكرها كثيراً

من مزاج العروق النفسي يُشتق تصورها للعالم وللحياة ومن ثم سيرها

ويعد الخلق كالصخرة التي تلطمها الأمواج يوماً بعد يوم في عدة قرون قبل أن تتمكن هذه الأمواج من ثلم أطرافها

من السهل أن تنتقل اكتشافات الذكاء من أمة إلي غيرها ، أما الصفات الخُلقية فلا تنتقل ، وهذه هي العناصر اظلساسية الثابتة التي يختلف بها مزاج الأمم العالية النفس

السنن النفسية لتطور الأمم - جمل مختارة

السنن النفسية لتطور الأمم – جمل مختارة


قوة الأمم بأخلاقها لا بذكائها والذكاء يساعد علي البحث في أسرار الطبيعة والانتفاع بقواها

التحولات لا تكون عميقة إلا بفعل تقلبات البيئة

ما ينبغي لمجتمع لا يتمتع بالسلم الداخلي أن يعيش طويل زمن

النظم والتربية التي تلائم بعض الأفراد والأمم ، تكون بالغة الضرر لأفراد آخرين وأمم أخري

البشر يتشبثون تشبسثاً بالمبادئ الميتة علي الدوام

لكل أمة مزاج نفسي ثابتاً ثبات صفاتها التشريحية تشتق منه مشاعرها وأفكارها ونظمها ومعتقداتها وفنونها

تقوم حضارة كل أمة علي عدد قليل من المبادئ الأساسية ، ومن هذه المبادئ تُشتق نظمها وآدابها وفنونها ، وهذه المبادئ تتكون ببطء كبير كما أنها تزول ببطء كبير


النظم معلولات في الغالب قلما تكون علل


لروح العروق في الأمم من الحدود ما يتعذر إقتحامه

مزاج الأمم النفسي يتكون من عناصر أساسية تتغير ببطء وراثياً ، وخُلق ثانوية مؤقته

ولتلك الممكنات الخُلقية التي تحققت بفعل بعض الحوادث الإستثنائية يبدو لنا صانعوا الأزمات الدينية والسياسية الكبري من جوهر أعلي من جوهرنا وأنهم من نوع من العمالقة وأننا أبناؤهم المنحلون ، ولم يكن أولئك إلا رجالاً مثلنا مع ذلك ، ولم يكن أولئك إلا أُناساً قد أثارت الأحوال ما فيهم من الممكنات الخلقية الخفية في كل واحد منا ، فهُم لما وقع لهم من الحوادث الخارقة للعادة التي هزت في دماغهم بعض الخلايا المعطلة في الأيام العادية برزوا بتلك الوجوه الهائلة التي لا يدرك أمرها الخلف

الأسس الجوهرية الثلاث لروح الأمة هي:
1- وحدة المشاعر
2- وحدة المصالح
3- وحدة العقائد

ما يصدر عنه تطور هذه الأمة هي صفات خُلقية وذهنية ، ومن مجموعهما يتألف روح العرق


04‏/02‏/2009

السنن النفسية لتطور الأمم

السنن النفسية لتطور الأمم

اسم الكتاب : السنن النفسية لتطور الأمم

اسم المؤلف : غوستاف لوبون

دار النشر : دار المعارف بمصر

نسخة الكترونية بصيغة pdf

عدد الصفحات : 207

للتحميل

http://www.4shared.com/file/80653789/3a597e6a/___online.html

http://www.4shared.com/file/80653788/4d5e4efc/___.html




الحضارة - جمل مختارة 7

سؤال مهم أثاره الكاتب المبدع جون شتاينبك وهو :

ها هم إكتشفوا قنبلة تقتل مدينة ، فهل يبتكرون عقاراً يلقي في هيئة قنبلة فيقضي فى ثوان علي وباء كالملاريا مثلا إذا إجتاح بلداً ما

واجاب بقوله :

إنه لا يستبعد أن يكتشفوه ولكنه يستبعد أن يذيعوه ، لأنهم لا يربحون من قنبلة شافية واحداً علي ألف ممما يربحونه من أدوية معبأة في زجاجات وعلب ، قد تشفي وقد لا تشفي ولكنها قطعاً تجلب أرباحاً تغرق أصحابها في المال غرقاً

إندفاع الرجل الغربي في الاستكشاف لم يكن له غرض سوي السيطرة علي تجارة الدنيا وتخريب معالم الحضارة فيما وصلوا إليه من البلاد ، حتي لا تكون هناك حضارة إلا حضارتهم ، ومن الأمثلة المعروفة لذلك أن الانجليز عندما دخلوا الهند قضوا علي صناعة النسيج التقليدية فيها تماما ، كي لايلبس هندي ثوباً إلا من صنع الانجليز .....

وجدير بالذكر أن التغيير الحاسم في نظرة الغرب إلي غير الغرب وموقفه منه جاء عندما تمكنت الشعوب غير الغربية من الحصول علي السلاح الناري ، بل وصنعته، فلولا أن العرب والصينيين وأهل الفيتنام ثم أمريكا اللاتينية حصلوا علي السلاح الناري وعرفوا سره واستملوه ما غير الغرب وأهله من موقفهم قيد أنملة ، وما أخرج الانجليز من مستعمراتهم إلا الثائرون الذين حملوا السلاح وبدأوا حملات إغتيالات ثم حرب عصابات


يحكم الحضارة قانون التحدي والاستجابة
والعبره فيه بالروح والقوة الكامنه والإقدام علي مواجهة الصعاب


الركود الثقافي

هو تأخر التطور الثقافي والفكري والمعنوي عن التطور المادي

وهذه الحقيقة هي سبب تلك الكوارث التي تصيب الانسانية ، كلما بلغ بها التقدم المادي مبلغاً يجاوز التطور المعنوي بكثير ، فيضر ذلك بالكيان الانساني ويخرجه عن طبعه ، وهذه الظاهرة تبدو في أيامنا هذه أوضح مما ظهرت فيه في أي حقبة ماضية ، وهي في صميمها انعدام التوازن بين التقدم المادي الشاسع المدي والتقدم الانساني الاخلاقي
ومن مظاهر اختلال التوازن انتشار الرذيلة واتساع الادمان علي المخدرات واستعمالها وضلال الشبان في متاهات التمرد علي المجتمع واتخاذ الغريب من الملابس والازياء وتشبه الرجال بالنساء واختراع ما يسمي بالجنس الموحد واتساع نطاق الجريمة
ومن مظاهر التأخر الثقافي هو تلك التعقيدات التي تخلقها الحضارة والتي كان الماضون يبترونها دون تردد ، ففي إنجلترا مثلا في القرن السابع عشر كان السارق لما قيمته فوق الشلنين يُقتل وتنتهي مشكلته ، أما اليوم فإن سارق المليون جنيه (والمليار) لابد من محكمة ودفاع وإجراءات تطول وتتعقد وقد يبرأ في النهاية فهي من جانب تقلل إحتمال وجود أخطاء ولكنها في نفس الوقت تزيد جرأة المجرمين وتهون عليهم العدوان علي مال الناس وتكلف الجماعة الثمن الباهظ وهذا من اختلال القيم في مجتمعنا الراهن


الثقافة

الثقافة هي ثمرة كل نشاط إنساني محلي نابع عن البيئة ومعبر عنها أو مواصل لتقاليدها في هذا الميدان أو ذاك

الثقافة هي مجموعة المعلومات التي يقوم عليها نظام حياة أي شعب من الشعوب فهي علي هذا أسلوب حياته ومحيطه الفكري ونظرته للحياة ، ولابد أن تكون خاصة به ، نابعة من ظروفه وإحتياجاته وبيئته الجغرافية وتطور بلاده التاريخي والحضاري ، فهي إذن محلية

الثقافة هي كل ما يميز الانسان عن غيره ويجعله إنساناً ، وفي الطرف الثاني ، هي كل ما يميز شعباً عن شعب

ثقافة الأمة هي علمها غير الواعي الذي تتوارثه الاجيال وتسير به في شئون حياتها ، أي هي طريقتها في الحياة

الثقافة هي جهد إنساني يعطي الانسان شعوراً بالكرامة


03‏/02‏/2009

الحضارة - جمل مختارة 6

ليس من الضروري أن يكون ضعف الحضارات نتيجة لفساد الناس ، أو لهبوط هممهم نتيجة لاستنامتهم لمهاد الدعة وكرههم للحرب ، وميلهم إلي العيش السهل وقبولهم للهوان وما إلي ذلك
أي أنه ليس من الضروري أن يكون الضعف والتدهور راجعين إلي تغير في أخلاق الناس ، إنما يحدث ذلك لأن القوة الدافعة للأمة تتراخي وتضعف


الصفوة هي التي تطمح وتتخيل وتتحرك وتقود فإذا تحققت للأمة غايتها من طلب العلم أو الفتح العسكري أصبح هم الصفوة القائدة فيها المحافظة علي ما وصلت إليه ،
وتغيرت طبيعتها من صفوة سائرة متجددة إلي جماعة راكدة محافظة علي الوضع القائم ، ومع المحافظة علي الموجود يتجه الطموح إلي المزيد من التوسع والتقدم إلي مزيد من السلطان في نفس الحدود وهنا يبدأ التنافس بين القادة علي المساحة المفتوحة

وخلال هذه الفترة يتجه كل من الطامحين إلي السلطان إلي القضاء علي الآخرين ، وينتهي الأمر بانتصار واحد أو جماعة منهم يتزعمها رئيس منهم

وفي العصور الماضية يتحول الزعيم إلي ملك أو سلطان أو قيصر ، ويشاركه أنصاره في السلطان أول الأمر ثم لا يلبث أن يقضي علي من في نفسه نزوع إلي المنافسة منهم ،
ولا يبقي إلا الذين يرضون بالانقياد والطاعة والقنوع من الغنيمة بما يعطيهم إياه صاحب السلطان

وما دام تطور الاحوال قد وصل إلي هذه المرحلة ، فإن جهد الأسرة ومؤسستها ينصرف إلي القضاء علي من بقي من الصفوة متمسكاً بطموحه وعزة نفسه
ثم يصبح القضاء علي كل الصفوة جزءاً من سياسة الحكم ، ولا ينعم برضي صاحب السلطان إلا كل خانع وقانع وراض بأن يكون ذليلاً

وما دامت قد قامت في الجماعة أسرة حاكمة فإن الاحساس العام بين أفراد الأمة جميعاً يتغير وتنخفض همتهم ، وتتدني حالتهم النفسية التي كانت دافعاً فيما مضي للتقدم

وفي تلك الظروف تحيط بالجماعة في تلك المرحلة من تدهورها ، نلاحظ أن القوة الابداعية في الأمة تضعف وربما تلاشت ، فبينما نجد الأمة في طور نهوضها تملك القوة علي ابتكار الحلول للمشاكل التي تواجهها ،
نجدها في تلك المرحلة مستسلمة للمصير عاجزة أمام المشاكل والتحديات ، ويبدو كأن قوتها الذهنية قد توقفت ، وليس معني ذلك أن الأمة تخلو من المفكرين ، ولكن معناه أن السلطة الحاكمة احتكرت التفكير وحرمته علي الآخرين
ولا نجد أمة في هذا الطور إلا كان حكامها من أعداء الفكر والمفكرين ، لأن الفكر في ذاته قوة ، وهم يخافون من كل قوة

...

والسلطة الحاكمة في عصر التمزق تحتكر الفكر لنفسها وهي عاجزة عن الفكر ، لأنها في الغالب تتكون من طغمة من أهل الظلم والاستبداد لا يتسع ذهن أفرادها لأكثر من الدفاع عن وجودهم

وخلال فترة التصدع هذه تفسد الطبقة الحاكمة وتتدهور الأمور في أيديها تدهوراً مستمراً ، لأنها قضت علي الصفوة القائدة او اضطرتها إلي السير في ركابها محافظة علي حياتها ، ودون صفوة قائدة لا تقدم علي الاطلاق

....

بعدما ذكر المؤلف ( حسين مؤنس ) أفكار الفلاسفة والمفكرين في عصر التنوير الذي قاد الغرب إلي نهضته الحالية يقول :

وجدير بالذكر أن جانباً كبيراً من هذه الآراء والنظريات كان موجوداً عند المسلمين من فجر الاسلام وآيات القرآن الكريم والاحاديث النبوية وأقوال الصحابة والمفكرين المسلمين الأول تؤكد هذا الذي قلناه ،
ولكن العبرة في التاريخ بالتنفيذ ، وهو ما يحتاج في حالتنا هذه إلي جرأة وبسالة وإيمان واستعداد للتضحية، وفي الغرب وُجد المفكر الجرئ الباسل المؤمن الذي قبل التضحية وعندنا لم يُوجد

الشعور بأن الانسانية في طريق مسدود ، وبأنه لابد من إيجاد طرق أخري لمواصلة التقدم هو الذي يعطي أولئك المفكرين هذه الأهمية في تاريخ الحضارة
...
وهذا موقف أليم عرفناه نحن بعد القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي ، عرفناه دون أن نفكر في الخروج منه كما فعل هؤلاء ، لأن نفراً من أعاظم مفكري الاسلام نجحوا في إقناع الناس بأن السعادة في هذه الدنيا لا وجود لها ومن ثم فمن العبث البحث عنها ، وأن السعادة لا توجد إلا في الحياة الآخرة ومن ثم فلابد من تركيز جهد الانسان كله في ضمان وصوله إلي سعادة الآخرة ، عن طريق العبادات والزهد في كل ما تقدمه هذه الحياة من خيرات


الفكر هو الذي يحرك الحضارة والمفكرون بآرائهم وأقوالهم هم الذين يصنعون حركة التاريخ أما رجال الحرب والسياسة فلا يصنعون حضارة ، ودورهم هنا هو إما حماية مسيرتها والاسراع بحركة سيرها أو تعويق هذا المسير بل القضاء عليه
فالدول لا تصنع الحضارة بل تصنع نفسها ، والباقي تصنعه الأمم إذا لم تحل الحكومات بينها وبين ذلك

أولئك الرجال صانعوا الحضارة كانوا معنيين بالمستقبل ، والسؤال الذي كان يتردد في أذهانهم هو : ماذا نعمل لكي يكون مستقبل الحضارة الانسانية خيراً من حاضرها ، وأمسها ؟
وهذا شيئ جديد جداً في التفكير الفلسفي والتاريخي والحضاري

فإلي ذلك الحين كان الناس يرون أن المستقبل هو الحياة الآخري بعد الموت ، ولم يذكروا قط أن للحياة مستقبلاً علي هذه الأرض قبل الموت ، وأن هذا المستقبل ينبغي أن يكون أفضل من الحاضر والماضي معاً ، وهنا لايسع الانسان إلا أن يذكر الحديث النبوي الشريف الذي يقول " إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً "
ويقف خاشعاً أمام هذه الحكمة النبوية البالغة التي كانت وحدها كفيلة بأن تصل بنا إلي السعادة المنشودة في هذه الدنيا والآخرة